رئيس قطاع المياه الجوفية: احتياطى المخزون الجوفى يكفى أكثر من 100 عام

آخر تحديث: الإثنين 4 يناير 2016 - 9:54 ص بتوقيت القاهرة

حوار ــ محمد علاء:

• 8 مليارات متر مكعب سنويا من المياه الجوفية غير مستغلة والـ 1.5 مليون فدان يحتاج مليارين فقط
• مصدر المياه الرئيسى للمشروع غير متجدد نظريا لكن شواهد تؤكد عكس ذلك.. الانتهاء من حفر آبار المرحلة الأولى قبل نهاية 2016

قال رئيس قطاع المياه الجوفية بوزارة الموارد المائية والرى، سامح صقر، إن «الخزان الجوفى النوبى، مصدر المياه الرئيسى لرى مشروع المليون ونصف المليون فدان، غير متجدد نظريا، بينما شواهد ودلائل تؤكد عكس ذلك»، مشيرا، فى حواره لـ«الشروق»، إلى أن العمر الافتراضى لـ«الريف المصرى الجديد» يمتد لأكثر من مائة عام، بشرط الالتزام بضوابط إدارة المشروع والتوقف عن سوء الإدارة فى الفترات السابقة.

• كيف تحددت مواقع مشروع المليون ونصف المليون فدان؟
بناء على دراسات أجريت على الخزانات الجوفية الموجودة فى مصر، وأكدتها نتائج حفر الآبار الاختبارية فى كل مناطق المرحلتين الأولى والثانية، وجارٍ التحقق من نتائج دراسات بعض مواقع المرحلة الثالثة، ومنها منطقتا امتداد جنوب شرق المنخفض وغرب غرب المنيا.

• 88.5 بالمئة من أراضى «الريف المصرى الجديد» سترويها المياه الجوفية، هل المخزون متجدد بما يضمن استمرارية المشروع وحق الأجيال القادمة؟

فى البداية يجب الإشارة إلى وجود ستة خزانات جوفية فى مصر، والمشروع يعتمد فى أغلبه – بصورة مباشرة أو غير مباشرةــ على أحد هذه الخزانات، وهو خزان الحجر الرملى النوبى، المتكون منذ ما يزيد عن 20 ألف سنة، والذى يمتد على مساحة جمهورية مصر العربية بالكامل، وهذا الخزان يروى مناطق الفرافرة القديمة «190 ألف فدان» والجديدة «40 ألف فدان» والداخلة «50 ألف فدان» فى محافظة الوادى الجديد، وفى جنوب شرق منخفض القطارة «50 ألف فدان» وامتداده «90 ألف فدان» فى الجيزة، وفى سيوة «30 ألف فدان» بمرسى مطروح، وغرب محافظة المنيا «400 ألف فدان» وغرب غرب المنيا «220 ألفا» وهو نظريا غير متجدد لكن شواهد ودلائل من بينها التدفُق الذاتى لينابيع المياه المنتشرة منذ آلاف السنين فى الواحات البحرية والخارجة والداخلة والفرافرة تؤكد تجددها، بينما الخزان الجوفى الذى يغذى مناطق غرب المراشدة «18 ألف فدان» وآبار توشكى «25 ألف فدان» وغرب كوم أمبو «25 ألف فدان» فهو متجدد نظرا لاتصاله بنهر النيل وبحيرة ناصر، وسيتم السحب من هذه الآبار بمعدلات آمنة تضمن استقرار مناسيب المياه الجوفية عند مستويات تتناسب مع معدلات التغذية من نهر النيل، أى أن السحب يساوى التغذية، وكذلك مدينة الطور «20 ألف فدان» تعتمد على رسوبيات الأدوية وهو متجدد؛ لتغذيته من مياه الأمطار والسيول التى تسقط على جبال سانت كاترين.

وتبقى منطقة المغرة «170 ألف فدان» بمرسى مطروح، فنتعامل مع خزانها الجوفى باعتباره غير متجدد؛ فتغذيته ضئيلة جدا والمياه المستخرجة منه ذات ملوحة مرتفعة نسبيا.

• إذن ما هو العمر الافتراضى لكامل المشروع؟
- بلا شك، أكثر من مائة عام؛ نظرا لتوافر المخزون الجوفى بكميات أكبر من معدلات السحب المطلوبة خلال هذه المدة، وذلك بشرط إدارة المشروع طبقا للضوابط الموضوعة والتوقف عن سوء الإدارة فى الفترات السابقة.

• كم تبلغ كمية المياه الممكن استغلالها سنويا من الخزانات الجوفية؟
- احتياطى المخزون الجوفى الممكن استخدامه لمدة 100 عام بجدوى اقتصادية يصل إلى 16 مليار متر مكعب يمكن سحبها سنويا، وما يتم استغلاله حاليا فى الوادى والدلتا يصل إلى 8 مليارات متر مكعب، بما يعنى أن هناك 8 مليارات أخرى غير مستغلة.

• وكم نحتاج من المياه لرى المليون ونصف المليون فدان؟
- هناك ثلاثة مواقع تروى مباشرة من مياه نهر النيل، وهى توشكى «143 ألف فدان» وغرب المراشدة «25.5 ألف فدان» وقرية الأمل «3.5 ألف فدان»، بما يعادل 11.5% من مجمل المشروع، بينما يحتاج مليون و328 ألف فدان تقريبا إلى مليارى متر مكعب سنويا من المياه الجوفية.

• كم عدد الآبار التى انتهت الوزارة من حفرها؟
- انتهينا من حفر 725 بئرا من إجمالى 1315 بئرا تحتاجها الـ500 ألف فدان الأولى، ونأمل أن يتم الانتهاء من حفر هذه الآبار جميع قبل نهاية العام الحالى.

• ما هى الضوابط التى وضعتها وزارة الرى للحفاظ على المخزون الجوفى واستدامة المشروع؟
- تشغيل الآبار بالطاقة الشمسية؛ بما يقصر عملية السحب من الخزان الجوفى على ساعات النهار، ويسمح له بالاستعاضة خلال ساعات الليل، كذلك تصميم حقول الآبار بالشكل الأمثل، بما يضمن استقرار مناسيب المياه، واستخدام نظم الرى الحديث؛ فلم يعد هناك مجالا لاستخدام الرى بالغمر بتاتا، وتجريم زراعة المحاصيل الشرهة للمياه فيما عدا محاصيل الأعلاف التى يسمح بزراعتها حال وجود إنتاج حيوانى فى مساحة من الأرض يتم تحديدها بمعرفة وزارتى الرى والزراعة، والمراقبة الصارمة لعملية تشغيل الآبار ورصد التغير فى مناسيب المياه الجوفية ودرجة الملوحة، واتخاذ الإجراءات الوقائية لدرء أى مخاطر يتعرض لها المخزون الجوفى، فضلا عن عقد ندوات تثقيفية لمستخدمى الآبار قبل تسليمهم إياها؛ لتعريفهم بأهمية الصيانة الدورية للحفاظ على عمر البئر وبمبادئ إدارة الخزانات الجوفية والحفاظ عليها، لكى يكونوا شركاء فى تحمل المسئولية والتعاون فيما بينهم.

• وما هى العقوبات الممكن فرضها على من يخالف تلك الضوابط؟
- تصل إلى حد سحب الأرض من المستخدم؛ فالسحب الجائر من الخزان الجوفى هو قتل مع سبق الإصرار والترصد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved