الرابحون - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 5:42 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الرابحون

نشر فى : الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 10:04 ص | آخر تحديث : الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 10:04 ص
فايزة دكّة وعزيزة ستريتش وسنية الجدعة وحباظة وأردغانة وسنجة، هذه الأسماء البديعة من محترفى البلطجة وأرزقية الانتخابات، تداولتها الصحف جنبا إلى جنب المرشحين لانتخابات مجلس الشعب التى جرت أمس، وهؤلاء برأيى هم الرابحون المؤكدون فى السباق،

 

فقد قبضوا ثمن عرقهم حتى قبل أن يسيل، وتسيل معه دماء وتنهش أعراض وتهدر أخلاق وقيم، هؤلاء هم الحصاد المر لأزمنة التزوير والتعتيم واحتماء الفاسدين بالحصانة، وقد راجت سوقهم وانتعشت، ووضعوا قواعد لتنظيم عملهم، وتعريفات محددة لعمليات السحل المعنوى والبدنى: من التجريس والسب والقذف، حتى تقفيل السرادقات وكسر العظام.

لا دين لهم ولا ملّة، مع الجميع ضد الجميع، صحائف سوابقهم المكتظة، هى مبعث فخرهم ومنتهى مجدهم، وجرائم القتل والتزوير والاغتصاب وهتك العرض، هى مؤهلاتهم التى تحدد أثمانهم فى سوق العمل.

وكلما زادت سخونة العملية الانتخابية واشتعلت دوائر المنافسة، ارتفعت أسعارهم واشتدت الحاجة إليهم، فهم سلعة تخضع لقوانين العرض والطلب، يستعين بهم مرشحو الحكومة والمعارضة، رافعو لافتة الفكر الجديد، والرابضون تحت لواء الإسلام هو الحل.

وإياك أن تظن أن سنية وحباظة وسنجة، سيعودون إلى بيوتهم فور إعلان النتائج، سيواصلون عملهم فى مواقع أخرى ولغايات مشابهة فى النذالة والخسة، فهم فى خدمة مغتصبى أراضى الدولة وناهبى حقوق الناس، إنهم أبشع تجليات الدولة البديلة التى استقوت واشتد عودها، حين دب الوهن وغشى الترهل أوصال دولة القانون.

لا أعرف ما ستنتهى إليه الانتخابات، فالمقال الذى بين يديك كتب قبل إعلان النتائج بساعات، وإن كان متوقعا أن يحصد الحزب الحاكم أكثر من ثلاثمائة مقعد، إضافة إلى 50 مقعدا من مقاعد كوتة المرأة، ولا شىء يدهش فى هذا، فقد جرت الأمور هكذا منذ عرفت مصر تجربتها الحزبية الثانية فى أواسط السبعينيات،

 

وكما جرى دائما، سندخل فى دوامة من الطعن فى شرعية المجلس لأسباب مختلفة، قد تقود إلى حكم قضائى بحله وإعادة الانتخابات من جديد، أو يعيد الدكتور سرور تذكيرنا بأن المجلس سيد قراره، وأن أعضاءه باقون مهما صدرت ضدهم من أحكام، ومهما طعن «الحاقدون» فى شرعيتهم.
وهكذا يتماهى الأعضاء الموقرون مع حباظة وأردغانة وسنجة، فى رباط وثيق لا ينفصم.

هكذا تنتعش الدولة البديلة وتتراجع دولة القانون: بلطجة تقود إلى بلطجة.
عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات