في وثائقي «Homecoming».. بيونسيه تبرز مكانة أصحاب البشرة السمراء بأمريكا

آخر تحديث: الخميس 18 أبريل 2019 - 6:27 م بتوقيت القاهرة

نجلاء سليمان

تستعرض مراحل تحقيق حلمها بالغناء على مسرح «كوتشيلا».. وكواليس إصابتها بتسمم الحمل وتوقف قلب أحد طفليها

 

على مدى ساعتين و17 دقيقة، تمكنت المغنية الأمريكية بيونسيه، فى فيلم وثائقى بثته شبكة نتفلكس، من استعراض المجهود الذى بذلته وفرقتها للتحضير لعرضها الأسطورى فى مهرجان «كوتشيلا» للفنون إبريل 2018.
الفيلم الوثائقى الذى يحمل اسم «Homecoming»، عرضت بيونسيه خلاله كواليس الاستعداد لحفلها الذى دام لساعتين، والتحضير الذى استمر لأكثر من 4 أشهر، بعد ما يقرب من 6 أشهر من الولادة التى تعرضت خلالها لتسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم وتوقف قلب أحد طفليها حديثى الولادة.

أطلقت بيونسيه البالغة من العمر 37 عاما، اسم «Homecoming» على فيلمها فى إشارة لأن هذا الحدث كان بمثابة لحظة العودة لفنها وحفلاتها ورقصاتها الأسطورية بعدما كانت تشك فى قدرتها على العودة مرة أخرى.
بالنسبة للكثيرين «كوتشيلا» هو مهرجان فنى سنوى، تأسس عام 1999، يقدم خلاله الفنانين مختلف الأنواع الموسيقية مثل الروك والهيب هوب وموسيقى الرقص الإلكترونى، يحرصون جميعا على تقديم أفضل ما عندهم لإمتاع الجماهير الحاضرة، ولكن بالنسبة لبيونسيه فكان التحدى مختلفا كونها «أول امرأة سمراء» يتم اختيارها للغناء فى «كوتشيلا»، وأرادت من خلاله إيصال عدة رسائل واضحة حول حقوق ذوى البشرة السمراء سواء كانوا «رجالا أم نساء»، والتأكيد على خصوصية وتميز موسيقاهم وغنائهم وقدراتهم الفنية إلى جانب تميزهم العرقى والصفات الخاصة الجسمانية والحسية التى تولدت لديهم، وحرصت على اختيار أدق التفاصيل بنفسها بداية من الأغنيات المقدمة والرقصات التى أبهرت الجميع خلال الحفل، والملابس وألوانها، وشكل المسرح الهرمى الذى كان لديها نسخة مصغرة منه فى أماكن البروفات، وكانت تتنقل بين ثلاثة ستديوهات ضخمة مقسمة ما بين بروفات الرقص والغناء وتجهيز الملابس والديكورات، فوفقا لوصفها كانت تفكر فى كل صغيرة وكبيرة حتى يخرج المظهر العام برسالة واضحة.

«كوين بى» كما يطلق عليها، ضمت لحفلها العديد من الفقرات والمواهب الفنية التى اختارتها بنفسها، وشملت الفقرات مواهب صوتية، ولوحات راقصة، ولحظات ممتعة جمعتها بأختها المغنية سولانج، وفقرة أدتها مع عضوتى فريقها السابق دستنيز تشايلد، كيلى رولاند وميشيل ويليامز،كما قدمت أغنية Deja vu، بمصاحبة زوجها جيه زى، وارتدت عدت بذلات ملونة الشكل بين الأصفر والفوشيا والذهبى.

رغم مشاركة نجوم آخرين لبيونسيه فى إحياء الحفل أبرزهم دريك، ايمنيم، إلا أن الجميع يتذكر كوتشيلا 2018 بكوين بى، فيما صعدت نغمة واضحة لضرورة تغيير اسم المهرجان من «كوتشيلا» إلى «بيتشيلا».

مسيرة بيونسيه الفنية مليئة بالنجاحات، وحصلت على 22 جائزة جرامى، وأكثر من 500 جائزة فنية، على مدى مسيرتها الفنية التى امتدت لـ22 عاما، وباعت ألبوماتها مئات الملايين من النسخ والألبومات، وحقق أغانيها المنفردة مشاهدات ومبيعات عالية، ونالت لقب فنان الألفية من قبل تصنيف «بيلبورد»، وأدرجتها مجلة «تايم» الأمريكية كواحدة من بين أكثر 100 شخصية مؤثرة فى العالم 2013.

أوصلت بيونسيه عبر فيلمها، عدت رسائل واضحة لحلمها الذى تولد معها منذ الصغر، فهى الفتاة السمراء التى بدأت مشوارها الفنى والغنائى فى عمر 9 سنوات، وتلقت تعليمها فى جامعة «للسود» فى أمريكا، كذلك فرقتها الفنية والراقصة كاملة، وهاهى الآن تحقق حلمها بتكوين فريق راقص وغنائى «للسود»، أرادت من خلاله أن يشعر كل شخص تم تجاهله أن له مكانا وسط المجتمع، وأنه جزء من العرض المبهر على هذا المسرح الضخم.

فيلم الديفا السمراء كما وصفت نفسها خلال الحفل، حقق ردود فعل إيجابية على مستوى مواقع الفن الأجنبية، وجاء عنوان تقرير "واشنطن بوست" كالتالي: إذا لم يقنعك Homecoming بعظمة بيونسيه فلا شيء آخر يمكنه، ووصف التقرير مراحل العظمة التي أشار إليها العنوان بداية من ظهورها على المسرح مرتدية زي نفرتيتي ملكة القرن 22، مرورا بأن مدة الساعتين تجعلك تشارك في أحد أعظم أفلام الحفلات الموسيقية التي تم إنتاجها على الإطلاق. كما أشار التقرير إلى حرص بيونسيه على توجيه الشكر والإشارة إلى المجهود الذي بذلته الفرقة المصاحبة لها والتي وجهت لهم الشكر خلال الفيلم وعقب نهاية الحفل، والتعبير عن التضحية التي قدموها جميعا لتحقيق هذا الحلم والمشهد الذي لا ينسى.

فيما وصف موقع "سي إن إن"، الفيلم بأنه يرسخ لحركة فنية وثقافية جديدة، ستكون نواة لمزيد من الإبداع، وأن بيونسيه أكدت أن فنها ومكانتها لن تهتز أبدا، ونوهت مجلة "تايم" في تعليقها، على الدروس التي برزت خلال الفيلم وأهمها أنها مدربة رقص وقائدة صارمة، وأنه رغم انشغالاتها ومشاريعها الفنية إلا أن أسرتها تأتي دائما في المقام الأول حيث أبرزت خلال الفيلم أنها كانت حريصة على العودة للمنزل لأطفالها الثلاثة وتخوفها الدائم خلال التحضيرات من الانشغال عنهم، وأنها أرادت أن يفخر بها النساء ذوات البشرة السمراء، وأنها نمو ذج يحتذى به.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved