الشروق ترصد آراء خبراء وساسة أمريكيين حول انعكاس احتجاجات الجامعات الأمريكية على دعم واشنطن لإسرائيل - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 11:15 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشروق ترصد آراء خبراء وساسة أمريكيين حول انعكاس احتجاجات الجامعات الأمريكية على دعم واشنطن لإسرائيل

أحمد فتحي
نشر في: الإثنين 6 مايو 2024 - 6:17 م | آخر تحديث: الإثنين 6 مايو 2024 - 6:21 م

سحر خميس: الحراك سيغير مستقبلا بوصلة السياسة الخارجية لواشنطن وسيؤثر فى انحياز الولايات المتحدة الأعمى لـ«تل أبيب»
بارسى: جيل من الأمريكيين سينظرون لإسرائيل على أنها دولة إبادة جماعية وفصل عنصرى.. وصوما: الدعم مستمر مهما كانت الاحتجاجات

 

تتسع رقعة الحراك الطلابى الرافض للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى جامعات أمريكية، بدأت من «كولومبيا» ووصلت إلى أكثر من 70 جامعة، بعد تدخل قوات الشرطة واعتقال مئات الطلاب، فى وقت وصف مسئولون إسرائيليون الحراك بالـ «معادى للسامية» وطالبوا بـ «التصدى له».

تشهد الجامعات الأمريكية، خاصة النخبة منها، حراكًا شبيهًا بحراك حرب فيتنام عام 1968، وذلك بهدف وقف الدعم الأمريكى للاحتلال الإسرائيلى، ووقف التعاون العلمى والبحثى بين جامعات المحتجين وإسرائيل، وسحب أى استثمارات فيها.

ففى جامعة كولومبيا التى انطلقت منها المظاهرات، يدعو الطلاب جامعتهم إلى سحب استثماراتها المباشرة أو حصصها فى الشركات التى تقوم بأعمال تجارية فى إسرائيل أو معها، بما فى ذلك شركتى «أمازون» و«جوجل»، اللتين أبرمتا عقدا بقيمة 1.2 مليار دولار مع الحكومة الإسرائيلية، لتزويدها بقدرات متقدمة فى مجال الذكاء الاصطناعى والتعلم الآلى.

كما طالب المحتجون بسحب الاستثمارات من شركة «مايكروسوفت»، التى تقدم خدماتها لوزارة الدفاع والإدارة المدنية الإسرائيليتين، إضافة إلى شركات الصناعات الدفاعية التى تستفيد من الحرب مثل شركة «لوكهيد مارتن»، التى أفادت، مؤخرا، بارتفاع أرباحها بنسبة 14 بالمائة، وفقا لصحيفة الجارديان.



وفى نتيجة مباشرة لضغوط حركة الاحتجاجات الطلابية المستمرة، على إدارات الجامعات، توصلت جامعة «براون» بولاية رود آيلاند إلى اتفاق قبل أيام مع الطلاب المحتجين من شأنه أن ينهى اعتصامهم داخل الجامعة مقابل أن تفكر إدارة الجامعة فى سحب استثماراتها من إسرائيل، فى خطوة توصف بأول تنازل كبير من جامعة نخبوية، بما لها من وقف مالى تبلغ قيمته 3 مليارات دولار. 

فيما قالت جامعة هارفارد، التى يصل إجمالى وقفها إلى 51 مليار دولار تقريبا، كأكبر جامعة أمريكية، أنها «تعارض الدعوات لسياسة مقاطعة إسرائيل ومؤسساتها الأكاديمية»، ورفضت أخرى، تعديل استثماراتها، مكتفية بعقد بعض إدارييها اجتماعات مع الطلاب. 

وفى تطور لافت، قال موقع «أكسيوس» الأمريكى نقلا عن مسئولين إسرائيليين، إن الولايات المتحدة علّقت الأسبوع الماضى شحنة ذخيرة إلى إسرائيل. وتعتبر هذه المرة الأولى التى تحجب فيها الولايات المتحدة شحنات أسلحة أو ذخيرة لإسرائيل، منذ اندلاع الحرب فى 7 أكتوبر الماضى».

هل تتغير بوصلة السياسة الأمريكية؟

امتداد دائرة الاحتجاجات، الذى وصف بـ«الإعصار» الذى ضرب الجامعات، أثار قلق الإدارة الأمريكية، بأن هذا الحراك يمكن أن يغير بوصلة السياسات الخارجية لواشنطن نحو إسرائيل.

وفى تعقيبه، قال المحلل سياسى وعضو الحزب الديمقراطى الأمريكى، مهدى عفيفى، إن: «الحراك الطلابى يمكن أن يسهم فى تغيير نسبى فى الخطاب والسياسات الأمريكية، ويحمل أيضا تأثيرًا إيجابيًا فى المستقبل القريب للصراع العربى الإسرائيلى بشكل عام». 

مهدي عفيفي


وأوضح مهدى فى حديث من واشنطن لـ«الشروق» أن السياسة الأمريكية كانت تعمل بشكل مستمر ومطلق على دعم إسرائيل، حيث استمعنا من جميع القادة على مختلف توجهاتهم بأن دعم الأخيرة يدخل ضمن العقيدة الأمريكية بشكل أكبر من دعم واشنطن لمصالحها. 

لكن مع تصاعد الحراك الطلابى، والحديث لـ«عفيفى»، فقد نرى تغييرًا فى طريقة هذا الدعم، قد يكون من أشكاله، إحلال لبعض الحرس القديم داخل الكونجرس الأمريكى.

وبين عفيفى فى هذا الصدد، أنه فى بداية الحرب لم يكن هناك أى داعم من الكونجرس الأمريكى لوقف الحرب، واليوم بات هناك 70 عضوًا من بين 435 عضوًا فى الكونجرس يطالبون بإيقاف فورى للحرب، ومطالبات بوضع شروط لدعم إسرائيل وعدم مدها بالسلاح إلا بشروط صارمة. 

ورأى القيادى الديمقراطى، أن تأثير الحراك الطلابى الحالى سيتضح فى المستقبل القريب، قائلا: المحتجون الشباب ينتمون لجامعات قوية وعريقة تصنف أنها جامعات النخبة، لذا سيكون لهؤلاء تأثير قوى فى الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بالعمل على حسم فوز مرشحين يحملون نفس أفكارهم ومطالبهم، وتحديدا فى المناطق التى تحمل تقارب بين المرشحين.

وفى السياق، غرد تريتا بارسى نائب رئيس معهد كوينسى فى واشنطن على موقع «إكس» (تويتر سابقا): « قُصر نظر الحكومة الإسرائيلية أمر مذهل، إنه يضمن أن جزءا كبيرا من جيل كامل من الأمريكيين، منهم النخبة القادمة، سينظرون إلى إسرائيل على أنها دولة إبادة جماعية وفصل عنصرى تهدد الديمقراطية الأمريكية».

تحديد مصير بايدن

وفى تقديره، ذهب عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطى الأمريكى، نعمان أبوعيسى، فى حديث خاص لـ«الشروق»، إلى أن الشباب هو عامل مؤثر فى الانتخابات الرئاسية، وتحديدًا فى الولايات المتأرجحة التى ستحدد مصير الرئيس بايدن.


نعمان أبو عيسى


ويكتسب التحرك الطلابى، عوامل قوة وأهمية كبيرة فى ظل تنوع فى المشاركين من عرقيات دينية وثقافية واجتماعية وجغرافية، إضافة إلى أن الكثير من الطلاب الناشطين، هم من منظمات يهودية علمانية من أجل السلام، مردفا «هؤلاء الطلاب يملكون المستقبل وهم أقوى فئة فى المجتمع الأمريكى»، بحسب عضو اللجنة المركزية بالحزب الديمقراطى.

وعن ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة من الحراك الطلابى، فسر أبو عيسى: «إسرائيل تعى جيدًا أن الحركة الاحتجاجية ضد الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا بدأت فى الثمانينيات من القرن العشرين وانتهت بسقوط «نظام الأبارتايد، فى وقت يتسع فيه حراك الجامعات تدريجيا وتزداد قوته إلى حد أنها أصبحت تجابه آلة القمع التى تواجهها فى الحرم الجامعى».

انعكاسات خطيرة

وفى رأيها الذى لم يذهب بعيدا، قالت أستاذة الإعلام فى جامعة مريلاند الأمريكية، الدكتورة سحر خميس: إن «الاحتجاجات التى خرجت فى الجامعات وتنتشر بقوة تثير قلق الإدارة الأمريكية، بأن هذا الحراك سيغير بوصلة السياسات الخارجية لواشنطن».

الدكتورة سحر خميس

الدكتورة سحر خميس


وفى هذا الصدد، أبرزت أن: اندلاع المظاهرات من رحم جامعات القمة والنخبة فى البلاد وتفرخ قادة وساسة يقودون مستقبل البلاد، يؤشر على أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية من الممكن جدا أن تختلف فى المستقبل بشكل لا يتسم بهذا الانحياز الأعمى، الذى طالما اتصفت به العلاقة. 

ودائما ما يردد العديد من الرؤساء والساسة والمفكرين الأمريكيين، عبارات مثل «قادة التغيير وأمل المستقبل وصُناعه، والنبض الحى لأمريكا» فى العديد من خطاباتهم وكتبهم ومحاضراتهم، فى إشارة لأهمية شريحة الطلبة الجامعيين فى دورة الحياة الأمريكية على الأصعدة كافة.

وحول تأثير التطورات التى تشهدها الجامعات الأمريكية، على انتخابات الرئاسة نوفمبر المقبل، قالت أستاذة الإعلام فى جامعة مريلاند الأمريكية، إن الاحتجاجات سيكون لها انعكاسات كبيرة جدا وخطيرة على صورة الرئيس جو بايدن وإدارته، وسيكون هناك المزيد من المعارضة له ولسياساته وهو ما سوف يقلص من فرص فوزه بفترة رئاسة ثانية. 

وأشارت إلى أن الاقتصاد الأمريكى يعانى من أزمة كبيرة، فهناك تضخم وارتفاع كبير فى الأسعار، علاوة على أسلوب التعاطى الخاطئ مع ملف غزة، والذى اتسم بالانحياز المطلق لإسرائيل على حساب الجانب الفلسطينى، إضافة إلى الحراك الطلابى الحالى، وكلها أمور ستنعكس بالسلب على فرص بايدن.

لا تأثير على السياسة الأمريكية

لكن غبريال صوما، الأستاذ فى القانون الدولى، وعضو المجلس الاستشارى للرئيس السابق دونالد ترامب، لا يعتقد أن يكون للحركة الطلابية تأثير على سياسة الولايات المتحدة بشأن حرب غزة، قائلا إن « الدعم الأمريكى لإسرائيل سيستمر»، مستدلا بموافقة الكونجرس الأمريكى مؤخرا على موازنة بحدود 18 مليار دولار لمساعدة إسرائيل.

غبريال صوما


فى وقت أكد عضو الحزب الجمهورى، فى حديث خاص لـ«الشروق»، على أن تأثير الحراك الاحتجاجى على تراجع شعبية بايدن، وفرص فوزه فى الانتخابات، إضافة إلى أن أكثر من 57% من الناخبين بالحزب الديمقراطى لا يريدون ترشحه لولاية ثانية. وتوقع صوما تمدد الاحتجاجات من شرق البلاد إلى غربها ومن شمالها لجنوبها خلال الفترة المقبلة مع تواصل العدوان الإسرائيلى على غزة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك