أزمة الأهلى.. وأساليب المعالجات! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:50 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أزمة الأهلى.. وأساليب المعالجات!

نشر فى : الخميس 29 نوفمبر 2018 - 10:45 م | آخر تحديث : الخميس 29 نوفمبر 2018 - 10:45 م

كرة الأخطاء بدأت بقصة عبدالله السعيد
.. وكبرت باختيارات خاطئة للاعبين لا يملكون السرعة والقوة..!
لجنة الكرة سبقت عصرها فى وقتها..
ولم تعد صالحة لإدارة الصناعة فى هذا القرن!
استدعاء صالح جمعة وتذكره رغم موهبته الفذة.. معالجة مدرسية
واختيار لاعبين وفقا لشرائط فيديو تجارة شاخت وبارت فى هذا الزمن..!
الإدارة الفنية لكرة القدم مسئولة عن تقييم
الانتصارات وكيف تحققت بعمق وعلم وليس تصدير «حفلة فوز للجماهير»!
التعاقد مع مدرب تحكمه فلسفته وشخصيته وأفكاره ومشاهداته للفريق ولا تكفى شهادات خبرته ونتائجه السابقة!
 
** الأهلى فريق يقف على تاريخ، وعلى بطولات.. الأهلى لم يصبه الانهيار ولن يصاب بالانهيار.. نعم هناك أزمة، يجب أن تعالج بحكمة وعمق.. لقد سبق أن تعرض فريق الكرة فى النادى الأهلى إلى أزمات عطلت مسيرته، وسبق أيضا أن تعرض الزمالك إلى أزمات مماثلة، والأزمة الآن تطول فريق الإسماعيلى.. لكن يظل فن القيادة والمعالجة مرهونا بالأسلوب وبالقدرات والإمكانات والرؤية الفنية العلمية.
** فى الستينيات تعرض الأهلى لمحنة فدخل الفريق فى معسكر بالكلية الحربية، وفى مطلع السبعينيات قرر الأهلى الخروج من أزمته ببناء فريق من ناشئيه، وهو ما عرف بفريق «التلامذة»، وولدت فكرة لجنة الكرة، وصندوق اللاعبين، وكان ذلك من أهم قرارات حسن حمدى.. وكان ذلك أمرا مناسبا للزمن وللهواية، وفى بداية الألفية الثالثة قررت إدارة الأهلى معالجة الأزمة بدماء جديدة وبعزل بعض النجوم، أو دفعهم إلى الاعتزال.. وهكذا فى كل زمن هناك حلول تناسب طبيعة الزمن.. لكن كرة القدم تتغير بقدر سرعة التغيير فى شتى مجالات الحياة، وعلى الرغم من ذلك كله تظل هناك نقاط مهمة تتعلق بالإصلاح فى أى زمن وفى أى مجال.. وهى كما يلى:
** 1 ــ أفضل إصلاح هو ذلك الذى يكون مصحوبا بانتصارات، ففى تلك الحالة هو تطوير وليس علاجا، وأسوأ إصلاح هو المدفوع بأزمة أو كارثة أو بظرف لا يمكن أن ينتظر، ومثال ذلك فيما يتعلق بالظرف ما يحدث لريال مدريد العريق المشغول ببناء استاده الجديد الذى يلتهم أموال الصفقات المحتملة والمطلوبة.
**2 ــ قياسا على ذلك، يظل الإبداع الإدارى شأن كل إبداع فى أى مجال.. فكيف يتحقق الإبداع فى زمن معين لكنه يسبق هذا الزمن بسنوات.. كيف تكون الأفكار تسبق زمنها؟
**3 ــ تتوقف المعالجات للأزمات على قدرة صاحب القرار فى اختيار التوقيت السليم، وفقا لرؤية علمية دقيقة وعميقة، للبناء من أجل المستقبل بعيدا عن القرارات المدرسية التقليدية.
** بناء على تلك النقاط الثلاث اتجه الأهلى إلى قرارات مدرسية تثير العجب.. فمن المؤكد أن صالح جمعة لاعب موهوب جدا ومميز جدا لكن تذكر صالح جمعة الآن وهو الذى حير إدارة الفريق لأشهر يعد معالجة مدرسية تهدم قواعد ومبادئ يرفعها الأهلى على مدى تاريخه.. وقبل ذلك كانت معالجة قصة عبدالله السعيد كلها خطأ.. فهى مثل كرة أخطاء كبرت وهى تجرى فوق العشب الأخضر.. فكان الفوز بعبدالله السعيد بأى ثمن حين وقع للزمالك، ثم قرار الاستغناء عنه بعد 24 ساعة، كان قرارا هز الكثير من أركان الفريق.. فلا يوجد لاعب فوق ناديه، ولا يوجد فريق جيد يقوده لاعب واحد.. ثم أين إنتاج قطاع الناشئين الذى يكلف النادى ملايين الجنيهات.. وهو فى الأصل مصنع الولاء والانتماء ومتى يلعب نجومه فى الفريق الأول..؟! هل ستقولون إنه عصر الاحتراف؟ غير صحيح فمدرسة برشلونة قدمت جيل الفريق الذهبى فى زمن الاحتراف أيضا!
** لن أحدد أسماء لاعبين آخرين، لكن الأهلى يحتاج إلى عدة مراكز ويحتاج إلى تجديد أسلوب اختياره للاعبين، فهو فريق يلعب على مستوى بطولات إفريقيا والعرب ويحلم بالعالمية.. وهذا لا يحققه اللاعب الذى لا يملك السرعة ولا يملك القوة. فأمام الترجى مثلا كان الفريق التونسى أقوى بدنيا وذهنيا خاصة فى الشوط الثانى، وامتلك الحلول التى تحقق هدفه بينما ظل حل الأهلى الوحيد هو وليد.. وإدارة الفريق أو الإدارة الفنية للكرة فى الأهلى ليست مشجعا يخدعه انتصار. وإنما التحليل العلمى الدقيق والعميق للفوز كان واجبا منذ بداية هذا الموسم. فمن المؤسف أن يفوز الأهلى على الترجى فى برج العرب بثلاثة أهداف مقابل هدف دون النظر إلى كيفية تحقيق هذا الفوز، وفى الوقت نفسه ترك التقييم لإعلام أقام حفلة بينما أنصار الفريق أنفسهم كان تقييمهم أفضل وأدق!
** اختيارات اللاعبين لا تصلح لها شرائط الفيديو التى تختصر أحسن ألعاب اللاعب، فى لحظة أو لحظات بينما مباريات الكرة عمرها 90 دقيقة وساعات، وظروفها وصراعتها الفردية الفردية والجماعية ومقاييسها لا تظهر كلها فى تلك الشرائط.. هذا الأسلوب فى الاختيار ضحك على النفس وتجارة بارت وشاخت فى هذا الزمن..!
** اختيارات اللاعبين لا تصلح لها مباريات محلية أو تألق لاعب مع فريق محلى، فحرية لاعب فى المقاصة رغم بطء إيقاعه، لا يمكن أن يفوز بها فى الأهلى وسط الضغوط والأساليب الدفاعية والمساحات الضيقة التى يصنعها الخصوم.. وبراعة لاعب وسرعة لاعب فى بتروجيت أو إنبى بأسلوب لعب كرات طويلة منتهزا ضعف تكتيك دفاع الخصم ليست بالضرورة هى مهارة حية فى فريق مثل الأهلى يهاجم بالمجموع ويدافع بالمجموع..!
** لم تكن فلسفة كارتيرون مناسبة للأهلى حتى وهو ينتصر فى البداية، فالكرات الطويلة المرسلة إلى الهجوم وتختصر الزمن والمسافة لا تلائم الفريق.. ولكنه تأثر واضح من المدرب بالمدرسة التى تعلم فيها، فهو فرنسى، ومنتخب فرنسا اتبع هذا الأسلوب فى كأس العالم وأحرزه بسرعات مبامبى وجريزمان.. وقد لا ينجح هذا الأسلوب وهو بالفعل لم ينجح فى بطولة دورى الأمم الأوروبى..!
** اختيار مدرب لا تحكمه ولا يجب أن تحكمه شهادة الخبرة وحدها، وإنما تحكمه أيضا شخصيته وأفكاره وفلسفته الكروية، ومن الأفضل أن يشاهد الفريق ويدرس قدرات لاعبيه وأن يترك له حرية تجديد دماء الفريق، وأن يكون ذلك وفقا لمقابلة شخصية تشهد تبادلا للأفكار بالحوار والسؤال والجواب.. فمن الذى سوف يسأل ويحلل الإجابات؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.