حزب الدكتور زكريا - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 10:26 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حزب الدكتور زكريا

نشر فى : الجمعة 31 ديسمبر 2010 - 11:10 ص | آخر تحديث : الجمعة 31 ديسمبر 2010 - 11:10 ص

 ظُهر الثلاثاء الماضى وقف النائب د. زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية فى مجلس الشعب متهكما على الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة بقوله «يعنى إيه العلاج الصباحى مجانى والمسائى بأجر فى المستشفيات الحكومية.. هو المريض رايح سينما والا إيه؟» وفى اليوم التالى انتقد عزمى وزيرى السياحة والبيئة على خلفية هجوم اسماك القرش فى شرم الشيخ قائلا «وزير السياحة لم ينطق بكلمة فى الازمة بينما ذهب وزير البيئة إلى المكسيك مش عارف ليه».

هذه العبارات قد تلقى استحسان وإعجاب «جمهور الترسو» والبسطاء وعامة الشعب وتوحى بأن هناك تنوعا فى الآراء والأفكار داخل الحزب الواحد.. وأن اختفاء المعارضة تقريبا من المجلس الجديد لن يؤثر على حيويته.

السؤال الأخطر الذى وجهه الدكتور عزمى للجبلى هو: لماذا لم تعرض لائحة المستشفيات الجديدة داخل الحزب الوطنى أولا باعتباره وزيرا حزبيا، ولماذا لم تعرض اللائحة على نقابة الأطباء ولجنة الصحة بالبرلمان؟!. كان ينبغى أن ينشغل الجميع بهذا السؤال وهل لدينا فعلا حزب حقيقى وبالتالى التزام حزبى أم لا؟

ما فعله الدكتور الجبلى يفعله غالبية المسئولين، لكن سوء حظ الجبلى أنه اتخذ قرارا يؤثر على الفقراء والمساكين الذين يعتمدون على «العلاج الفقير» فى المستشفيات الحكومية الفقيرة.. فوقع فى مصيدة الدكتور زكريا.

الدكتور زكريا لم يكتف بالتهكم على الجبلى بل قدم «وصلة من الغزل المتنوع للفقراء وحقهم فى العلاج محذرا الوزير من الاقتراب منهم».

الآن نتكلم فى الجد وبما أن مجلس الشعب صار مؤمما بالفعل وخاليا من أى كوليسترول وأن أعنف مواجهة داخله لن تزيد عما حدث بين عزمى والجبلى.. أى أن الخناقات والاستجوابات والاسئلة ستكون «فى بيتها».. فالأفصل أن نفكر فى طريقة للتعامل مع الوضع الجديد.

معلوم أن المعارضة هشة وضعيفة، والإخوان لن يكون لهم دور فى العمل السياسى الشرعى حتى إشعار آخر.. ومجلس الشعب صار فعليا مثل الاتحاد الاشتراكى.. فلماذا لا نعود إلى صيغة عام 1976 مرة أخرى.. فربما نستطيع أن نجد بداية لحياة حزبية سليمة وصحيحة.

منذ قيام الثورة عام 1952 وحتى عام 1976 كان هناك تنظيم سياسى وحيد بدءا من تجربة الاتحاد القومى ثم هيئة التحرير وأخيرا الاتحاد الاشتراكى وعندما فكر السادات فى التجربة الحزبية أنشأ ثلاثة منابر داخل الاتحاد الاشتراكى الأول لليمين الذى تحول إلى حزب الأحرار والثانى الوسط وتمثله الحكومة عبر حزب مصر الذى صار «الوطنى» وأخيرا منبر اليسار الذى تحول إلى حزب التجمع عام 1977.. الآن لدينا اتحاد اشتراكى محدث ومطور اسمه الحزب الوطنى.. فلماذا لا نفكر فى إنشاء منابر داخله؟.

يمكننا مثلا اعلان منبر لليمين ويمثله أحمد عز وكل أنصار حرية السوق بلا ضوابط وتيار السياسات الجديد.. ثم منبر الوسط ويمكن أن يمثله صفوت الشريف وبقايا الحرس القديم، وأخيرا منبر اليسار ويمثله الدكتور زكريا عزمى باعتباره يتحدث كثيرا عن الفقراء وصاحب التعبير الأشهر عن الفساد «الذى وصل إلى الركب».. قبل أن يستفحل ويغطى كل الجسد.

يا أيها العقلاء فى الحزب الوطنى والحكومة.. فكروا عمليا فى هذا الاقتراح.. بدلا من اختراع خناقات ومعارك فى المجلس نعلم جميعا أنها «دخان بلا نار» وسيتم الانتقال بعدها إلى جدول الأعمال.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي