محمود عبده صاحب أفضل مجموعة قصصية بمعرض الكتاب: الإبداع مراوغ - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:43 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمود عبده صاحب أفضل مجموعة قصصية بمعرض الكتاب: الإبداع مراوغ

الكاتب محمود عبده  تصوير أحمد عبد الجواد
الكاتب محمود عبده تصوير أحمد عبد الجواد
حوار ــ شيماء شناوى:
نشر في: السبت 9 فبراير 2019 - 12:39 م | آخر تحديث: السبت 9 فبراير 2019 - 12:39 م

حجم المبيعات لا يرتبط بالجودة الفنية.. وبعض شخصيات المجموعة مستلهمة من الواقع
الكتابة ليست بديلا عن الرسم.. لكنها وسيلة للبحث عن تفاعل أعمق
قبل أيام قليلة حصد الكاتب والفنان التشكيلى محمود عبده، على جائزة أفضل مجموعة قصصية فى معرض القاهرة للكتاب عن مجموعته القصصية «فرميليون» الصادرة عن دار الشروق، وهى العمل الثالث فى رصيده السردى بعد ديوانه الشعرى «طعم التمرة»، ورواية «رقص طفيف»، التى وجدت استقبالا نقديا لافتا.
ومحمود عبده، فنان تشكيلى، طرق باب الكتابة بعدما أراد طريقة أخرى للتعبير بخلاف الرسم، سعيا لمتلقٍ مختلف، هو القارئ.
استمد عبده عنوان المجموعة القصصية الفائزة من إحدى درجات اللون الأحمر، ورصد عبر اثنتى عشرة قصة، رحلة شخصيات لا يجمع بينها إلا التنوع والاختلاف، حيث يمد خيطا رفيعا من الشجن يبدأ من انتفاضة يناير 1977، لينتهى فى يناير 2011.
وخلال تلك السنوات ومن قصة لأخرى يمد خيطا بين شخوص لم يسبق لها أن التقت، أو بين من تفرقوا فى زمن بعيد.
وهنا حوار معه حول روايته التى حصلت على جائزة أفضل مجموعة قصصية:

•فى مجموعتك القصصية «فرميليون» قصة بعنوان «التنظيم السرى» وهو نفس عنوان عمل شهير لنجيب محوظ، فلماذا قررت تكراره؟
ــ أظن أنه لا يمكن أن يخلو قلب أى كاتب من قدر كبير من المحبة والتقدير للأديب نجيب محفوظ، بقوة أسلوبه وسلاسته وقدراته الفنية، والقصة التى كتبتها؛ استخدمت فيها نفس العنوان بل ونفس موضوع قصة «التنظيم السرى» أيضا، كتبتها كتحية متواضعة منى للأستاذ ومحاولة للنسج على منوال صنعته الفنية العالية، واجتهدت قدر استطاعتى أن أقدم كتابة صلبة العود وتحمل ما أمكن من التميز فى مواجهة كتابته، ربما يجوز تشبيه هذا بمحاولة الابن وقد بدأ عوده يشتد فى مواجهة أبيه الذى صنعه وعلمه.

•فى نفس قصة «التنظيم السرى» تعرضت لقضية إيمان الأشخاص بفكرة وسعيهم لتحقيقها حتى وإن كانت بغير هدف.. فما الذى قصدته؟
ــ كانت مسألة الإيمان بفكرة ما والسعى وراء تحقيقها تشغلنى أكثر، والأشخاص ــ أبطال القصة ــ كان لديهم إيمان قوى بجدوى ما يسعون للوصول إليه، إنما الاختلاف كان فى مسائل تقديرية جانبية، بدأت من الهامش ثم جرفتهم جميعهم أمامها حتى وجدوا أنفسهم فى اتجاه بعيد تماما عن الطريق الذى استهدفوه، رغم كل هذا بقى إيمانهم على حاله، بل كان يزداد صلابة بمرور الوقت والتجارب، والتناول الساخر للموضوع لا ينفى جدية مسعاهم، أو هكذا حاولت.

•على ذكر الأديب نجيب محفوظ، صاحب القول الشهير إن «الوحى» لا يأتى بل يستدعى.. هل تتفق معه فى ذلك؟
ــ فى تقديرى أن الكاتب هو الذى يستدعى الوحى بشكل ما، ويستدعيه هنا بمعنى أنه يطرح النسيج الذى ينسجه على الورق أو على الشاشة ومن ثم يتيح مجالا للأفكار لتوجد وتظهر نفسها أمامه، ولا يتبقى له إلا مهارة التقاطها وصياغتها فى جمل وعبارات وفقرات وما إلى ذلك، وفى حالتى هناك ثلاثة أشياء قادرة على مساعدتى فى استدعائه، «الهدوء والموسيقى والقهوة».

•كم من الوقت استغرقته فى كتابة «فرميليون»؟
ــ استغرقت ما يقرب من العام والنصف، وقد كانت ضعف حجمها الحالى، لكن أثناء عملية المراجعة والفلترة التى قمت بها قبل تسليمها إلى دار الشروق، حذفت منها قدرا ربما يساوى ما قررت الإبقاء عليه.

•أنت بالأساس فنان تشكيلى.. متى قررت طرق باب الكتابة؟
ــ عندما اكتشفت أن هناك طريقة أخرى «غير الرسم» لأسر المتلقى، القارئ والتأثير فيه، أقصد طبعا القص.. الحكاية التى تأسره وتأخذه وتحلق به فى زمان أو مكان آخرين، الكتابة تأثيرها ممتد زمانيا أكثر من الرسم، وغواية الإبداع تدفع الواحد ليمتلك قدرا أكبر من التأثير، أو حتى قدرا مغايرا.
أما بمقاييس الأيام والسنوات فأنا أكتب منذ أيام الدراسة الجامعية، كنت أكتب كثيرا ولكن دون اهتمام بصياغة هذه الكتابة فى شكل من أشكال الحكى المعروفة، بدأ اهتمامى يتجه لكتابة الرواية والقصة بشكل أكثر تحديدا منذ نحو عشر سنوات.

•لماذا اخترت «فرميليون» عنوانا للمجموعة وما المقصود منه؟
ــ فرميليون هى درجة اللون الأحمر شديد النقاء، وهو أحد الألوان الرئيسية التى تستخدم فى أصابع طلاء الشفاه، وفى واحدة من القصص كان هذا اللون محورا لبعض تطورات أحداثها، ومن هنا قررت منحه شيئا من التقدير باستخدامه كعنوان للقصة، ثم قررت منحه درجة أعلى من التقدير باستخدامه كعنوان للمجموعة كلها نظرا لتميزه وقدرته على لفت الانتباه، بلفظه وبمعناه.

•فى قصتك «حوار صحفى» رسمت فيها شخصية «سارة» كما لو كانت لو كانت حقيقية.. فأين يمكن فض الاشتباك بين ما هو واقعى وما هو متخيل؟
ــ شخصية «سارة» فى قصة «حوار صحفى» مستوحاة من شخصية حقيقية كانت موجودة فى حياتنا الأدبية بين ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، وإن كان الاسم بالطبع مستعار وليس حقيقيا، وكان لها بالفعل ــ كما ورد فى القصة ــ حوارات مع قامات أدبية كبيرة وهامة، وكنت أحبها وأتتبع كتاباتها وحواراتها حتى توقفت عن الكتابة وتوقفت المجلة التى كانت تكتب بها وتغيرت الدنيا إلى أحوال أخرى.

•ما هو العالم الذى تستمد منه شخوص أعمالك؟
ــ أنا أميل إلى عالم الأفكار المجردة، حيث يمكن خلق وصياغة شخصية تمثل مجموعة من الأفكار والتوجهات، قدرا من الاتزان وقدرا من الجنون، وكله بنسب متفاوتة، ثم إعطائها روحا وطاقة تتحرك بها ثم خلق مكان وزمان مناسبين للتفاعل مع شخصيات أخرى مماثلة، الأمر كله أشبه بلعبة فى ساحة لعب خيالية متسعة، ساحة تشبه الحياة.

•حصلت «فريمليون» على جائزة أفضل مجموعة قصصية فى معرض الكتاب.. برأيك ما الذى يمكن أن تضيفه الجائزة إلى المبدع؟
ــ شعور المبدع بالتقدير لما قدمه هو أمر رائع، وهو بدون شك دافع ومحفز على بذل مزيد من الجهد لتقديم شىء أفضل وأكثر تأثيرا.
بدأت مشوارك الإبداعى بالشعر ثم الكتابة الروائية وانتقلت فى عملك التحدث إلى فن القصة القصيرة.. فأى باب ستطرق منهما فى عملك القادم؟
ــ حقيقة لا أستطيع تقديم إجابة دقيقة عن هذا السؤال، العمل الإبداعى بشكل عام مراوغ بشدة ولا يمكن وضعه تحت السيطرة الكاملة، بعبارة أخرى أنا فى الوقت الحالى بين يدى نص أكتبه ولا أعلم بعد إلى أين سينتهى، هل إلى رواية أو رواية قصيرة أو هل سيقصف عمر نفسه بنفسه، ولا أتمنى هذا بالطبع، إنما بينى وبينه ما يشبه العراك حتى ننتهى إلى نقطة، عندها يفصح عن نفسه وأمتلك إجابة عن السؤال.

•يشاع أن من يكتب القصة القصيرة يستطيع أن يكتب جميع القوالب السردية.. إلى أى مدى تتفق أو تختلف مع ذلك؟
ــ هو صحيح إلى حد ما ولكن لا يمكن اعتباره قاعدة مطلقة أو عامة، فلكل شخص سمات خاصة ومتفردة قد تجعله يتسق مع شكل أو قالب ما من أشكال الأدب وقد لا يتسق أو لا يجيد مع غيرها، كما أن كل شكل سردى قد يتطلب اتقان مهارات أو ملكات معينة، البعض مثلا يفكر بالصورة، وتحويل هذه الصورة إلى جمل وحوارات هو أمر يختلف عن تحويلها إلى سرد متصل يستبطن الذات والمشاعر، وليس بالضرورة أن من يجيد هذا يمكنه أن يجيد ذاك، هذا أداء بملكات معينة وذاك أداء بملكات أخرى، ربما يتوافر بعضها بقدر ما لدى مبدع وربما لا يتوافر لدى مبدع آخر.

•برأيك لماذا أصبحت الرواية تتسيد المشهد على حساب القصة القصيرة؟
ــ لا أعرف الإجابة، على وجه التحديد، فالموضوع به عوامل كثيرة متشابكة وشديدة التعقيد وعلى عدة مستويات، ربما أن منها الاقتصادى ومنها الاجتماعى ومنها ما هو غير ذلك، وأظن أن الأمر قد يتطلب دراسة موسعة للوصول إلى إجابة عن السؤال.

•لا تصل كل الأعمال الجيدة لقائمة الأعلى مبيعا.. فهل تلتفت لظاهرة عدد الطبعات و«البيست سيلر».. وهل تراها تقدم تقييما حقيقيا للأعمال الجيدة؟
ــ لا يمكن تجاهل ظاهرة البيست سيلر وعوامل وظروف البيع والتسويق بشكل عام، ويصعب طردها من الذهن بشكل كامل، كما انه لا يمكن ــ قطعيا ــ اعتبارها حكما على جودة الأعمال، البيع ليس معيارا للجودة على الإطلاق.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك