كلمة هالة زايد في منتدى إفريقيا للأعمال والاستثمار في المجال الصحي

آخر تحديث: الثلاثاء 12 فبراير 2019 - 7:39 م بتوقيت القاهرة

أسماء سرور

ألقت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم الثلاثاء، كلمة بمنتدى إفريقيا للأعمال والاستثمار في المجال الصحي، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي في دورته الثانية والثلاثون، والذي يأتي هذا العام برئاسة مصر.
حضر المنتدي رئيس بتسوانا ورئيس جيبوتي ورئيس وزراء إثيوبيا، وعدد من ممثلي الدول الإفريقية، وذلك بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا.
وأوضحت وزيرة الصحة خلال كلمتها أن منتدى إفريقيا للأعمال والاستثمار يمثل فرصة عظيمة لخلق برنامج مشترك لجميع الشركاء والمنظمات والمجتمعات، ويساهم في خلق مجتمع صحي جيد.

العلاقة بين الصحة والاقتصاد
وأشارت إلى وجود صلة وثيقة بين الصحة والاقتصاد، فالدول الغنية لابد أن يكون لديها شعوب أصحاء لتحقيق الانطلاقة التنموية، موضحة أن الدول ذات الظروف الصحية والتعليمية الضعيفة تواجه صعوبة شديدة في تحقيق التنمية المستدامة، حيث أكدت المؤشرات الاقتصادية أن ارتفاع متوسط عمر الشخص منذ الولادة له صلة وثيقة بزيادة النمو الاقتصادي.
وأكدت وزيرة الصحة أن الأمراض تعوق عمل المؤسسات وتدمر الإنتاج بما يؤثر سلباً على سير العمل، ويترتب عليه عبء مالي على المجتمع ككل، مشددةً على أن الالتزام السياسي القوي للصحة في إفريقيا لا تتم ترجمته حالياً في صورة زيادة المنح للقطاع الصحي نظرا لوجود العديد من التحديات التي قد تكون مرتبطة بالتنفيذ أو التمويل.
ولفتت الدكتورة هالة زايد في كلمتها إلى الدور الذي يجب أن تلعبه وزارات الصحة في حالة عدم زيادة المنح المادية، مشيرة إلى أن الحكومات لابد أن تركز على مصادر الانفاق والمنح بصورة عادلة، وعلى الحكومات كذلك أن توجه المجتمعات إلى الاستثمار في الصحة وخلق بيئة جماعية يستطيع بها مختلف الشركاء العمل سويا لتحقيق أهداف الحكومات.

حملة 100 مليون صحة
وأشارت وزيرة الصحة إلى أن مصر حالياً مستمرة في تنفيذ عملية الإصلاح الاقتصادي الشامل بما يساهم في ضبط الأوضاع المالية بشكل عام، حيث توضح مؤشرات الاقتصاد الكلي حالة الثبات والاستقرار التي تشهدها مصر، لافتةً إلى أن برنامج الإصلاح الحالي الذي يتم تنفيذه بالقطاع الصحي في مصر والمنفذ تحت شعار "100 مليون صحة" يرتكز على عاملين أساسيين أولهما اختيار الأهداف الصحية والثاني وضع خطة زمنية محددة.
وقالت وزيرة الصحة، إن الحملة الأولى التي قامت مصر بتدشينها هي حملة قومية لمسح وعلاج المصريين من فيروس "سي" والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية، وذلك بعد دراسة مسببات الأمراض؛ مشيرة إلى أن الحملة تستهدف مسح 50 مليون مواطن في 7 شهور ، موضحة أنه حتى الآن تم مسح ما يقرب من 30 مليون مواطن في 5 شهور فقط، مؤكدة أن وضع خطة زمنية وهدف طموح يساعد على التغيير بالتعاون بين القطاعين الصحي العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني، ويساهم في إعادة ترتيب الأولويات.
وقالت إن منظمة الصحة العالمية هي واحدة من الجهات الرئيسية الداعمة لهذه الحملة، بما تمنحه من مساعدات فنية هامة بالإضافة إلى دورها كجهة مراقبة خارجياً للحملة، تعمل بصفة مستمرة على التحقق من صحة الإجراءات لضمان الاستحدام الأمثل للمصادر وكفاءتها، مشيدة بدعم شركات الأدوية والتي قامت بتوفير كافة الأدوية اللازمة لعلاج فيروس "سي" والضغط والسكري.

التمويل والتأمين الصحي في مصر
كما أشارت وزيرة الصحة إلى قيام مصر بإنشاء نظام تأمين صحي جديد يمنح مصر إطار استراتيجي لإصلاح نظام التمويل الصحي بأكمله من خلال منظومة تأمين صحي جديدة تتكون من 3 هيئات هي "الرعاية الصحية" و"التمويل" و"الرقابة والاعتماد"، وبما يتيح ويعظم فرصة القطاع الخاص للمشاركة في تقديم الخدمة حيث يمكن لهيئة التأمين الصحي المسئولة عن التمويل والتعاقد مع أي من مقدمي الخدمة الصحية شريطة أن يتوافق مع معايير الجودة التي وضعتها هيئة الرقابة والاعتماد، بما يؤكد تضافر العمل المؤسسي والذي يلعب فيه القطاع الخاص دورا هاما في تقديم الرعاية الصحية.

الإنتاج المحلي من الأدوية
وأكدت وزيرة الصحة أن تقديم الخدمة الصحية تتطلب توافر أدوية ذات جودة عالية، مشيرة إلى أن قارة إفريقيا تصنع عدد أقل من الأدوية المستهلكة، منوهة أن مصر ماضية فى خلق بيئة خصبة لتحفيز كافة المستثمرين لتكثيف الاستثمار في مجال الأدوية، مؤكدة على العمل لتعزيز تصنيع المنتجات الحيوية لعلاج الأورام، حيث سيتم تصنيع حوالي 70 منتجا محليا لعلاج الأورام بنهاية عام 2019، كما تعكف مصر حاليا على المشروع القومي لتجميع و تصنيع البلازما لسد احتياجات السوق المصري والإفريقي من مشتقات البلازما.
وأشارت إلى احتياج "القارة" إلى دعم تأسيس منطقة تجارة حرة إفريقية قارية تعمل على تسهيل نمو الصناعات الدوائية الإفريقية وتبادل الدواء بين دول إفريقيا، لافتة إلى السعي لتوحيد تسجيل جميع المنتجات الدوائية الإفريقية بما سيساهم في تيسير التبادل التجاري بين دول إفريقيا.

إفريقيا 2063
وقالت وزيرة الصحة خلال كلمتها إنه مازال لدينا المزيد من العمل من أجل تحقيق أهداف إفريقيا 2063، مشيرة إلى أن بعض الدول الإفريقية تعي جيدا الخطوات المطلوبة لوضعها في مكانها، ودول أخرى أثبتت مدى قابليتها لتحقيق أهداف رائعة في وقت قصير، ولابد أن تتكاتف الدول معا للبناء على ما وصل إليه الآخرون حتى نتغلب على التحديات المشتركة ونزيد من الاستثمار في المجال الصحي، لافتة إلى سعي مصر للعمل مع كافة الدول الإفريقية لنعطي لكل فرد في أي مكان رعاية صحية جيدة.

يذكر أن المنتدى يهدف إلى تسليط الضوء على دور القطاع الخاص في المجال الصحي وتحديد الفرص الاستثمارية من خلال التشاور بين القادة الأفارقة والقطاع الخاص، ومن المقرر إطلاق تحالف مجتمع الأعمال الإفريقي من أجل الصحة، وكذلك إطلاق التقرير الذي أعدته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية حول الرعاية الصحية والنمو الاقتصادي في إفريقيا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved