خماسين الرئيس - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 12:00 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خماسين الرئيس

نشر فى : الخميس 28 مارس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 28 مارس 2013 - 8:00 ص

يبدو أن مصر تنتظر موجة رياح خماسينية عاتية تهب عليها من قصر الرئاسة ومكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين وهى الرياح التى قد لا تبقى ولا تذر بعد أن وصلت الأزمة السياسية فى البلاد إلى حافة الهاوية.

 

فالرئيس محمد مرسى خلال الأيام القليلة الماضية وجه تهديدات قوية ووزع اتهامات بلا أدلة على المعارضة دون أن يذكر ذلك بالاسم. وتولى أهله وعشيرته فى جماعة الإخوان المسلمين ترجمة التهديدات إلى تحركات على الأرض فقدت بلاغا جامعا مانعا ضد 196 شخصية سياسية وإعلامية بتهمة التحريض على العنف. وخلال أقل من خمس ساعات بعد تقديم البلاد أصدر النائب العام الذى يعتبره البعض «نائبا خاصا لأهل الرئيس وعشيرته» قرارات ضبط وإحضار ضد مجموعة من النشطاء استنادا على بلاغ مقدم من آحاد الناس وهو محامى الجماعة غير القانونية.

 

إن تصريحات الرئيس وتحركات أهله وعشيرته تضع البلاد فى أجواء «خريف الغضب» عندما حاصر الغاضبون والمعارضون الرئيس الراحل أنور السادات فلم يجد إلا قرارات الاعتقال والملاحقة سبيلا فكانت النتيجة اغتيال الرجل بعد نحو شهر واحد من صدور قرارات سبتمبر الشهيرة.

 

بالطبع لا يتحمل الرئيس ولا يتحمل أهله وعشيرته وحدهم مسئولية الكارثة التى تندفع نحوها البلاد وإنما يشاركهم المسئولية وبنفس القدر تقريبا المعارضة التى تصر على تحويل المواجهة السياسية إلى معركة وجود لا بد أن يفوز أحد طرفيها بالضربة القاضية مع أن مصائر الأوطان لا يجب أن تخضع لمثل هذا النوع من المباريات.

 

غير أن مسئولية الخروج من هذا النفق المظلم تقع بدرجة أكبر على كاهل الرئيس لأنه لا يعقل أن نطلب من المعارضة أن تبحث عن حل وأن تسعى إلى تهدئة شارع غاضب خاصة إذا لم تكن لتلك المعارضة بالفعل أى سيطرة حقيقية على الشارع الغاضب. إن مفتاح الخروج من الأزمة وتفادى الكارثة موجود فى قصر الرئاسة ومكتب الإرشاد. غير أن ما نتابعه من تصريحات صادرة من هنا ومن هناك يعزز أجواء التشاؤم حيث لا يبدى القائمون على الأمر سواء فى مؤسسة الرئاسة أو فى جماعة الإخوان أى قدر من الإدارك لحجم الخطر الذى يتهدد البلاد.

 

فالاعتقالات والملاحقات القضائية أيا كان الغطاء المستخدم لها لن تؤدى إلا إلى مزيد من الاحتقان والعنف لأن مصر تغيرت بالفعل. ولم يعد المعارضون يخشون السلطة ولم يعد المحتجون يخشون العنف، بل إن العكس هو الصحيح فبؤر التوتر والعنف تصبح جاذبة للمزيد من الغاضبين الذين يجمعهم الغضب حتى لو فرقتهم الأهداف والدوافع وهذا هو مكمن الخطر.

التعليقات