طلقة تحذير أخيرة - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 7:19 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

طلقة تحذير أخيرة

نشر فى : الأحد 27 يناير 2013 - 8:50 ص | آخر تحديث : الأحد 27 يناير 2013 - 8:50 ص

•• ما جرى فى بورسعيد بعد الحكم كان مفزعا ومتوقعا، وكان يجب الاستعداد له بمنتهى الجدية والقوة. إلا أن الخطوة كانت بطيئة ومتأخرة كما هو معتاد. ألم يكن واجبا استدعاء الجيش مبكرا قبل إصدار الأحكام ؟!

 

•• تصاعد عدد الضحايا فى أحداث ما بعد الحكم، وهو حكم ليس موجها ضد بورسعيد، وإنما ضد من ارتكبوا جريمة سقط فيها 74 شابا فى عمر الزهور.

 

تذكرت لحظة النطق بالحكم ما جرى فى ليلة الحادث المشئوم، وكان غضبى مثل غضب الملايين، لبشاعة الجريمة، ولصمت الدولة الرسمية إزاء المأساة دون قرارات صارمة فى وقتها كانت كفيلة بوضع حد لكرة النار التى حرقت بورسعيد والقاهرة فيما بعد.. وقد كان المشهد أمس فى بورسعيد مذهلا بأن يصل رفض الأحكام إلى تلك الصورة المرعبة من العنف الذى يمارسه من يوصفون بأنهم أهالى المتهمين.. وأن يستمر الخلط المؤسف بين الذين ارتكبوا جريمة وبين بورسعيد وأهلها، ومواطنيها، فتكون النتيجة قطع طرق وخطوط اتصال المحافظة بمحافظات، وسقوط قتلى وضحايا فى حرب هوجاء رفضا للأحكام وفى إطار محاولات اقتحام السجون والأقسام.

 

•• وفى تلك اللحظة برجاء أن يجيب المتحذلقون عن سؤال قديم طرحته كثيرا: افترض أن الضابط أو أمين الشرطة الذى أغتيل أمام سجن بورسعيد برصاص المعتدين من أهلك ماذا تفعل ؟.. وماذا تفعل لو كنت فى موقعيهما ردا على هذا الرصاص؟. هل تفسح الطريق أمام هؤلاء المعتدين للاقتحام أم تتصدى لهم بكل السبل الممكنة ؟!

 

•• لن يجيب واحد عن السؤال مباشرة، وسيعود بنا إلى روايات قديمة عن استبداد نظام، وعنف مفرط من شرطة فى زمن مضى.

 

•• هناك مجرمون طلقاء الآن أسقطوا الشرطة والأمن بالتآمر وبالتخطيط فى 28 يناير 2011.. وهناك من يسعى إلى إسقاط الأمن اليوم. واسألوا الناس عن «البراشوت» الذى استخدم لإحراق منشآت. والبراشوت الذى استخدم والرصاصات التى أطلقت من راكبى موتسيكلات نحو قوات الأمن.. اسألوا وحققوا فقد سمعت روايات من شهود عيان تشير إلى ركوب بلطجية وعملاء موجة ثورة الغضب؟

 

•• لقد استعانت السويس بقوات من الجيش الثالث لمواجهة الخارجين على القانون الذين يقتلون ويثيرون الفزع، ويقاتلون من أجل إسقاط الشرطة، ودوافع ذلك مفهومة. وفى تلك اللحظات كان لا بديل عن الاستعانة بقوات الجيش أيضا لإعادة السيطرة على بورسعيد. ونحن ندرك أن الجيش هو صمام الأمان الأخير للدولة.. لكن يا إلهى ماذا حدث للمصريين؟ كيف يكون القاتل ضحية والمقتول متهما؟

 

•• قبل الثورة كان ندائى المستمر هو تفعيل القانون إزاء الخروج عنه. وطوال عامين أكرر نفس النداء. فمنذ اللحظة الأولى أغتيل القانون حتى أصبحت البلطجة والفوضى سرطانا.. اليوم نحن فى لحظة فارقة. فأولا: تلك الأحكام هى رسالة إلى المستقبل بحيث لا تتكرر مثل تلك الجريمة أبدا، وثانيا: إن ماجرى وما يجرى فى بورسعيد لا علاقة له بأهلها وناسها، ولكننا نواجه خروجا مفزعا على القانون. فإما رخاوة التصرف والفعل، وإما القانون بحسم.. وهذا سيكون طلقة تحذير أخيرة نحو المستقبل وما يخفيه من جرائم وفوضى.

 

•• يبقى فيما جرى كله أنه على الرغم من الدعوة السلمية للتظاهر فقد سقط 476 جريحا وما يقرب من عشرة قتلى فيما وصف بأنه تظاهر سلمى

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.