إيران تندد بأمريكا في الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية

آخر تحديث: الثلاثاء 12 فبراير 2019 - 6:19 ص بتوقيت القاهرة

دبي (رويترز)

شارك مئات آلاف الإيرانيين في مسيرات وأحرق بعضهم أعلاما أمريكية أمس الاثنين، لإحياء الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية، بينما تباهى قادة البلاد بصواريخ باليستية في تحد للجهود الأمريكية لكبح قوتهم العسكرية.

وتدفق جنود وطلاب ورجال دين ونساء متشحات بالسواد يحملن أطفالهن على الشوارع في أنحاء إيران، وحمل كثيرون صورا لرجل الدين الشيعي آية الله روح الله الخميني الذي أسقط الشاه في ثورة إسلامية ما زالت تزعج الغرب حتى يومنا هذا.

ويوم 11 فبراير 1979، أعلن الجيش الإيراني التزامه الحياد، وهو ما مهد الطريق أمام سقوط الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان أقرب حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لحشود كبيرة تتحدى الطقس البارد والمطر وتحمل الأعلام الإيرانية وتردد ”الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا“، وهو الهتاف الشهير للثورة.

وكُتب على إحدى اللافتات: ”رغم أنف أمريكا، الثورة تبلغ عامها الأربعين“.

وبعد عقود من العداء مع الولايات المتحدة، قالت طهران إنها عازمة على تعزيز قوتها العسكرية وبرنامجها الصاروخي الباليستي رغم الضغوط المتزايدة من دول معادية لكبح عملها الدفاعي.

وذكرت وكالة تسنيم للأنباء أن إيران استعرضت صواريخها الباليستية خلال المسيرة، بينها الصاروخ ذو الفقار، وهو صاروخ أرض-أرض مداه 700 كيلومتر، وصاروخ قيام، الذي يبلغ مداه 800 كيلومتر.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني في خطاب ألقاه يوم الاثنين في ميدان آزادي (الحرية) في طهران ”لم ولن نطلب إذنا لتطوير أنواع مختلفة من الصواريخ وسنواصل طريقنا وقوتنا العسكرية“.

* مصاعب اقتصادية
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تويتر إن الحكومة الإيرانية خذلت شعبها.

وقال باللغتين الإنجليزية والفارسية ”40 عاما من الفساد، 40 عاما من القمع، 40 عاما من الرعب. النظام في إيران لم ينتج سوى 40 عاما من الفشل، الشعب الإيراني الذي طالت معاناته يستحق مستقبلا أكثر إشراقا بكثير“.

ورد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر تويتر أيضا.

وقال ظريف ”40 عاما من العجز عن قبول أن الإيرانيين لن يعودوا أبدا إلى الخضوع. 40 عاما من العجز عن تعديل السياسة الأمريكية لتتلاءم مع الواقع. 40 عاما من العجز عن زعزعة استقرار إيران، بعد 40 عاما من الاختيارات الخاطئة، حان الوقت لأن يعيد دونالد ترامب التفكير في السياسة الأمريكية الفاشلة“.

وجاء الإقبال الكبير على المشاركة في المسيرات التي ترعاها الدولة والتي أُحرقت فيها أعلام أمريكية وإسرائيلية في وقت يواجه فيه الإيرانيون متاعب اقتصادية متفاقمة يلقي كثيرون باللوم فيها على القادة الدينيين للبلاد.

وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي بعض المتظاهرين يحملون لافتات للاحتجاج على الفساد والبطالة وارتفاع الأسعار.

وقال أحدهم ”الهدف من حضورنا الذكرى الأربعين للثورة هو إبداء دعمنا للجمهورية الإسلامية“.

وأضاف ”لكن ذلك لا يعني أننا ندعم فساد بعض المسؤولين وخذلانهم للمقهورين“.

ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من الصور.

وشنت السلطات الإيرانية حملة العام الماضي على احتجاجات على تدني مستويات المعيشة شكلت أكبر تحد للقيادة الدينية منذ انتفاضة بسبب انتخابات نشب خلاف على نتائجها في عام 2009.

وارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية، خاصة اللحم، منذ قرار الرئيس الأمريكي العام الماضي سحب بلاده من الاتفاق النووي الموقع في عام 2015 وإعادة فرض عقوبات على طهران.

وفي يناير قال روحاني إن إيران تواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ الإطاحة بالشاه، لكنه بقي منتهجا لمبدأ التحدي مع تذكر الإيرانيين لنهاية عهد الشاه الذي حابى الأغنياء وأطلق عناصر الشرطة السرية لملاحقة المعارضين.

وقال روحاني إن الجهود الأمريكية لعزل إيران ستفشل، وأضاف أن العقوبات الأمريكية لن تقصم ظهر الجمهورية الإسلامية.

وتابع قائلا ”لن ندع أمريكا تنتصر، واجه الشعب الإيراني وسيواجه بعض الصعوبات الاقتصادية لكننا سنتغلب على المشاكل بمساعدة بعضنا البعض“.

*تهديدات لأمريكا وإسرائيل

قال يد الله جواني مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني للشؤون السياسية إن طهران ستمحو مدنا في إسرائيل من على الأرض إذا هاجمت الولايات المتحدة الجمهورية الإسلامية.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عنه قوله ”لا تملك الولايات المتحدة الشجاعة لإطلاق رصاصة واحدة علينا رغم كل إمكانياتها الدفاعية والعسكرية“.

وتوفي الخميني في عام 1989 وحل الزعيم الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي محله.

وتنظر الولايات المتحدة ودول عربية إلى إيران بشكوك كبيرة منذ الثورة الإسلامية، وذلك خوفا من أن يُلهم فكر الخميني المتطرف المتشددين في أنحاء الشرق الأوسط.

واليوم، تحاول الولايات المتحدة والدول العربية الحليفة التصدي لنفوذ إيران المتزايد في الشرق الأوسط، إذ أن لطهران وكلاء في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved