خالد النبوي «المهاجر» بأحلام موهبة طموحه وبمواصفات خاصة

آخر تحديث: الأربعاء 12 سبتمبر 2018 - 8:08 م بتوقيت القاهرة

كتب - خالد محمود

يعد أحد أبرز أبناء جيله الموهوبين والطموحين إلى عالم يغمره إبداع له مواصفاته الخاصة، الفن لديه حياة يعيشها بكامل وجدانه، لم يهدأ عقله لحظة من فكر لخارطة طريق بدت ملامحها قوية منذ بداية المشوار، وحتى اليوم؛ ليجسد شخصيات أكثر عمقًا ووعيًا بظروف عصرها وشاهدة على الزمن، هو الفنان خالد النبوي ابن مدينة المنصورة، من مواليد 1966.

بدأ «خالد» التمثيل كهواية، ثم قرر الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج منه عام 1989.

وشارك «خالد» بعد تخرجه في عدد من المسرحيات، مثل (البحر بيضحك ليه، والجنزير، لعب عيال، وأوبريت كفاح طيبة).

قدمه الفنان محمود عبد العزيز، في فيلم «ليلة عسل» عام 1989، وهو أول أعماله السينمائية، ثم شارك في فيلم «المواطن مصري» عام 1991م، مع الفنان العالمي عمر الشريف، للمخرج صلاح أبو سيف، ثم قدم الفيلم القصير «مصر منورة بأهلها»، للراحل يوسف شاهين، الذي قدمه مرة أخرى في ثاني تعاون بينهما في فيلم «المهاجر» 1994م، وجسد خلاله شخصية «رام»، وهو الدور الذي لفت الأنظار إليه، وحصل عنه على جائزة أحسن ممثل من مهرجان جوهانسبرج.

واستمر التعاون بين «خالد» و«شاهين» ليقدما سويًا (زمن الحلم الضائع، والمصير) عام 1997م، ويعتبر أن دور ولي العهد، نقلة مهمة وراسخة وناضجة، في رحلة «النبوي» خلال مشواره مع السينما، التي قدم فيها أيضًا مجموعة من الأفلام السينمائية منها (إسماعيلية رايح جاي 1997م، القتل اللذيذ 1998م، فتاة من إسرائيل 1999م، عمر 2000م، تايه في أمريكا 2001م).

شارك خالد النبوي، في عدد من أفلام السينما العالمية، والذي أثبت فيها قدرته على التنوع والوقوف ندًا بند أمام نجوم العالم، واختاره المخرج العالمي ريد سكوت، للمشاركة في فيلم "مملكة السماء"2005، وجسد فيه دور الملا، أحد الرجال المقربين لصلاح الدين الأيوبي، أمام «ايفا جرين» «واورلاندو بلوم» و«غسان مسعود»، والذي دارت أحداثه حول المعارك التي دارت بين المسيحيين والمسلمين في محاولات استرداد المسلمين للقدس، بقيادة صلاح الدين الأيوبي.

وفي 2006 قدم خالد النبوي فيلم "زي الهوا"، و"حسن طيارة" 2008م، و"دخان بلا نار"، وقد شارك الفيلم في مهرجان لندن السينمائي ومهرجان هامبورج السينمائي، بالإضافة لفيلم "المسافر" 2000، والذي شارك في مهرجان فينيسيا السينمائي.

قدم النبوى أداءً رائعًا في فيلم "الديلر" عام 2010م، والذي تدور قصته حول شاب فقير هو «على الحلواني»، يصطدم بواقع الأثرياء وأصحاب الملايين، وتنقلب مجريات حياته رأسًا على عقب.

ويعتبر فيلم «المواطن» إنتاج عام 2012، هو أول بطولة عالمية للفنان خالد النبوي، والمخرج سام قاضي، جسد خلاله دور «إبراهيم»، مواطن عربي يصل إلى الولايات المتحدة قبل يوم واحد من تفجيرات 11 سبتمبر، وتناولت الأحداث وتداعياتها على معيشة المواطن العربي هناك من خلال وجهة نظر مغايرة لوجهة النظر الأمريكية التقليدية، التي تجني دومًا على العرب.

برز نجم خالد النبوي، في عدد من المسلسلات التليفزيونية، والتي لا ينساها الجمهور مثل (بوابة الحلواني، ونحن لا نزرع الشوك، ورجل طموح جدًا، وحديث الصباح والمساء، ومسألة مبدأ، وراجعلك يا إسكندرية، وابن موت، وسبع أرواح، والأقدار).

اعتاد الفنان «النبوي» صاحب ال52 عامًا، خلال السنوات الماضية على انتقاء الشخصيات التي يجسدها، وتضيف إلى رصيده الفني الحافل، الذي بدأه عام 1991، بفيلم "المواطن مصري"، مع العالمي الراحل عمر الشريف، ووصولاً لـ"محمود عبد الظاهر"، ضابط الشرطة بمسلسل "واحة الغروب"، الذي جسد فيه شخصية ضابط الشرطة البطل، الذي آمن بفكر الثورة العرابية، وشارك في الدفاع عن حدود بلده الشمالية بمدينة الإسكندرية، وحمل الجرحى من المواطنين والعسكريين إلى المستشفيات، لدرجة التفكير في الاستقالة من منصبه والانضمام لجيش عرابي المحاصر في كفر الدوار، لمنع الإنجليز من إحكام سيطرتهم على البلاد، وهي الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الأولى عام 2008م، وهو نفس عام إصدار الرواية.

«النبوي» فنان تعكس ملامحه طبيعة المواطن المصري، المتنقل بين الفرحة تارة، والحزن تارة، الغني والفقير، الشباب والعجز، وحرص خلال مسيرته الفنية على مدار أكثر من ربع قرن، على البحث عن كل ما هو جديد، والانتقاء بين السيناريوهات والكتّاب، التي تنتصر للفن ولمسيرته كمبدع، لمنع نفسه من الوقوع في غيابات الانتقاد، والجري وراء المكاسب المالية في حد ذاتها.

واكتسب الفنان، خبرات فنية كبيرة طوال حياته التمثيلية، من خلال مشاركته إلى جانب أجيال مختلفة من الفنانين العظماء، وتنفيذه تعليمات مخرجين كبار أمثال (صلاح أبو سيف، ويوسف شاهين، وإبراهيم الصحن، وحسين كمال)، جعلت من ابن المنصورة محط اهتمام وأنظار كبار المخرجين العالميين، في أدوار محددة، لم يجدوا ضالتهم لأدائها سوى خالد النبوي.

كما ظهر «النبوي» ضمن أبطال فيلم "لعبة عادلة"، مع المخرج الكبير دوج ليمان، إلى جانب نعومي واتس، وشون بن، وتاي باريل، وسام شيبارد، وفي عام 2012، وجسد دور حماد العالم العراقي الشاب .

المسرحية الأبرز لخالد النبوي، كانت "كامب ديفيد"، التي عُرضت عام 2014، في الولايات المتحدة الأمريكية، وجسد خلالها شخصية الرئيس الراحل أنور السادات، ومرحلة مفاوضات الـ13 يومًا، التي دارت في منتجع "كامب ديفيد" بين الرئيس السادات، والرئيس الأمريكي، جيمى كارتر، ورئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن، وانتهت بإقرار معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1978.

حصل «النبوي» على جائزة أحسن ممثل من مهرجان جوهانسبرج عن فيلم "المهاجر"، وكرمته دار الأوبرا عن مشواره السينمائي عام 2016، ضمن فعاليات أسبوع "أفلام يوسف شاهين"، كما نال شهادة تقدير من جمعية فن السينما عن نفس الفيلم، وجائزة السينما المصرية كأفضل ممثل عام 1998 عن دوره في فيلم "المصير".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved