افتتاح المعرض الجماعي بجاليري المشربية.. ورجاء الجداوي تدعو لزيارة الأطفال لمثل هذه الأماكن

آخر تحديث: الأحد 14 أبريل 2019 - 5:41 م بتوقيت القاهرة

كتبت: غادة عادل

بحي الدقي الراقي في شارع محي الدين أبو العز، افتتح أمس السبت، معرض جماعي للفن التشكيلي بجاليري المشربية، يشارك فيه 10 من الفنانين والفنانات من بينهم دعاء حاتم، وحنفي محمود، وآلاء نجم، وزيزيت سلطان، وعبدالله بشير، وجيهان سعودي، وحسين ديهون، وحنان يوسف، وعبد الفتاح العزازي، ومراد فخر الدين.

وفور وصولنا للمعرض فوجئنا بفنانين يعزفون على أوتار لوحاتهم بأجمل الألحان، فكان الإبداع والتميز والتألق هو السمة الغالبة للأعمال الفنية، فعند تجوالك تشاهد عن يمينك وعن يسارك ألوانًا تخطف عينيك من شدة جمالها وبهجتها.

كان عنصر المرأة هو السائد في المعرض وهو الغالب على أعمال معظم الفنانين، وظهر ذلك جليًا على أعمال الفنانة جيهان سعودي والتي جسدت المرأة في لوحاتها وبجانبها تروس كثيرة، محاولة تشبيهها بالمصنع فهي يحسب تعبيرها "مصنع الولد والبنت، كما أن أمور كثيرة في الحياة قائمة بشكل أساسي عليها"، فظهرت في إحدى أعمالها التروس وهي خارجة من جسد المرأة بمعنى أنها متعشقة في تكوينها فهي محرك الحياة وهي الترس الأساسي لكل شيء ناجح.

وقالت سعودي لـ «الشروق»، إن المرأة بالنسبة لها عنصر ملهم، فهي محور الحياة ومنبعها الأساسي، فهي الأم والأخت والزوجة والحبيبة، وتنجذب جيهان لتفاصيلها الكثيرة وجمالها واكسسوراتها، وأضافت إلى لوحاتها التراث المصري والعناصر الفرعونية فجاءت إحدى لوحاتها وهي تمسك بمفتاح الحياة وعلى كتفها رأس نفرتيتي وذلك للدلالة على تمسكها بالتراث المصري والأصالة.

وأوضحت سعودي أنها استخدمت خامتي الزيت والاكريلك بالإضافة إلى الورق الذهب والذي يعطي الرونق والجمال، مشيرة إلى مشاركتها بـ 4 لوحات خلال هذا المعرض.

"غالية جدًا عندي" كانت هذه العبارة هي أول حديثه معنا، وقصد بها الفنان حسين ديهون، لوحة أم كلثوم والتي جاءت لتكون من أهم لوحاته، فقد وضع فيها خبرات سنوات سابقة من تنوع استخدام الخامات، وتنوع في "تكنيك" الرسم نفسه فلعب بأكثر من "تكنيك" بداخلها فكان من بينها "البرنت والكولاج والاكريلك"، كما استخدم بها الورق المطبوع.

ولفت ديهون إلى أنه رسم مجموعة دوائر على أطراف اللوحة وكأنها كواكب تدور حول كوكب الشرق، بالإضافة إلى حرصه على حضور فرقتها الخاصة وبعض الآلات الموسيقية المحيطة بها.

ومن لوحاته المميزة أيضًا الشارع المصري قائلًا: "الشارع المصري بروحه والبساطة في التكوينات بتاعته، بمناظره الحلوة"، فكان يبني الشارع من وحي خياله بتكويناته وأشخاصه، محاولًا محو الأفكار السيئة عن المنطقة الشعبية وتجسيدها بشكل فني.

أشار ديهون إلى أنه خاماته تتنوع ما بين ألوان طباعة وألوان قماش، واكريلك، وأحبار، والكولاج، لافتًا إلى مشاركته بـ 7 لوحات في المعرض.

المرأة دائمًا ما تظهرها بأنوثتها وحليها واكسسوراتها هذه هي الفنانة زيزيت سلطان، والتي تعتبر أيضًا أن المرأة ملهمة بشكل دائم وهي أساس الحياة، كما أنها مصدر الجمال والقوة لديها، فجاءت معظم لوحاتها تجسيدًا للمرأة بحليها وثيابها الأنيقة، ووصفتها قائلة: "أنا ملهمتي المرأة، وبحبها بجمالها وروحها وهي مصدر كل شئ ايجابي".

وأشارت سلطان، إلى أنها خلال هذا المعرض قدمت مرحلة جديدة من مراحلها الفنية وهي تلخيص "الوشوش" وتبسيطها، أي عدم ظهور تفاصيل الملامح مع إبرازالظروف المحيطة بشكل أكبر، لافتة إلى أنها تميل إلى الألوان المبهجة وبخاصة "التركواز".

ومن بين أعمالها المميزة جاءت لوحة التنورة، والتي تظهر فيها حركة التنورة مع إخفاء تفاصيل وملامح التنورة نفسها، حيث أنها تميل إلى ظهور الحركة في لوحاتها، وقالت زيزيت أنها تميل في أعمالها إلى استخدام خامات متعددة في اللوحة الواحدة مثل العجين والدانتيل واكريلك وورق ذهب.

وخلال مشاهداتنا للأعمال الفنية فوجئنا بلوحات إذا جاز لنا أن نطلق عليها لوحات رومانسية حيث كانت تعبر ثنائية الرجل والمرأة والعلاقة العاطفية بينهما واحتواء الرجل لها، وكانت للدكتورة دعاء حاتم، أستاذة التصميم بكلية فنون تطبيقية، وتعتبر الفنانة دعاء، أن الحب بين الرجل والمرأة هوأعلى أنواع الحب، فقالت: "الحب مركز وحوله دوائر متعددة والرجل والمرأة بينهما صداقة فالصداقة هي المركز"، وفي إحدى لوحاتها -التي تجسد العلاقة بين الرجل والمرأة- تعبر من خلالها عن حالة من عدم الاتزان حيث يظهر كلاهما وهم يمشون فوق السحاب وهو بالطبع عالم خيالي.

وعن البورتريه الخاص بها والذي يتناول وجه امرأة تقول حاتم، إن المرأة من الكائنات الفعالة ففيها مطلق القوة ومطلق الضعف، ومطلق العطاء ومطلق الدهاء أيضًا، فلا يجب أبدًا الاستهانة بها أو معاملتها وكأنها أقل من الرجل.

وأضافت أنها تستخدم خامات مختلفة ففي بعض اللوحات تستخدم زيت واكريلك، وفي النهاية تستخدم ورق ذهبي وفضة، مشيرة إلى أن اللون الأزرق من الألوان المفضلة لديها وذلك لحمله المعاني الكبيرة والعميقة بعمق البحر والسماء.

وكان من أبرز الحضور الفنانة رجاء الجداوي، التي أبدت إعجابها الشديد بالمعرض في خلال حديثها مع «الشروق»، قائلة: "المعرض حلو أوي ومزج الألون ودمجها رائع، والحركات مندمجة مع بعضها وهنا بنشوف العمق الخاص بالصورة"، كما لفت انتباهها رؤية المرأة كعنصر مسيطربشكل كبير على المعرض، وبجانب اللوحات التي عبرت عن ثنائية الرجل والمرأة واحتوائهما لبعضهما البعض.

وتمنت الجداوي، أن يكون للأطفال نصيب من زيارة لمثل هذه المعارض، وأيضًا الأماكن الراقية مثل معرض الزهور لأن زيارة مثل هذه المعارض يخلق جيلًا حساسًا يحب الفن.

وقالت الفنانة إحسان ندا، مصممة الحلي -إحدى الزائرات- أن المعرض به مجموعة متميزة من الفنانين، وكل واحد يضع لمساته وتظهر شخصيته في لوحاته، مضيفة: "كلهم عاملين شغل حلو ومش عارفة أقول من أحسن من مين، فلكل فنان اتجاه مختلف وكأنك زرت أكثر من معرض".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved