بالصور.. باريس تعيش قصة حب مع الملك توت - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 9:39 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بالصور.. باريس تعيش قصة حب مع الملك توت

تصوير: محمد بصل
تصوير: محمد بصل
باريس - محمد بصل وأحمد عبدالحكيم:
نشر في: الأربعاء 10 أبريل 2019 - 12:00 ص | آخر تحديث: الأربعاء 10 أبريل 2019 - 12:39 ص

معرض "كنوز الفرعون" كامل العدد.. توقعات بأعداد قياسية للزائرين.. وغياب القناع الأيقوني يسلط الضوء على قطع مميزة تغادر مصر لأول مرة

إذا كنت سعيد الحظ فلن تتمكن اليوم من إيجاد تذكرة لزيارة معرض "توت عنخ آمون - كنوز الفرعون" المقام في باريس إلا بعد 22 أبريل الجاري على أقرب تقدير، فالمعرض الذي تستضيفه قاعة "جران هال" بمنطقة لا ڤيليت يرفع لافتة "كامل العدد" منذ افتتاحه في 22 مارس الماضي.

الآلاف من الفرنسيين والأوروبيين والآسيويين والأمريكيين من عشرات البلدان يتوافدون على المعرض الذي يضم فقط 150 قطعة من كنوز الملك الأسطورة الذي تولى الحكم صغيرا وتوفي شابا في ظروف غامضة وعثر عالم المصريات هوارد كارتر على مقبرته كاملة قبل 97 عاما، ليتحول "توت" من ملك هامشي في التاريخ وتحديدا في عهد الأسرة 18 من الدولة الحديثة إلى رمز أيقوني للحضارة المصرية، بما حوته مقبرته من تماثيل وأعمال فنية على قدر رفيع من الروعة والإتقان بما يعكس التطور الهائل الذي بلغه الفنان المصري في مختلف الحرف والصناعات، فضلا عن احتواء المقبرة على أغراض شخصية مختلفة تصور حياة القصر الفرعوني بدقة، وترسم ملامح مصر في عصر كامل، بتقاليدها ومعتقداتها وسياستها الخارجية وعلاقتها بجيرانها.

وليست هذه المرة الأولى التي تسافر فيها كنوز مقبرة توت عنخ آمون خارج مصر، لكن عدة مستجدات ومميزات جعلت المعرض الحالي جديرا بالضجة الإعلامية والإقبال الجماهيري ومستحقا للقب "معرض المائة عام" الذي أطلقه منظموه، ويجعلهم يتوقعون كسر أرقام قياسية عديدة من حيث الحضور.

أبرز الأسباب أن بعض معروضاته لم تغادر مصر من قبل، وأنها المرة الأولى التي تستضيف فيها فرنسا المولعة بمصر "توت" منذ 1967، كما رصدت "الشروق" وجود معروضات كانت مخزنة منذ سنوات بالمتحف المصري وغير معروضة، إلى جانب إقامة المعرض في العام الثقافي "مصر- فرنسا" الذي اختير بمناسبة مرور 150 سنة على افتتاح قناة السويس.

الإقبال الكبير والذي كان متوقعا على المعرض، لاحظت "الشروق" أنه يشمل جميع الأعمار والفئات المهنية في المجتمع الفرنسي، إلى جانب اهتمام جانب كبير من السائحين من مختلف بلدان العالم بالحضور، وأحيانا خصيصا لمشاهدة المعرض، بحسب أحد الزوار من إسبانيا، قال إن أصدقاءه سبقوه لحضور المعرض الأسبوع الماضي، ولحق هو بهم مع صديقته، مبديا سعادته بإتاحة مرشد إلكتروني باللغة الإسبانية.

وتتيح إدارة المعرض المرشد الإلكتروني بالفرنسية والإنجليزية والإسبانية والصينية، وكل مرشد مطبوع عليه بأناقة صورة إحدى القطع الأثرية، وشأنه شأن المتاحف الحديثة الأخرى، يمكن للزائر التعرف على تفاصيل القطعة باختيار الرقم والاستماع للشرح بلغته، إلى جانب كتابة نبذة مختصرة عن القطعة بالفرنسية والإنجليزية أسفل كل قطعة.


وأصيب بعض الزوار بالإحباط نتيجة عدم وجود القناع الذهبي الجنائزي الأيقوني الذي يزين المتحف المصري بميدان التحرير، وكذلك لعدم عرض التوابيت الجنائزية.

لكن ما عوض الحضور أنهم شاهدوا للمرة الأولى عددا من أجمل القطع، كتمثال الإله الأكبر للفراعنة آمون وهو يحتضن "توت" والذي يبدأ الزائر رحلته به، والتمثال الجنائزي الملون الضخم للملك والذي ينهي رحلة المعرض، وبين القطعتين الثمينتين توجد العديد من الحلي الذهبية الدقيقة والأواني المرمرية والأسلحة والعصي والأغراض الشخصية والتماثيل الصغيرة والقلائد.

ومن القطع التي حازت اهتماما خاصا أيضا تمثال مذهب للملك على ظهر فهد أسود، وتمثال نصفي من المرمر، وقلادة صغيرة تعود للملك أمنحتب الثالث الذي يرجح العلماء أنه الجد المباشر للملك توت.

 

وتدعيما للمعروضات القيمة وإثراء للقيمة المعلوماتية للمعرض، يتم عرض أفلام قصيرة كخلفية معلوماتية عن المعرض بصفة عامة وبعض القطع بصفة خاصة كالأواني المرمرية، وأضيفت عدة لوحات بيانية وتوضيحية تشرح المسار الزمني لكنوز الملك توت منذ وفاته وحتى اكتشافها ونقلها للمتحف المصري والاستعداد حاليا لنقلها للمتحف المصري الكبير بمنطقة أهرامات الجيزة، وتروي جوانب عن أعمال هوارد كارتر، وتشرح شجرة عائلة الملك توت وصلات القرابة المؤكدة والمحتملة، وكذلك نتائج الفحوص الاستكشافية الحديثة على جثمانه المحنط.

وبعد الانتهاء من مطالعة المعروضات، يجد الزائر نفسه أمام عدة خيارات ليغادر بتذكار أو أكثر للمعرض ومصر القديمة.. صور فوتوغرافية يتم تركيبها على خلفيات الأهرامات والمقابر بسعر 15 يورو، وكاتالوج للمعرض تقديم عالم الآثار الشهير زاهي حواس بسعر 60 يورو، ومجموعة من الكتب والقمصان والتذكارات بأسعار مختلفة تبدأ من 20 يورو إلى 1000 يورو.

أما التذكارات الأقيم والأغلى فكان يبيعها تاجر فرنسي يتوسط صالة الهدايا، تتمثل في حُليّ ذهبية مرصعة بالأحجار الملونة في محاكاة مميزة للآثار المصرية، يصل سعر بعضها إلى 5000 يورو.

 

 

يقول التاجر لـ"الشروق": هذه الحلي مصنوعة في مصر واستوردناها بمناسبة المعرض، وهي على درجة عالية من التميز والدقة، وليست كالتي يمتلئ بها سوق التذكارات من الحلي ضعيفة المستوى، وجميعها مصنوع من ذهب عيار 18”.

ولكن هل يقبل الأوروبيون على شراء مثل هذه الحلي؟ يجيب التاجر: "نعم، البعض يطلبها خصيصا لأنها متفردة ويصعب إيجادها في السوق الأوروبية" مشيرا بالتحديد إلى بعض الحلقان النسائية على شكل الجعران ووجه الملكة نفرتاري، والأساور على شكل الصقر حورس، والسلاسل، وبروش الصدر على شكل زهرة اللوتس والقطع المنقوشة بالحروف الهيروغليفية.

ويعكس الإقبال الشديد على هذه التذكارات وعدم الاكتفاء بزيارة المعرض هوسا لا يفتر بالحضارة المصرية القديمة في فرنسا، نجده مترجما أيضا في صدور الأعداد الجديدة من 3 مجلات فرنسية كبرى بأغلفة عن المعرض تحتفي بعودة "توت" إلى باريس.. هي مجلات Le Figaro - Marianne - Connaissance des Arts



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك