اليوم.. ختام الدورة الـ21 لـ«الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة»

آخر تحديث: الثلاثاء 16 أبريل 2019 - 4:49 ص بتوقيت القاهرة

كتبت ــ إيناس عبدالله:

توقعات بفوز الفيلم المصرى «تأتون من بعيد» بجائزة... ولا يزال ضعف الإقبال الجماهيرى مشكلة تؤرق إدارة المهرجان
يسرى نصر الله: مهمة اختيار لجنة التحكيم كانت صعبة وهناك تطور ملحوظ فى المهرجان
يسدل مساء اليوم الستار على فاعليات الدورة الـ 21 لمهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، هذه الدورة التى تحمل اسم رائدة السينما التسجيلية فى مصر الراحلة عطيات الأبنودى، والتى شهدت العديد من الفاعليات سواء على مستوى الندوات أو المؤتمرات إلى جانب مستوى الأفلام التى نال معظمها
إعجاب الحضور.
ويقام فى السابعة مساء حفل الختام على خشبة مسرح قصر ثقافة الإسماعيلية، والذى يشهد إعلان أسماء الأعمال الفائزة وتسليم الجوائز، وسط توقعات كبيرة بحصول الفيلم المصرى اللبنانى «تأتون من بعيد» للمخرجة أمل رمسيس بإحدى الجوائز، بعد أن لاقى استحسان وقبول وإعجاب الجميع سواء نقاد أو جمهور عادى، وكان من أكثر الأفلام التى حظيت بحضور جماهيرى كبير حتى بعد إعادة عرضه فى أكثر من مكان، رغم أن هذه الدورة لم تشهد إقبالا جماهيريا مرضيا فى معظم العروض، وكانت قاعة العرض كثيرا ما تمتلئ بالضيوف الذين جاءوا من خارج الإسماعيلية لمشاهدة أفلام المهرجان بدون تواجد لأهل المدينة.
وقبل إعلان النتائج عقدت لجنة تحكيم مسابقة الفيلم التسجيلى الطويل والقصير الذى يترأسها المخرج يسرى نصر الله، مؤتمرا صحفيا غابت عنه الفنانة السورية سلاف فواخرجى، عضوة لجنة التحكيم، بزعم عدم رغبتها أن تطغى نجوميتها على الهدف الحقيقى من المؤتمر، فيلتفت الحضور لها ويحيطون بها ويخرج المؤتمر عن سياقه كما صرح عصام زكريا، رئيس المهرجان للـ«الشروق» مضيفا أنه تم بذل جهد كبير لإقناعها بالعدول عن رأيها لكن هذه الجهود لم تثمر عن شىء.
ومن جانبهم حرص أعضاء اللجنة فى بداية المؤتمر على الإشادة بالتطور الكبير الذى يشهده مهرجان الإسماعيلية، وقوة الأفلام المشاركة فى المسابقات، والتى وضعتهم فى حيرة بالغة، فمن بين 12 فيلما فى مسابقة الفيلم التسجيلى الطويل كان هناك 10 أفلام مستواها رائع، وبالتالى مهمة اختيار أفضلها كانت صعبة للغاية، على حد قول يسرى نصر الله، حينما قال:
المشكلة الكبيرة التى كانت تواجهنا هى صعوبة الاختيار، فالأفلام قوية جدا، سواء بمسابقة الفيلم الطويل أو القصير، وإن كانت لدى ملاحظات على بعض الأفلام، مثل فيلم مدته 54 دقيقة ويشارك فى مسابقة الفيلم القصير، رغم أنه كان يستحق الاشتراك فى مسابقة الفيلم الطويل، فمن الظلم أن نقارن بين فيلم مدته 9 دقائق بآخر اقترب من الساعة، وهناك أيضا فيلم امتلأ بالرسوم المتحركة وكان من باب أولى الاشتراك فى مسابقة التحريك، لكن كل هذا يعنى أنه لم يعد هناك هذا المفهوم الجامد والنمطى عن الفيلم التسجيلى، فلقد اعتدنا أنه عبارة عن صورة بلا صوت ويعتمد مخرجه على الموسيقى التصويرية فقط، لكن الوضع تغير الآن جذريا.
وتابع يسرى حديثه: استمتعت بكل لحظة شاهدت فيها هذه الأفلام، حتى تلك التى لم تتمتع بمستوى جيد، فربما مشهد واحد بالفيلم يأخذنى لرحلة طويلة من المتعة، وأنا سعدت كثيرا بهذه التجربة، وأود أن أشيد بالدور الذى لعبته لجنة المشاهدة فى اختيارها أفلاما متنوعة ومختلفة وذات مستوى رائع.
وتحدث عن لقائه الأول بأعضاء لجنة التحكيم وقال: حرصت أن أطلب من الجميع طرح الأيدلوجيات الخاصة بهم جانبا، فبالطبع لكل منا فكر ورؤية، لكن فى حال اختيارنا للعب دور المحكم، فيجب أن ننفصل تماما وأن نحكم على العمل بمعايير فنية، وعليه فبرغم أننا كثيرا ما اختلفنا وتناقشنا، لكن النتيجة كانت كلها بالإجماع.
وعما إذا استهواه هذا النوع من السينما لدرجة تدفعه لإخراج فيلم تسجيلى، حكى يسرى نصرالله أنه قام بالفعل بإخرج فيلم تسجيلى بعنوان «صبيان وبنات» وتم عرضه بمهرجان الإسماعيلية، كما شارك فى العديد من المهرجانات.
وقال: حينما أعمل على مشروع فيلم، لابد أن أتواجد معه ويكون جزءا منى وأكون جزءا منه، وفكرة أنه روائى أو تسجيلى لا تشغلنى، فأنا لا أنحاز لشكل عن الآخر، فالأمانة واحدة، فلابد أن أكون رجلا أمينا وأنا أعبر عن أبطالى سواء كانوا شخوصا على ورق أو حقيقين، فتجربة «صبيان وبنات» استغرقت عامين كاملين ما بين تصوير ومونتاج وغيره، وكنت أحرص ألا أخون الناس الذى قمت بالتصوير معهم، وأن أنقل ما قالوه بأمانة شديدة، وبذلت جهدا كبيرا، فمهمة إخراج فيلم تسجيلى ليست سهلة على الإطلاق.
وانتقل يسرى نصر الله بالحديث عن أزمة تسويق الفيلم التسجيلى وضعف الإقبال الجماهيرى قائلا:
جزء كبير من السينما المصرية يعانى من سوء التوزيع، والأفلام الجادة لا تجد إقبالا من الموزعين أو القنوات الفضائية حتى لو حصدت العديد من الجوائز العالمية، أضف إلى هذا أن الفيلم التسجيلى يعانى عدم تسليط الضوء عليه إعلاميا كان سببا فى عدم إقبال الجمهور لمشاهدته، فمخطئ من يظن أن ضعف الإقبال الجماهيرى أزمة يعانى منها مهرجان الإسماعيلية وحده، بل هى مشكلة تؤرق كل المهرجانات الأخرى، والموضوع بحاجة لبذل مزيد من الجهد لنشر هذا النوع من السينما ومحاولة إيجاد وسائل عرض بالجامعات والمدارس والقنوات الفضائية.
وهنا طلب د.خالد عبدالجليل، رئيس المركز القومى للسينما ــ الجهة المنظمة لمهرجان الإسماعيلية ــ الكلمة وحكى معاناته الشديدة فى عمل رواج لهذا النوع من السينما المختلفة تماما عن السينما التجارية، وعن كم المشاكل والعراقيل التى واجهته، حينما حاول عمل بروتوكول مع المدارس لعرض أفلام للطلبة، لكن المسئولين تحججوا بضيق الوقت، كما حاول تسويق الأفلام للقنوات، لكن جرأة الطرح التى تميز هذه الأفلام، لم تحمس المسئولين عن هذه القنوات، بينما القنوات التى رحبت بعرض هذه الأفلام لا تتمتع بنسب مشاهدة مقبولة، وفى إطار إمكانياته يحاول عمل أندية للسينما بالمحافظات المختلفة لعرض هذه الأفلام على الجمهور، ومساندته للشباب الذين يعشقون هذه السينما، واستشهد بما فعله مع الشباب المنظم لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير حينما منحهم سينما فريال الموجودة فى محطة الرمل بالإسكندرية وشاهد بنفسه الإقبال الجماهيرى الكبير وامتلاء القاعة بالكامل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved