حقوق الألتراس وحقوقنا - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 7:38 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حقوق الألتراس وحقوقنا

نشر فى : الإثنين 29 سبتمبر 2014 - 8:35 ص | آخر تحديث : الإثنين 29 سبتمبر 2014 - 8:35 ص

أظننى كنت وحيدا حين هاجمت قبل أكثر من عامين «دولة الألتراس»، التى انتقلت ــ كما توقعت ــ من الرياضة إلى السياسة، وتم استخدامها من كل الأطراف دون استثناء، وانتقدت بشدة اقتحامهم للنادى الأهلى وتكسير مدرجاته، واستنكرت وصف من اقتحموا نادى الزمالك بالطوب والحجارة، وأشعلوا به المولوتوف وروعوا أعضاءه، بأنهم متظاهرون لهم وجهة نظر.

حين اقتحمت جماهير الألتراس النادى الأهلى أواخر العام قبل الماضى، مطالبين برحيل حسن حمدى ومجلس إدارته المنتخب «حتى يتم القصاص للشهداء»، قلت لك فى حينه إن هذه مقولة حق يُراد بها باطل، فالذين قتلوا فى بورسعيد هم ضحايا التعصب المقيت الذى نشره إعلام فاسد منافق، هلل للألتراس وشجع تعصبهم، واحتفى بـ«دخلاتهم» وأغنياتهم وصواريخهم وشماريخهم، متناسين أن هذه الظاهرة التى نشأت فى إيطاليا ورعاها ملّاك الأندية ومحترفو المراهنات، تقوم على العصبية البغيضة إلى حد قتال الشوارع ضد مشجعى الأندية المنافسة، فإذا بمباريات الكرة عندنا تتحول من فرصة للمتعة والترويح عن النفس، إلى مناسبة للتخريب والهم والغم.

بعدها، شاهدنا الألتراس يشاركون فى المواجهات ضد الأمن أمام السفارة الأمريكية، بعد أن اقتحموها مع مجموعات أخرى من السلفيين والغاضبين على الفيلم المسىء لنبينا الكريم، وأنزلوا علم أمريكا ورفعوا فوق السفارة أعلام بن لادن وصوره، حينها قلت لك إن الأمر لا يخلو من دلالة...» فأسامة بن لادن هو «كابو» الدين، الذى دخل فى السياسة، تماما كما أن «كريم» زعيم ألتراس الأهلى، و«مشاغب» زعيم ألتراس الزمالك، هما «كابو» الرياضة التى دخلت فى السياسة.

لم يكن هذا افتئاتا على الدور الذى لعبته مجموعات من الألتراس، شاركت فى الثورة جنبا إلى جنب ملايين المصريين، الذين خرجوا فى شوارع المحروسة وميادينها يطالبون بالتغيير، لكنه إشارة إلى هذه الحالة من تلبيس الحق بالباطل، ومحاولة جماعات فرض قوانينها الخاصة بالقوة،بصرف النظر عن مخالفة ذلك لقوانين الدولة وأعراف المجتمع،وتعارضه مع حقوق الآخرين، ولذا، فإننا نخطئ كثيرا حين نختصر جمهور كرة القدم كله فى مجموعات الألتراس، وهى فى مجملها تضم جماعات من الصبية والشباب صغار السن، من سن الرابعة عشرة إلى السنوات الأولى من العشرينات.

صار هؤلاء بأغنياتهم ودخلاتهم وحماسهم الزائد، وأحيانا تجاوزاتهم ومشاغباتهم هم عنوان جمهور الكرة فى ملاعبنا، وتسابق إلى كسب ودهم لاعبون ومعلقون ورؤساء أندية، حتى أفقنا على كوارث إنسانية هى مما نتوقعه فى ساحات الوغى لا ملاعب الترفيه.

ولذا فإننى أتفهم تماما تصريحات وزير الداخلية بأنه لا نية حاليا لعودة الجمهور للمدرجات، منعا للاحتكاك بين صبية الألتراس والأمن، وتجنبا لوقوع مصابين من الجانبين، فإذا كان ثمن عودة الجمهور هو مزيد من الضحايا فلتذهب كرة القدم إلى الجحيم.

الألتراس كما الإخوان كما هتيفة «يسقط يسقط»، أقليات فاشستية، تريد أن تفرض رؤاها على المجتمع بالقوة، تتحدى القانون ولا هم لها سوى إسقاط الدولة، مهما رفعت من شعارات رومانسية مخادعة.

ويدهشنى فعلا بعد كل ما جرى، أن بعض رؤساء الأندية ما زال ينافق الألتراس، ويدافع عن وجودهم.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات