بعيدًا عن الحكومة - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 5:09 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعيدًا عن الحكومة

نشر فى : الإثنين 26 يوليه 2010 - 9:57 ص | آخر تحديث : الإثنين 26 يوليه 2010 - 9:57 ص

 لدى فكرة أرجو أن تبحثوها، وأن تنقحوها كما شئتم بالتعديل والإضافة، كما أرجو أن تكون حافزا لأفكار جديدة تجعل عيشنا أهنأ.. فى مصر عدد لا بأس به من المليونيرات، ماذا لو قررت كل مجموعة تنتمى إلى محافظة بعينها أن يتضامنوا معا لحل بعض المشكلات التى تواجهها محافظتهم.

تخيلوا لو أن عشرة مليونيرات من كل محافظة خصص الواحد منهم عشرة ملايين جنيه من أرباحه السنوية للمحافظة التى نشأ فيها، خدمة لأهله وردا لجميلهم، سيتجمع لدينا مائة مليون جنيه يمكن توجيهها لبناء وحدات صحية أو مدارس أو تعبيد طرق أو إقامة مشروعات صغيرة لتشغيل العاطلين من الشباب، بشرط أن تدار هذه الأموال وتحدد أولويات إنفاقها بواسطة رجال الأعمال المشاركين فى البرنامج.

بعد 5 سنوات فقط، ستتغير حياة الناس فى قرى ومدن المحروسة.
هذه الفكرة تحقق أكثر من هدف: استعادة معانى التكافل الاجتماعى وتقريب الهوة النفسية بين الأغنياء والفقراء الذين يجمعهم وطن واحد ومصير مشترك، تحقيق قدرا معقولا من اللامركزية فى حل المشكلات المستند إلى اختلاف أولويات الإنفاق بين قرى ومدن المحافظات المختلفة، تأكيد معنى العمل العام والقدرة على الإنجاز دون انتظار موازنة الدولة، الإنفاق الرشيد للأموال، لأن المساهمين لن يقبلوا أن تسرق أموالهم أو توزّع رشاوى على المحاسيب كما يجرى عادة فى المشروعات الحكومية، تأكيد المساواة بين أبناء الوطن الواحد من أقباط ومسلمين، لأن المساهمات وسبل الإنفاق لن تفرق بين الناس، ولن تدار لتحقيق مآرب سياسية أو انتخابية، ولن يقوم عليها نواب موقرون فى مجلسى الشعب والشورى أو رجال نافذون فى الحكومة والمعارضة، ولا طبعا أعضاء فى الجماعة.

لو قدّر لهذه الفكرة التى أتوجّه بها لجماعة رجال الأعمال المصريين أن تدخل حيز التنفيذ، فإن أفكارا مشابهة ستتداعى، وستتدفق أنهار العطاء لتروى كل فقير ومحتاج فى مصر.
لست حالما، لكننى أعرف أن فى شعبنا خيرا كثيرا، وأن النسبة الغالبة من أغنياء هذا البلد محبون للخير حريصون عليه، يخافون الله ويعرفون حقه وحق وطنهم عليهم، فقط ينقصهم أن ينظّموا عملهم بصورة تعمم الفائدة وتعظّمها.
دعك من الحكومة والتوريث والفساد، هذا حديث لن ينتهى، تعالوا نبحث عن بدائل لتحسين حياتنا بدلا من البكاء على لبن الحكومة المسكوب، والانتظار بين اليأس والرجاء على عتبتها الخضراء.

نريد أن نعمل معا لتحسين حياتنا، فهذا وطننا الذى يعيش فينا ونعيش فيه.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات