الجمعة الدامى.. مَنْ المسئول ؟ - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 5:23 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الجمعة الدامى.. مَنْ المسئول ؟

نشر فى : الثلاثاء 28 يناير 2014 - 12:00 م | آخر تحديث : الثلاثاء 28 يناير 2014 - 12:00 م

تفجيرات الجمعة الدامى لا يمكن أن تكون نتاج عمل تنظيم إرهابى منفرد مهما بلغت درجة جهازيته وتدريب أفراده، برأيى أن أجهزة استخباراتية تقف وراء معظم هذه العمليات بالدعم اللوجيستى أو المعلوماتى، وأغراضها فى ذلك متنوعة.

التقارير الإخبارية التى تتحدث عن تورط بعض دول المنطقة فى دعم مجموعات داعش التكفيرية «دولة الإسلام فى العراق والشام» داخل سوريا، تعطى انطباعا باحتمال تكرار الأمر نفسه فى مصر وليبيا وغيرها، وعلى طريقة شارلوك هولمز: «إذا استبعدنا المستحيلات كلها فلن يتبقى أمامنا إلا الحقائق مهما بلغت غرابتها».

كنت أطالع مشدوها تقريرا إخباريا بثته أمس قناة الجزيرة حول حادث سقوط طائرة عسكرية مصرية فى سيناء مصحوبا بتعليق محللين مصريين ــ للأسف ــ يتحدثان بحماس منقطع النظير ورنة شماتة لا يخطئها القلب عن الحادث الذى يثبت وهن الجيش المصرى بزعمهم، والفوضى التى تعم البلاد وخاصة فى سيناء، وأخال أنهما توقعا أو تمنيا لا أدرى المزيد خلال الأيام القادمة.

يمكننا أن نغض الطرف مؤقتا عن كل التكهنات التى قفز بعضها لمرتبة النظريات حول علاقة أنصار بيت المقدس بجماعة الإخوان ريثما تكون الأدلة أقوى والرابطة المادية أوثق، لكننا بالتأكيد لن نستطيع تبرئة الإخوان من تهيئة الأجواء لوضع كل فكر متطرف أو تكفيرى موضع التنفيذ.

الإخوان أصروا حتى قبل الثلاثين من يونيو على احتواء واحتضان أصحاب الفكر التكفيرى المحرض على العنف.. الاحتواء شىء والمواجهة الفكرية وتفنيد الشبهات على الملأ والتبرؤ من المناهج التكفيرية ومسالك العنف والإرهاب شىء آخر، ومازالت عبارة أحدهم ترن فى أذنى وهو يفاخر على شاشة التلفاز بأعماله التى وصفها بالبطولية من اغتيال السادات إلى قتل أفراد الشرطة، ومقدم البرنامج يستوقفه مستنكرا سائلا عن التوبة والمراجعات، فيزداد شبق أخينا المتطرف قائلا: أتحداك واتحدى المجتمع كله أن يأتينى بكلمة توبة واحدة من كل المراجعات!

وحتى إذا لم تكن «أنصار بيت المقدس» موجودة، فلن تعدم شابا يافعا لم يتجاوز العشرين ربيعا قد امتلأ عقله وغذيت روحه بعبارات التحريض والتكفير والتخوين التى نضحت بها منصة رابعة تؤكد له أن كل مخالفيه حلال دمهم ومالهم، فما تبقى إلا أن تجرى أصابعه على لوحة مفاتيح حاسب متصل بشبكة الانترنت ليتعلم صنع قنبلة بدائية يقتل بها مسكينا شاء قدره أن يكون الضحية فى حرب مقدسة وهمية لا ناقة له فيها ولا جمل.

والدعاة فى داخل مصر وفى الخليج الذين يصرون على عنونة ما يحدث فى مصر بالحرب على الإسلام لهم من المسئولية نصيب أيضا، فما سمعنا لكم استنكارا أو رفضا لتفجير أو تكفير.. لعلكم ما قرأتم عن الجزائر وأهوالها.. أو قرأتم ويسيطر الكبر على قلوبكم.. أو غشاوة من جهل تحجب عن بصائركم أن السيناريو بحذافيره ينفذ فى مصر مشهدا مشهدا !