الشرعية فى الصندوق - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 7:18 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشرعية فى الصندوق

نشر فى : الإثنين 28 نوفمبر 2011 - 9:20 ص | آخر تحديث : الإثنين 28 نوفمبر 2011 - 9:20 ص

دون مواربة، الشرعية اليوم فى صندوق الانتخاب.

 

منذ ثلاثة أسابيع وأنا أحرضك على الذهاب للانتخابات، مهما قيل عن الانفلات الأمنى وعدم القدرة على تأمين اللجان.

قلت لك أيضا إن شرعية الحشد لا تلغى ولا ينبغى لها أن تلغى شرعية القانون، وأن السياسة تصنعها برامج الأحزاب ومنافسات القوى السياسية، لاصياحات الشوارع وخناقات التوك شو.

 

«الشرعية من الميدان» صيحة خطيرة، تفرض وصاية على المصريين من كل جماعة قادرة على الحشد وخطف الكاميرات، فعلها الإخوان، وفعلها السلفيون، وفعلها العلمانيون، وفعلتها ائتلافات شباب الثورة، استعراضات قوة لم تتوقف منذ إعلان نتائج استفتاء مارس الماضى، لافتات متعارضة ومطالب متناقضة، وكل يغنى على ليلاه، وما يرضاه فصيل يرفضه آخر، وفى اللحظة التى يشعر فيها طرف بالقوة استنادا إلى قدرته على الحشد، فإنه يملى شروطه ويزعم أنه يتحدث باسمنا نحن المصريين، دون تفويض أو وكالة.

 

إزاحة حسنى مبارك ونظامه الفاسد كان مطلبا عاما خرج من أجله المصريون فى كل أنحاء المحروسة، أكثر من عشرة ملايين مصرى من الصعيد للسلوم، لم يكن ميدان التحرير وحده من فعلها ولا ميدان العباسية ولا ميدان روكسى، كانت مصر الثائرة ضد الظلم والفساد والاستبداد، أما الآن فهى مصر الممزقة بين الطامحين والطامعين، والانقياء والاشقياء، والفاسدين والاتقياء، والمدعين والشرفاء.

 

لا أحد يمكنه الادعاء أنه يمثل المصريين جميعا، وليس صحيحا أن فى مصر الآن أغلبية صامتة،فمشاركة نحو عشرين مليونا فى استفتاء مارس ينسف هذه المقولة، حتى لو كان المشاركون أقل من نصف المسجلين فى كشوف الانتخابات، لكنه يبقى رقما غير مسبوق.

 

لم يعد فى مصر «حزب كنبة»، ولا يحق لجماعات زاعقة أيا كانت توجهاتها أن تحتكر الحديث باسم الناس، مزاج الناس يحسمه صندوق الانتخابات: صوت واحد لشخص واحد.

 

مصر لا يمكن أن تدار من الميادين وإلا صرنا نهبا للفوضى والغرض والمرض.

 

نريدها دولة مؤسسات، والانتخابات هى خطوتنا الأولى فى هذا الاتجاه، أيا ماكانت نتائجها.

 

أعرف أن قوى سياسية عديدة، وبعضها عريق فى العمل السياسى، تتمنى تأجيل الانتخابات،ليس أسبوعين أو ثلاثة، وإنما سنتين أو ثلاثا، لأنها تخشى لحظة الاستحقاق، التى ستكون شفافة وكاشفة.

 

انتخابات اليوم هى فرصتنا لتحويل طاقة الغضب التدميرية إلى فعل هادف بناء، واكتشاف قدراتنا الحقيقية التى غيبها الفساد والاستبداد.

 

الانتخابات هى خطوتنا الأولى لهدم ما تبقى من النظام القديم، وبناء دولة العدالة والقانون.

 

انتخابات اليوم هى أول خطوة لبناء مصر الجديدة.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات