إلى الرئيس.. هل ارتاح ضميرك؟ - مصطفى النجار - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 7:16 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إلى الرئيس.. هل ارتاح ضميرك؟

نشر فى : الجمعة 29 مارس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 29 مارس 2013 - 8:00 ص

مللت من الكتابة إليك وصرت أشعر بعدم جدواها فربما لا تقرأ وإذا قرأت لا تصدق أن هناك مشكلة وأننا ناصحون مخلصون ولسنا متآمرين أو متربصين، أكتب اليك وقلبى يحترق على وطن تسلمت حكمه ودخلت به فى متاهات ومغامرات أوصلته لحافة الهاوية، أهدرت لحظة تاريخية كان معك فيها التأييد الشعبى من أنصار الثورة ومن المواطن البسيط الذى رأى فيك رجلا تشبهه وجئت من بيئته وتعرف ما هى همومه وأولوياته.

 

تفاءل الكثيرون بك خيرا فى البداية ثم بدأت تخسر مؤيديك يوما بعد يوم لتصبح فى لحظة مستندا فقط على جماعتك وأعضائها كظهير شعبى وحيد وهم لا يكفونك لتستطيع حكم بلد بحجم مصر.

 

•••

 

 يسعى السياسيون الأكفاء فى مضاعفة مؤيديهم وتحييد خصومهم وعدم اكتساب عداوات ولكنك بقصد أو بدون قصد سرت عكس الاتجاه فضاعفت الكارهين واستعديت المحايدين وصنعت عداوات لا معنى لها مع أناس مخلصين لا يشك أحد فى نواياهم ورغبتهم فى نهضة الوطن.

 

لم تسع لمواجهة العدو الحقيقى الذى يحرق الأرض حولك ويتمنى زوالك ويتربص بك وبالوطن، لم تكشف أرباب المال السياسى القذر الذى نعلم جميعا كيف يستخدم ضد الثورة والذى استغل سوء أدائك ليكثف من جهده وليختبئ وسط صفوف الثوار رغم أن يديه مازالت ملوثة بدماء الشهداء، جعلت من المشوهين رموزا وأبطالا وأرغمت الشرفاء أن يتضامنوا معهم دفاعا عن المبادئ وليس عنهم.

 

تحدثت كثيرا عن الأصابع اللاعبة فى جسد الوطن وعن الحارة المزنوقة التى يجتمع فيها هؤلاء البغاة وأفرطت فى الحديث عن المؤامرات دون أن تخرج لنا أدلة تدين هؤلاء المجرمين الذين نريد معاقبتهم على ما اقترفوا فى حق الوطن، هددتهم وقلت سأقطع هذا الأصبع العابث وانتظرنا نارا لظى تحرق هؤلاء وتعريهم واذا بنا نضحك ثم نضحك والنائب العام الذى لم يعد يثق فيه أحد ــ بسبب سوء أدائه ــ يحيل للتحقيق بعض نشطاء الانترنت الذين لا يملكون سوى كلمات ينشرونها على صفحاتهم للتنفيس عن ألمهم ويتم تصويرهم على أنهم رءوس الفتنة ومخربى الوطن وأقصى فعل ارتكبه أغلب هؤلاء قد يكون هو التلفظ بألفاظ نابية، هل تصدق أن هؤلاء هم من أوصلوا الوطن إلى بداية الحرب الأهلية؟ هل تعتقد أن سلاحهم الوحيد وهو الكيبورد هو الذى يعيقك عن أداء عملك ويدفع بالوطن إلى الفوضى.

 

•••

 

إننا نبغض العنف وندينه ونريد إعمال القانون على الجميع بلا استثناء حتى نشعر أننا فى دولة وليس غابة يأخذ فيها كل شخص حقه بيديه ولكن تطبيق القانون يبدأ بالموالين قبل المعارضين ولا تمييز بين مؤيد ومعارض فالكل سواء أمام القانون إن كنا ندعى احترامه.

 

معركتك ليست مع هؤلاء بل مع العدو الحقيقى الذى نعرفه وتعرفه ولكنك لا تواجهه بشكل صحيح بل تساعده على الاختباء وسط الصفوف وارتداء ثوب الثورة والمعارضة، ونحن نعلم أنه كاره لنا ولك وأن حلمه هو الفتك بالجميع.

 

إن بداية الخروج من المأساة التى نعيشها هى أن تشعر أنت وجماعتك أن هناك مشكلة حقيقية وأن تعيد النظر فيما مضى وتتحمل مسئوليتك عما وصلنا اليه، لا تلقى اللوم على شماعات مستهلكة مثل الخارج والمعارضة فلن يشفع لك شىء إذا استمر الإخفاق، لو أنجزت ونجحت وتقدمت لتكونت لك شرعية الانجاز التى ستخرس كل لسان ولكنك لا تنجز ولا تحافظ على ما تسلمته وتقف فى مواجهة الجميع.

 

إن كنت تريد الخروج من هذا التيه قم بتطبيق القانون على الجميع وأعد للدولة احترامها الذى سقط، لا تخجل من تغيير النائب العام بأى طريقة ممكنة لأنه لا دولة مع عدالة مشكوك فى أركانها، عد إلى كل الفرقاء الذين خونتهم وابدأ معهم صفحة جديدة عبر حوار جاد وليس حوارات شكلية بلا معنى، لو أردت صناعة التوافق لتحقق فى أيام اذا كنت تريد.

 

كن سياسيا حاذقا ولا تكتل الكل ضدك، ميز بين الموتورين والمخلصين، كل مؤسسات الدولة التى استعديتها ضدك قم بمصالحتها واجعلهم يثقون فيك كرئيس لكل المصريين وكرئيس يحترم أجهزة الدولة ومؤسساتها ولا يقوم بتشويه صورتها عبر تصريحات مستفزة له أو من رموز جماعته وحزبه.

 

لا تخف من الناس فهم أمامك إذا أحسنت قيادهم، تحرر مما يعوقك وغير بطانتك فهى بطانة فشل وعجز، تذكر دعاء الفاروق عمر رضى الله عنه (اللهم انى أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة) ان كان هؤلاء ثقات لديك فهم عاجزون، مطبخ الحكم متكلس وفاقد للحياة ولن يساعدك على النجاح، لا نطالبك بالانفصال عن جماعتك فهذا مستحيل واقعيا ولكن اجعلها عتادا للوطن ورصيدا وجيشا للبناء يساعدك على اتمام المهمة ليس عبر الأخونة والاستيلاء على كل المناصب بل عبر تقديم الكفاءة على الثقة.

 

•••

 

توقف عن الكلام غير المدروس ولا ترتجل فتخطئ فيتندر عليك الناس، أعد لمنصب رئيس الجمهورية وقاره وهيبته، ليس بالصوت العال ولا التهديد بالإصبع بل باحترام الشعب وتطبيق القانون واستعادة سيادة الدولة التى تم اهدارها والاساءة اليها.

 

مصر تستطيع أن تنهض اذا استعنت بأهل العلم والكفاءة وقدمتهم وهم كثيرون فى الداخل والخارج، مصر ستنهض اذا توقفت عن تضخيم فوبيا المؤامرة، مصر ستتقدم إذا انتهى الجدل السياسى البائس وانشغلنا بنقاشات التنمية وتحديات المستقبل.

 

سيرانى أنصارك الأن متآمرا ومشككا وألقى باللوم عليك وحدك وأبرئ الآخرين وسيرانى معارضوك رفيقا ورومانسيا حالما لأنهم فقدوا الأمل فيك ولن يعنينى سوى كلمة حق جهرت بها والله سائلك عما ائتمنك عليه.

مصطفى النجار عضو مجلس الشعب السابق
التعليقات