منى محيي الدين تكتب: هكذا تدار المؤسسات الرياضية في مصر! - منبر الشروق - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:02 م القاهرة القاهرة 24°

منى محيي الدين تكتب: هكذا تدار المؤسسات الرياضية في مصر!

نشر فى : الخميس 2 أكتوبر 2014 - 11:45 ص | آخر تحديث : الخميس 2 أكتوبر 2014 - 11:45 ص

أعرض هذه القضية في محاولة لإنقاذ جيل كامل من براثن المحسوبية والشللية والظلم، التي استشرت حتى طالت الأخضر واليابس، وأصبحت سمة من سمات حياتنا فلم تنجُ منه حتى الرياضة التي هي في الأصل أداة لتربية النفس على الالتزام والتعاون.

دفعني واجبي كمواطنة مصرية تتمنى لبلادها الازدهار والتقدم بيد جيل من الشباب يحمل على عاتقه آمال الأمة كلها، فوجب تنشئته على القيم الفاضلة والأخلاق الحميدة والحفاظ على صحتهم النفسية من أي إحباطات ستنعكس حتمًا بشكل سلبي على أدائهم في المستقبل و كعضوة في نادٍ خرج منه العديد من أبطال العالم في رياضات مختلفة، وكأم لا أتمنى لأي أم أن تخوض ما خضته من إحباطات نفسية شديدة القسوة عاناها ابني بسبب صلابة الآخرين وعدم تقديرهم للمسئولية الجسيمة الملقاة على عاتقهم وغياب الرقابة على أدائهم، وكأستاذة جامعية يتخرج من تحت يدي أجيال لا أرغب في أن تعاني الظلم والقهر لمجرد أنها تعيش في مصر ولاستهانة الآخرين بالمصريين وظنهم أن ليس لهم وزن ولا ثمن، وتمر أفعالهم المشينة دون حساب أو عقاب.

نعلم جميعًا أن من المهام الرئيسية للمدير الفني لأي رياضة هي تنمية الالتزام والتعاون وروح الفريق بين اللاعبين ومراعاة الفروق الفردية بينهم خاصة الناشئين منهم، ومعالجة نقاط الضعف لديهم وتقوية نقاط التميز وإبرازها، لتساعد على تحسين الأداء والارتقاء بمستوى اللاعبين، ولكن من الواضح أن هذه المهام غائبة عن الكثير ممن يتولون هذه المهمة في بلادنا، وأود هنا أن أتساءل على أي أساس يتم اختيار المديرين الفنيين، وهل هناك معايير لهذا الاختيار، وهل يتم تحديد المؤهلات التي يجب أن يحصلوا عليها لكي يستطيعوا أن يطّلعوا بمهامهم كما يجب أم أنها جزء من الاضطراب الذي يشمل الكثير من مناحي الحياة في بلادنا وتعتمد على اختيارات لبعض أهل الثقة؟ بصرف النظر عن قدراتهم ومؤهلاتهم، أسوة بما يحدث في الدول المتقدمة التي عرفت طريقها لبناء العقول ورعاية المواهب وخلق القدرات.

ولدينا هنا في نادي المعادي الرياضي مديرًا فنيًا للإسكواش، تولى مهمته من حوالي ثلاثة أشهر، فقام بوضع ما أسماه بالمنظومة التي كان من المفترض أن تراعي كل ما سبق ذكره، ولكنها في الواقع لم تحقق أي نوع من المساواة مطلقًا، ناهيك عن المحاباة للبعض واستبعاد الآخرين دون الاحتكام لأي معايير منطقية. فإذا سلمنا بأن مستوى أي لاعب قد انحدر فعليًا، فمَن المسئول عن دراسة أسباب هذا الانحدار والعمل على إزالة العقبات التي تقف في طريق الارتقاء بمستوى اللاعب؟! إن لم يكن المدير الفني هو المسئول فمن إذن؟ أليس هو المسئول فنيًا عن اللاعبين، وعندما يقرر سيادته وحده دون أي رقابة من أي جهة، فإنه يقوم بالضغط على اللاعب نفسيًا ومعنويًا فيكون أمامه أحد اختيارين إما أن يترك الرياضة التي اختارها أو أن يمارسها بعيدًا عن النادي الذي يحمل عضويته، فلا أدري عن أي منظومة يتحدث، أي منظومة تلك التي تنحدر بمستوى اللاعبين في أقل من ثلاثة أشهر، هي عمر تعيينه في النادي، أي منظومة تلك التي لا يكون للمدربين ولا لسيادته أي دور في توجيه اللاعبين فيها، ووضع نظام يلزمهم بالتعاون واحتواء بعضهم بعضًا في جو من الود والتعاطف، كونهم أطفالاً يمثلون ناديًا واحدًا، أي منظومة تلك التي تدوس على آمال أطفال مازالوا في عمر الزهور، أي منظومة تلك التي تقتل الحب والتواد بين أبناء نادٍ واحد، وتزرع بينهم الضغينة والكرة والعنصرية والأنانية بمباركة هذه المنظومة المزعومة.

وكل هذه التجاوزات تتم برعاية اللجنة الرياضية المسئولة عن هذه اللعبة بنادي المعادي، وهي مكونة من ثلاثة أعضاء جميعهم دون استثناء لديهم طفل أو اثنان يمارسون اللعبة، والتي إذا لجأ إليها أي متضرر وهم كثيرون، في محاولة لإصلاح هذا الوضع الأعوج ولا حياة لمن تنادي، ولا عجب إذ كيف تحكم لجنة بالعدل على مدير فني لرياضة يمارسها أبناؤهم في ظل غياب الرقابة التي تضمن المساواة للجميع مما يقف حاجزًا صلبًا أمام أية محاولة لتنشئة جيل سوي نفسيًا، والتي أن قَبلُت في أي مجال فهي غير مقبولة ومجحفة عندما تحدث في مكان ينشأ فيه جيل جديد.

إن ما ذكرته من مخالفات أراها جسيمة لا يمكن ان تترك دون محاسبة في أي دولة تحترم الإنسان وتعرف قيمة وأهمية التنشئة السليمة للأطفال، وبناء عليه وجب أن تتخذ كافة التدابير التي تضمن الصحة النفسية والرياضية لكل الأطفال والناشئين دون استثناء في ظل الدولة التي طالما حلمنا ببنائها على أسس ومبادئ تحترم حقوق أبنائها في العدل والمساواة بين الجميع، وأهمها منع تعيين أي عضو في أي لجنة رياضية حال ممارسة أي من أبنائه نفس الرياضة، خاصة أن اللجان الرياضية هي الجهات الأولى المنوطة بمراقبة أداء المدير الفني والفصل في شكاوى اللاعبين ومشاكلهم، أسوة بما تم في كثير من الرياضات وكما هو متبع في أي مؤسسة ترغب في ضمان حقوق أعضائها وتحقيق الحيادية، وذلك لإعادة الثقة لدى أبناء هذا الوطن، بأنه يعيش في مجتمع متحضر وليس في غابة لا يحكمها قانون ولا منطق ولا إنسانية.

والقضية الآن مثارة أمام مجلس ادارة نادي المعادي منذ أسبوعين بشكوى رسمية، ومازلنا في انتظار الرد.

شارك بتعليقك