لدواعٍ أمنية!! - نجاد البرعي - بوابة الشروق
الخميس 16 مايو 2024 2:04 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لدواعٍ أمنية!!

نشر فى : الإثنين 26 أكتوبر 2015 - 3:40 ص | آخر تحديث : الإثنين 26 أكتوبر 2015 - 3:40 ص

«أعزائى الطلبة، حبكم ورغبتكم باللقاء تعدت التوقعات ولم تجد إدارة جامعة الإسكندرية المساحة الكافية لاحتضان حماسكم وحضوركم وقررت إلغاء المحاضرة قبل موعدها بيوم واحد وأنا فى طريقى للإسكندرية لدواع أمنية». ما سبق هو ما كتبه الدكتور عصام حجى المستشار العلمى لرئيس الجمهوريه السابق المؤقت «عدلى منصور» على حسابه على موقع «فيس بوك» السبت الماضى بعد أن تم إلغاء محاضرته بجامعه الإسكندرية حول «اكتشاف المريخ»!!. الثلاثاء الماضى أعلن «مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية» أن الأمن منع إقامة دورة تدريبية عن المساواة وعدم التمييز كان من المقرر إقامتها فى المنصوره من ٢٠ــ٢٢ أكتوبر ٢٠١٥. فى ١٩ أكتوبر الماضى ألغت الجهات الأمنية ندوة نظمها المركز المصرى لدراسات السياسة العامة فى نادى نقابة المحامين بالمنصورة مع بعض المرشحين لمجلس النواب من اجل مناقشة مشكلات المجتمع المدنى معهم ودفعهم لتبنى قضاياه داخل البرلمان. فى ٩ سبتمبر الماضى ألغى جهاز الأمن الوطنى ندوه كان نادى «روتارى ٦ أكتوبر» ينوى تنظيمها لكلا من الدكتور هانى سرى الدين والمستشار هشام جنينة والدكتور على حلمى حول «سبل مكافحة الفساد وتحقيق الشفافية بالمؤسسات الحكوميه المصرية». ووفقا لما نشرته جريدة الأهرام شبه الرسمية منسوبا إلى «مصدر فى نادى الروتارى» فإن الضغوط التى مارسها جهاز الأمن الوطنى بهدف إلغاء الندوة امتدت إلى إدارة الفندق الذى كان من المقرر انعقاد الندوة به لإلغاء الحجز الخاص بها. لم يعد التحرش مقصورا على المنظمات الحقوقية ولكنه امتد ليشمل المؤسسات الثقافية الاجتماعيه «كالروتارى»، ولم يعد عقد الندوات هو الممنوع ولكن حتى اجتماع ضيق مع بعض المرشحين للبرلمان لم يعد من المسموح عقده. لم يعد نشطاء حقوق الإنسان هم المحاصرون وحدهم، اتسع الحصار ليشمل «مستشار لرئيس سابق للجمهورية» ورئيس الجهاز المركزى للمحاسبات وأحد أعضاء الفريق الاقتصادى للرئيس الحالى. الدولة التى تخشى من تنظيم تدريب على المساواة أو ندوة عن اكتشاف المريخ أو مناقشة لوضع خطه لمكافحة الفساد، هى دولة ضعيفة، يكشف ضعفها ذلك الرعب الذى تشعر به من أى تحرك لمجموعات من المواطنين يريدون أن يشاركوا فى صياغة ورسم مستقبل وطنهم بالطريقة التى يختارونها. الدولة القوية التى تستند حكومتها إلى رضاء الشعب بها وموافقته على سياستها لا تخشى من حركه المجتمع المدنى ولا تعتبر وجوده خطر على وجود حكامها فوق مقاعدهم ولا تسعى إلى تكميم الأفواه «لدواع أمنية»!!. فى تصريح منسوب إلى الصديق ياسر رزق قال: «إن رئيس الجمهورية يبكى على حال فقراء هذا البلد وإنه يضع نظارته السوداء كى يخفى أثر بكائه عن العيون». الرئيس يتعين عليه أن يخلع نظارته السوداء حتى يرى آثار السياسات التى يطبقها على الأرض. لو استمر تطبيق تلك السياسات فأغلب الظن أننا جميعا لن نبكى دموعا، سنبكى دما، إلا لو قرروا منع البكاء «لدواع أمنية».

التعليقات