يقف المصريون اليوم على أبواب الأمل، وخلال ساعات، سيكون لديهم رئيس منتخب، وهى الخطوة الثانية من خارطة الطريق التى أقرتها ثورة 30 يونيو، بعد كتابة الدستور والاستفتاء عليه فى يناير الماضى، بمشاركة أكثر من 20 مليون ناخب، بلغت نسبة من قال منهم نعم أكثر من 98%، على الرغم من أجواء الإرهاب والتخويف التى أشاعها الإخوان وتوابعهم، وهو مشهد من المتوقع أن نشهد مثيله اليوم وغدا، لتتبقى أمامنا الانتخابات البرلمانية، وهى الاستحقاق الأخير لخارطة طريق ثورة يونيو.
وفى حالة فوز المشير السيسى بإذن الله، وهو ما أتوقعه وأتمناه، ستبدأ فورا مرحلة جديدة من الأمل والعمل، تنفيذا لبرنامج واقعى وطموح نشرت ملامحه العريضة على موقع حملة المشير الرئاسية، ونشرته كل الصحف الحكومية والمستقلة فى 21 مايو الحالى، مجيبا على تساؤلات كثيرين أرادوا مزيدا من التفصيل لبرامج المرشحين، وهذا حقهم، وبرأيى فإن برنامج المشير بما اشتمل عليه من رؤى وتصورات، يمثل بعثا جديدا لمصر.
سأشير فقط إلى بعض مااشتمل عليه البرنامج الذى أتصور أنه يفتح أبوابا واسعة للأمل إن شاء الله.
تحدث البرنامج عن استحداث نظام متكامل للرى، يحقق وفرا قدره 10 مليارات متر مكعب من المياه، ويستفيد من مياه الصرف والمياه الجوفية، بما يزيد من مساحة الرقعة الزراعية، فضلا عن استخدام تقنيات جديدة فى الزراعة بنظام الصوب متعددة الطوابق، والتى تستهلك 10% فقط من المياه التى تستهلكها المساحات المثيلة، وتعطى إنتاجية تعادل 8 أضعاف ما يعطيه الفدان فى طرق الزراعة التقليدية.
تحدث البرنامج أيضا عن استحداث 26 مدينة ومركزا سياحيا و22 مدينة للصناعات التعدينية تغطى محافظات مصر جميعها، وكذا استحداث منطقة تجارة حرة فى طور سيناء، وطرح 8 مطارات دولية جديدة و3 موانىء بحرية للاستثمار، وإطلاق مشروعات طاقة كهربية متجددة لتوليد 10 آلاف ميجاوات من الكهرباء فى العوينات وأسوان والفيوم، وإنشاء مدينة صناعية كبرى فى العريش، وإنشاء شبكة طرق واسعة لخدمة هذه المشروعات التنموية التى تقدم ملايين من فرص العمل الحقيقية للشباب، تتراوح بين أربعة آلاف وخمسة آلاف كيلومتر، والبدء فورا فى مشروع تنمية قناة السويس.
فى البرنامج أيضا، انشاء مليون وحدة سكنية للشباب ومحدودى الدخل، وتجديد وتطوير العشوائيات، وتوجيه استثمارات الأوقاف لبناء المدارس والمستشفيات.
ثمة تفاصيل أخرى كثيرة اشتمل عليها مانشر من برنامج المشير، وجميعها يستهدف تحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر وتأمين وصول الدعم لمستحقيه، فضلا عن إجراءات أخرى لتطوير المنظومة التشريعية بما يحاصر الفساد ويقلص تأثيراته فى حياتنا، ونظام ضرائبى جديد يزيد موارد الدولة، ويقلص الفوارق بين طبقات المجتمع، لصالح الفئات الأكثر احتياجا، واهتمام واضح بالتعليم والبحث العلمى والصحة.
لا يقوم برنامج السيسى على شعارات، ولايقدم وعودا لايستطيع تنفيذها، ولايعدنا كما قلت سابقا بأنهار من اللبن والعسل المصفى، بل يطالبنا بمزيد من العمل والجهد والإخلاص، ويعتبرنا عصاه السحرية التى سيحقق بها أمله وآمالنا.
انتخاب السيسى برأيى لايستعيد الدولة التى تفككت بعد ثلاث سنوات من الثورة، وأوشكت على السقوط فى سنة حكم الإخوان البائسة، وإنما يبعث الأمل فى بناء مصر جديدة، قوية قادرة مستقلة، تعمل كثيرا .. وتتكلم أقل.