قبل اصطدامٍ وشيك - نادر بكار - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 12:55 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قبل اصطدامٍ وشيك

نشر فى : الجمعة 28 يونيو 2013 - 8:45 ص | آخر تحديث : الجمعة 28 يونيو 2013 - 8:45 ص

كلمة واحدة قد تحرق الوطن بأسره وأخرى قد تنقذه...لا داعى لأن تفغر فاك مندهشاً؛ فقد انتهينا جميعا ً إلى حالةٍ من توتر الأعصاب والتربص وانتظار الأسوأ بل وميل ٍإلى العدوانية والشراسة لم يسبق لها مثيل فى تاريخنا المعاصر.

 

حالة غير مسبوقة من غليان أبناء الوطن الواحد على بعضهم البعض، واستحلال غريب من أقطاب الطرفين لاستخدام كل وسيلة متاحة بغض النظر عن شرعيتها أو عواقب استخدامها لإزاحة الآخر من طريقه، مع شراهة ٍواضحة للخوض فى بحور الدماء أكثر وأكثر ..وكأننا انتقلنا من مجرد التعود إلى الشغف والولوع بمظاهر العدوانية وسفك الدماء.

 

ومن الضرورى والحال كذلك أن نتوخى الحذر فى كلماتنا وتحركاتنا بل وحتى فى لحظنا وسكوننا، فالأمر ليس هيناً حينما يتعلق بدماءٍ معصومة تشتد حرمتها عند الله سبحانه لتتجاوز حرمة الكعبة نفسها؛ وإن الله يغار وغيرته أن تنتهك محارمه؛ والدماء المعصومة ستشمل غير المسلمين أيضا ًمن مستأمن ٍأو معاهد .. والإسلام غرس فى نفوس أتباعه أن حفظ النفس من الضروريات الخمس التى يتدين الإنسان بصونها فلا يبذلها إلا نصرةً لدينه أو دفعاً للأذى عن نفسه ووطنه وأهله وماله .

 

و«الهرج» الذى نضع أيادينا على صدورنا ونحن نرتقب أسوأ فصوله أن تحدث بين أبناء نفس الوطن الذين اختلفوا فى آراء ووجهات نظر، هو ما وضحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «يتقارب الزمان، وينقص العلم، ويُلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج». قالوا: يا رسول الله فما هو؟ قال: «القتل القتل».

 

ويأتيك وصف ٌنبويٌ دقيق لحالة الهرج الملتبسة المنصبغة بلون الدم هذه فى قوله صلى الله عليه وسلم: «والذى نفسى بيده ليأتينَّ على الناس زمان لا يدرى القاتل فى أى شىء قَتل ولا يدرى المقتول على أى شىء قُتل»، ألا يذكرك هذا الوصف بمشاهد من أزمتنا الراهنة؟

 

بالتأكيد أعنى بحديثى نفسى وإياك، جيرانى وجيرانك، زملائى فى العمل وزملاءك، أما التشكيلات العصابية المؤلفة من عتاة المجرمين فهؤلاء تخلوا عن انتمائهم منذ أمدٍ بعيد وباعوا أنفسهم لشيطان ٍ يؤجرهم لمن يدفع الثمن.. وهؤلاء من لا ينبغى أن تأخذ المجتمع بهم أدنى شفقة أو رحمة.

 

مائة ألف بلطجى على أقل تقدير تعج بهم البلاد احترفوا اقتراف أبشع الجرائم من قتل واختطافٍ وسرقةٍ بالإكراه واغتصابٍ وغيرها....ساهم فى تكوينهم إما تراخ أو استفادة واستخدام بعض ضباط جهاز الشرطة فى ظل النظام السابق...فالحياد الآن مع هؤلاء جريمة فى حق الوطن لا تغتفر.