كفى الزعبى: روايتى بدأت بمعلومة أخبرنى بها شاب يعيش فى غرفة بلا نوافذ

آخر تحديث: السبت 20 أبريل 2019 - 5:55 م بتوقيت القاهرة

شيماء شناوى

ثلاثة أيام تفصلنا عن جائزة «البوكر» الأهم عربيًا، والتى تتنافس فيها 6 روايات لمؤلفين من 6 بلاد عربية هى: «مصر، الأردن، سوريا، العراق، المغرب، العراق»، تختلف كل رواية منها باختلاف الزمان والمكان والأبطال والأسلوب والسرد الروائى، لتعكس فضاءات محلية متنوعة بالنظر إلى انتمائها لبلدان عربية شتى.. أشكال وأنواع البشر فى كل صورهم، سواء فى القرى والمدن، فهناك الرواية العائلية، ورواية الذاكرة، والرواية الفلسفية، ورواية أدب الرسائل، لكنهم جميعًا متشابهون فيما بينهم بالحكى عن خيبة الأمل وعن المنفى والهجرة ومشكلة الهوية والاغتراب التى يعيشها أبناء الوطن العربى، لتعكس واقعا متباينًا ورؤى عميقة وناضجة ومؤثرة من الراهن العربى، وفى الآن ذاته تقترح صيغا سردية بديعة تستجيب لطبقات مختلفة من المتلقين».

تواصلت «الشروق» مع الكُتاب الست المرشحين لجائزة «البوكر»، وسألتهم عن وصول أعمالهم للقائمة القصيرة للجائزة، وعن طرف الخيط الذى قادهم لتأليف هذه الروايات، وغيرها من الأسئلة المتعلقة بأعمالهم الأدبية.

كفى الزعبى

فى بيتها فى مدينة بطرسبورغ، وقفت الأديبة الأردنية كفى الزعبى، تنظر من نافذة منزلها إلى الثلوج المنهمرة، التى تتساقط بكثافة فى الخارج، لتشغل نفسها عن التفكير فى أمر الإعلان عن الروايات الـ6 التى وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر، انتظار طويل قطعه زوجها فور عودته للمنزل، ليصافحها مبتسمًا قائلا: «مبروك»، تفاءلت بالكلمة واعتبرتها «بشرة خير» لمصير روايتها «شمس بيضاء باردة»، متمنية أن تسمعها مرة أخرى فى يوم الثلاثاء 23 إبريل الجارى، بعد الإعلان عن الفائز بجائزة «البوكر 2019».

قالت الزعبى إن فكرة الرواية بدأت معى بمعلومة أخبرنى بها شاب، اضطر لأن يستأجر غرفة كانت بلا نوافذ وكان يعيش فيها عجوز مات، ولم ينتبه لذلك أحد إلا بعد أن تعفنت جثته وفاحت رائحتها، فرأيت فى هذه المعلومة رواية، ورأيت فى العجوز «انكيدو صديق جلجامش فى الملحمة السومرية، فبدأت رحلة كتابتها، بأحداثها وشخصياتها وصراعاتها، فى سياق رؤية وجودية، لإنسان عربى يشعر بالغربة فى بيئته ويعانى من الهزيمة على جميع الأصعدة. وحول أبرز الكُتاب التى تأثرت بها كفى الزعبى، قالت: «كل عمل أدبى يحمل رؤية شمولية للعالم، ويتناول الإنسان على نحو عميق دون أن يهمل الشرط الجمالى والمتعة، كان يؤثر بى ويحفز رغبتى لكتابة عملى الخاص بى، لكننى سأقول بثقة إن أكثر من أثر ويؤثر بى هو الإنسان ذاته، وكما يقول هنرى ميللر إنه كف عن قراءة الكتب منذ زمن وشرع بقراءة الإنسان، لكننى لم أصل بعد إلى اللحظة التى أشعر بها أننى لم أعد بحاجة لقراءة الكتب، لكننى أواصل قراءة الإنسان، قراءة كتابه الذى هو أعظم الكتب، بتمعن. وربما كان أحد الأسباب الذى يدفعنى للكتابة هو محاولة فهم من هو وما هو هذا الإنسان».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved