خبراء بالقمة الحكومية في دبي: النفط سيفقد قيمته كرافد اقتصادي

آخر تحديث: الإثنين 11 فبراير 2019 - 3:35 م بتوقيت القاهرة

د ب أ

قال خبراء واقتصاديون إن النفط والموارد الهيدروكربونية ستفقد قيمتها وأهميتها كروافد اقتصادية، مؤكدين إدراكهم لضرورة تنويع مصادر الدخل والعمل على تطوير قطاعات اقتصادية جديدة.

ودعا الخبراء -خلال مشاركتهم في منتدى أستانا للخدمة المدنية- إلى الاتجاه لقطاعات اقتصادية غير الاستخراجية، مثل الصناعة والخدمات المكملة لها بشكل عام والخدمات الطبية والتعليمية والقطاعات التي تشكل اللبنات الأساسية في بناء اقتصادات ومجتمعات المستقبل.

وانطلق في دبي -اليوم الاثنين وضمن فعاليات اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات- منتدى أستانا للخدمة المدنية، بحضور وزراء وصناع قرار وممثلي جهات حكومية ورجال أعمال ومستثمرين من مختلف الدول.

ويأتي هذا الانعقاد ليكون الأول للمنتدى خارج النطاق الجغرافي للدول الأعضاء فيه.

ويهدف المنتدى إلى تعزيز فاعلية الخدمة المدنية من خلال دعم جهود حكومات الدول الأعضاء، ويعقد تحت شعار "الخدمة المدنية.. التحديات والآفاق"، بمشاركة 40 دولة من أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ورابطة الدول المستقلة، إضافة إلى منطقة آسيان، بمشاركة خبراء ومختصين في مجال الخدمة المدنية، وأكاديميين، من أرمينيا وأذربيجان وبيلاروسيا وأستونيا وجورجيا وكازاخستان وكوريا وقيرغيزستان وليتوانيا ومقدونيا ومولدوفا وطاجيكستان وأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية وأوزبكستان ودول أخرى.

وقال وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل بالإمارات رئيس القمة العالمية للحكومات محمد عبد الله القرقاوي، إن القطاع الخاص دخل مرحلة جديدة من إعادة اكتشاف قدراته وتطوير الخدمات التي يقدمها، بما يوجبه ذلك على القطاع الحكومي من مراجعة الدور الذي يقوم به وما يلزمه من ضرورة العمل على تعزيز قدراته لمواكبة هذا التطور أسوة بالتوجه الجديد للقطاع الخاص الذي أصبح أكثر تميزا من نظيره الحكومي في قطاعات عدة، محذرًا من أن القطاع الحكومي سيكون خارج المنافسة إذا لم ينجح في تبني هذا النهج.

وأكد القرقاوي، أن حكومة دولة الإمارات كانت سبّاقة في هذا المجال بدعم وتطوير هياكل العمل الحكومي وتوسيع قاعدة التفاعل مع المجتمع ومضاعفة الجهود لتلبية تطلعات الناس، بل واستباقها بتطوير خدمات تراعي أرقى المعايير المستقبلية، لتصنع نموذجها الخاص القائم على مفهوم تحقيق "السعادة" للمجتمع.

وقال رئيس اللجنة التوجيهية لمركز الخدمة المدنية في أستانة علي خان بايمينوف، إن مفهوم العولمة بدأ في اتخاذ شكل جديد في ضوء التقدم التكنولوجي السريع، والذي ساهم في رفع سقف توقعات المجتمعات ليضع بذلك ضغوطا هائلة على الحكومات في جميع أنحاء العالم.

وأكد أن الفرص التي أتاحها هذا التقدم لم تأت بمعزل عن جملة من التحديات الكبيرة التي تتطلب جهدا مشتركا وتنسيقا دوليا للتصدي لها، وتحييد تأثراتها السلبية على الناس ومن ثم خطط التنمية ومشاريع التطوير التي تتبناها الحكومات.

وأشار بايمينوف إلى أن المجتمعات والأفراد أصبحوا مطلعين على الحلول المتقدمة المتاحة من حولهم في دول أخرى أكثر من أي وقت مضى، وباتوا يقارنون ويقيمون أداء حكوماتهم بحكومات أخرى أكثر فاعلية وتأثير في خدمة شعوبها، مشيرًا إلى أن كل هذه العوامل تؤدي حتمًا إلى ارتفاع توقعات المجتمعات وتبدل طبيعة العلاقة بين الحكومات وشعوبها، بما في ذلك من تداعيات ذات تأثير سلبي على مستوى ثقة المجتمعات في حكوماتها وما يتبعه ذلك من انخفاض مستوى التأييد والدعم المجتمعي للحكومات في تنفيذ خططها ومشاريعها الاستراتيجية، من إعاقة مسيرة التنمية في تلك الدول.

وخلال الجلسة، أكد المشاركون أن المرحلة الجديدة من الثورة التكنولوجية في القرن الحادي والعشرين، والتي باتت توصف بالثورة الصناعية الرابعة، قد أفرزت عشرات الاتجاهات التي تغير شكل الحياة كما نعرفها، وهي تمثل أهمية كبيرة ليس فقط لكل دولة ولكن لكل قطاع أعمال بل لكل إنسان، ومن بين تلك الاتجاهات، النمو الاقتصادي واستدامة الموارد الرقمية والتحضر، والثورة المالية، والأمن العالمي والتحول الثقافي.

وأشار المشاركون في الجلسة إلى أن الحكومات تبحث في جميع أنحاء العالم باستمرار عن حلول فعالة للنهوض بجميع جوانب الخدمة المدنية، وهذا ما شكل أولوية لبلدان منطقة آوراسيا على مدى العقود الثلاثة الماضية، إذ قطعوا شوطًا طويلًا من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved