على هامش (الرئاسة) - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 6:36 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على هامش (الرئاسة)

نشر فى : الإثنين 28 مايو 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 28 مايو 2012 - 8:00 ص

لعلك لاحظت مثلى، أن المرشحين الرئاسيين اللذين تعرضا لأقسى حملات الهجوم فى الصحف والفضائيات اللذين نالا النصيب الأكبر من النكت والتريقة على الفيس بوك، هما اللذان حصدا أعلى الأصوات، وهو ما يعنى أحد أمرين: إما أن الإعلام لا يعرف جمهوره وإن ادعى عكس ذلك، أو أن الناس لا تصدقه وتشكك فى نواياه، بعدما شاهدت خطيب الثورة وشاعر الثورة وحاملى صكوك غفرانها، مذيعين ومقدمى برامج فى قنوات «الفلول»، جنبا إلى جنب إعلاميين محسوبين على النظام السابق.

 

يمكن طبعا أن تقول إن الاثنين (مرسى وشفيق)، يستندان إلى ماكينتين انتخابيتين قويتين، فالجماعة بكل إمكاناتها المادية والبشرية والتنظيمية دفعت بمرسى إلى الصدارة، كما أن ماكينات النظام القديم التى لم تبل بعد، عززت فرص شفيق، وهو قول يحتاج إلى مراجعة،خصوصا فيما يتعلق بشفيق، الذى صوتت له قطاعات واسعة من «الشعب العادى»، الذى ليس فلولا ولارجال أعمال ترتبط مصالحهم بالنظام القديم، وأرجوك أن تصدق هذا بلا مزايدة.

 

أما القول بتصويت الأقباط «جميعا» لشفيق فلا أظنه صحيحا، وعلى الأقل فى محيط أعرفه، صوّت كثير من الأقباط لحمدين وأبوالفتوح، وإن كان ثمة إيجابية فى هذا التصور، فهو الاعتراف بهم كتلة تصويتية مهمة لايجوز تجاهلها حتى بين دعاة الإسلام السياسى، أما ما لا أقبله واعتبره إهانة لإخوتنا وشركائنا فى الوطن، فهو أن يتم إشاعة هذا التصور، كى يتحمّل الأقباط وزر عودة النظام القديم، متناسين أن الاتفاق بين حمدين وأبوالفتوح كان كفيلا بتصعيد أحدهما إلى جولة الإعادة.

 

لكن نفق الانتخابات لم يكن مظلما تماما، ثمة نقاط مضيئة عدة، منها مثلا ما حصده حمدين صباحى من أصوات، وهو ما يعد نجاحا بكل المقاييس، فلم يكن وراء حمدين تنظيم قوى، ولا ماكينة دعائية ضخمة، ولا دعم مالى سخى، لكنه كسب أصوات الناس العادية، متجاوزا أبوالفتوح وموسى اللذين قدمهما الإعلام باعتبارهما فرسى رهان معركة الرئاسة، وأدعو حمدين لأن يستفيد من هذا الزخم، وأن يسارع بتنظيمه فى إطار سياسى جامع، أوسع وأعمق من حزب «الكرامة».

 

كما ترى، فقد بدأ شفيق ومرسى فورا محاولات استقطاب وطمأنة الناخبين، فأعلن شفيق أنه «سيعيد الثورة إلى أصحابها»، وأنه «لا عودة أبدا إلى النظام القديم»، وقال مرسى إنه «سيكون رئيسا لكل المصريين لا عضوا قياديا فى الجماعة» وأنه «سيسعى إلى تشكيل حكومة ائتلافية تضم كل الأطياف».

 

عزيزى المواطن الذى لم يكن أحد يحسب له حسابا فيما مضى، يسعى الرؤساء إليك لكسب ودّك ونيل رضاك، فلا تستجيب لنحيب عواجيز الفرح المحبطين اليائسين البائسين، فقد نجحت ثورتك وصار بإمكانك أن تختار رئيسك بإرادتك الحرة، وأن تعزله إن لم يعجبك، فلا تفرط فى هذا الحق، فالأهم من اختيار الرئيس، أن تضمن أنه قابل للعزل، وأن السلطة قابلة للتداول.

 

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات