يارب نفهم - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 5:02 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يارب نفهم

نشر فى : الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 7:55 ص | آخر تحديث : الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 7:55 ص

كم مرة قال الرئيس السيسى إن مصر تخوض حرب وجود ضد الإرهابيين، وإن معركتها مع الإرهاب طويلة وممتدة؟

كم مرة تحدث عن المؤامرة التى تستهدف النيل من الدولة المصرية وتفكيكها وكسر إرادة المصريين وتقويض حلمهم المشروع فى التقدم والتنمية؟

كم مرة نبهنا إلى ضرورة التكاتف والتآزر والوقوف صفا واحدا فى مواجهة هذا الخطر المدعوم من قوى إقليمية ودولية؟

أرجوك، راجع خطابات وأحاديث السيسى منذ تولى الرئاسة وحتى اليوم، لتتأكد مما أقول، ولتستبين محاولات الرجل الدءوبة والمتكررة لتنبيهنا إلى جسامة الخطر المحدق بنا، والذى يهدد وجودنا فى الصميم، وهى ذاتها الرسائل التى تضمنها حديثه الغاضب أمس الأول، فى أعقاب الجريمة الإرهابية التى راح ضحيتها ٣٠ شهيدا من جنودنا البواسل، فضلا عن عدد مماثل تقريبا من المصابين.

منذ ٣٠ يونيو، يخوض الجيش معارك شرسة فى سيناء، دمر خلالها عشرات الأنفاق التى تم استخدامها من قبل الإرهابيين فى تهريب الأسلحة، وألقى القبض على مئات من العناصر الخطرة تم تقديمهم للمحاكمة، فضلا عن مئات آخرين تمت تصفيتهم، وفى المقابل، استشهد العشرات من جنود وضباط الجيش والشرطة فى المواجهات، وفى عمليات خسيسة شملت تفجير عبوات ناسفة عن بعد وهجمات انتحارية على كمائن، واغتيال جنود فى طريق عودتهم إلى ديارهم فى إجازات، بالتوازى مع تفجيرات لعبوات بدائية تحصد فى طريقها ضحايا عسكريين ومدنيين.

يجرى ذلك كله ومازال بيننا من يشكك فى حجم الخطر، بل ويذهب بعض المتحذلقين إلى الادعاء بأن «السيسى يبالغ فى تصوير حجم المؤامرة كى يحكم قبضته على السلطة»، ويذهب بعضهم إلى مدى أبعد ويقول لك بكل ثقة «إن كل هذه الجرائم هى من صنع السلطة كى تبرر استبدادها وتكميمها للأفواه».

لا أتحدث طبعا عن كتبة الإخوان وتابعيهم من «اللى مش إخوان بس متعاطفين معاهم»، فهؤلاء لاجدوى من الحديث معهم، ولا أمل فى إفهامهم، لأنهم ضد مفهوم الدولة الوطنية ذاتها، كما أنهم محاصرون داخل شرانق أوهامهم وخذعبلات شرعية مرسى ومرشده وإرشاده.

كما لا يعنينى المتمولين من نشطاء السبوبة وهتيفة «يسقط يسقط» وعملاء الجمعيات إياها، فـ«بوصلة» هؤلاء تعرف طريقها، ويوما ما ــ لا أظنه بعيدا ــ سيفتضح أمرهم.

يعنينى فى الحقيقة فريق ثالث ممن أتوسم فيهم خيرا، وطنيون مخلصون، لكن بعضهم أسير أفكار نظرية بعيدة الصلة عما يجرى فى الواقع، وبعضهم يؤثر دائما أن يبقى على الجانب الآخر، متجاهلا أن مساندة السلطة الوطنية ودعمها وانتقادها بهدف تصويب أخطائها لا تقويضها، هو فرض عين، خصوصا فى هذه المرحلة التى تواجه فيها الدولة المصرية مخاطر مؤكدة، ليس فقط بفعل جماعات الإرهاب باسم الدين المدعومة من قوى إقليمية ودولية، إنما أيضا بسبب المخاطر المتوقعة عبر حدود ملتهبة غربا وجنوبا وشرقا، فى ليبيا والسودان وفلسطين.

ما يبعث على الاطمئنان أن الغلبة الغالبة من المصريين، باستثناء الإخوانجية والهتيفة والمسبباتية، يصدقون الرئيس السيسى ويدركون حجم الخطر، يستمسكون بالدولة، ويعرفون أن بقاءها حتى لو كانت جائرة، أفضل لهم ألف مرة من ضعفها أو زوالها.

هؤلاء يحبون جيشهم ويثقون فى قدراته وولائه، ويعرفون أنه سينتصر فى النهاية.

هؤلاء هم من يخاطبهم السيسى، هؤلاء هم جنوده فى معركة الحفاظ على الدولة، ولذا، ثقوا تماما، مصر ستنتصر فى معركتها ضد الإرهاب مهما طال أمدها.

تحيا مصر.. ويحيا جيشها العظيم.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات