تحولات الميدان - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 1:00 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تحولات الميدان

نشر فى : الإثنين 25 يوليه 2011 - 9:07 ص | آخر تحديث : الإثنين 25 يوليه 2011 - 9:07 ص

 لن تتوقف محاولات الوقيعة بين الشعب والجيش، وستتواصل عمليات إنهاك المجلس العسكرى واستدراج الشرطة العسكرية لمواجهات مع المتظاهرين، عبر استفزازات ممنهجة وشعارات صاخبة تطالب بعزل المجلس العسكرى «المتواطىء ضد الثورة».

لست من أنصار نظرية المؤامرة، لكن بوسع كل ذى عينين أن يرى المخطط بوضوح...

مسيرة المعتصمين إلى مقر وزارة الدفاع بالعباسية، جاءت بعد ساعات من تكليفات المشير الثمانية عشر لحكومة شرف الجديدة، والتى تضمنت أولوية استعادة الهدوء والأمن والإعداد للانتخابات البرلمانية والرئاسية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتعديل نظام الضرائب بما يضمن عدالة توزيع الثروة، وأيضا «سرعة اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد من أفسدوا الحياة السياسية خلال الفترة الماضية أو شاركوا فى ذلك».

أليس هذا هو ما يطالب به المعتصمون؟

سمعت بعضهم يقول إن الهدف من المسيرة كان المطالبة بحقوق الشهداء، وبحسب علمى فإن صندوق الشهداء قرر صرف 1500 جنيه لكل أسرة شهيد شهريا، وبدأ ذلك بالفعل منذ الشهر الماضى، كما أن الحكومة استجابت لمطلب علانية المحاكمات، وشاهد الناس محاكمة الفقى والشيخ على الهواء مباشرة من قاعة المحكمة، كما تقرر تفريغ دائرة قضائية لمحاكمة رموز النظام السابق، وتنحى القاضى عبدالسلام جمعة ــ الذى دار جدل حوله ــ عن نظر القضايا.

لماذا كانت المسيرة إلى وزارة الدفاع إذن؟

هل يشك المعتصمون أن صوتهم يصل إلى العالم كله، وفى «التحرير» عشرات الصحفيين والمراسلين العرب والأجانب، وفضائيات من جميع بقاع الأرض تنقل على هواها؟

أرجو أن تلاحظ ثانيا أن بعض الائتلافات فى التحرير رفضت حكومة شرف قبل تشكيلها، وقالت حركة «الديمقراطية الشعبية» إن استمرار حكومة شرف «مناورة والتفاف على مطالب الثورة» وأنه ــ أى شرف ــ قفز على الثورة لإجهاضها والتحضير لثورة مضادة!

وطالب المتحدث باسم «اتحاد الثورة للتغيير السلمى» بإقالة شرف لأنه «من أمانة سياسات الحزب الوطنى»!

وكنا نظن ــ لغفلتنا ــ أن شرف الذى يترأس الحكومة منذ أربعة أشهر، جاء إلى الوزارة على أعناق ثوار الميدان.

إياك أن تصدق أن ميدان التحرير اليوم، هو ذاته الميدان الذى توحد فيه المصريون على قلب رجل واحد، كى يزيحوا نظاما فاسدا مستبدا جثم على أنفاسهم ثلاثين عاما.

بات «التحرير» مخترقا ومستبدا، والرافضون لاستبداده يتعرضون لحملات شرسة من التخوين والإقصاء، وعن يمينى وعن يسارى أكاديميان وكاتبان رائعان، هما معتز بالله عبدالفتاح وعمرو حمزاوى، ناصرا الثورة منذ البداية، وقدما إسهامات فكرية مبدعة لترشيد مساراتها ومساعدتها على بلوغ أهدافها، لكنهما لم يسلما من الهجوم، حين عارضا «هرتلات» تصدر عن أصوات جامحة غير مسئولة ــ ولا أقول مأجورة ــ تطالب بعزل المجلس العسكرى وإقالة المشير، وهو نفس ما واجهه الأستاذ فهمى هويدى حين انتقد الميدان فى مقاله «جمهورية التحرير الشقيقة».

الميدان الآن يدار من الخلف، ويمتثل باقتدار لمقولة الرئيس المخلوع حين حذر معارضيه «أنا أو الفوضى».

نظفوا الميدان من الخونة والمرتزقة وفلول النظام السابق، أعيدوا له نضارته كى يصبح عونا للثورة لاعبئا عليها، فالميدان ليس صنما، ونحن لسنا عبيدا.

واعلموا أن قامة الميدان تعلو حين يصبح صوت مصر، وتتقزم حين يصبح صوت ذاته، وتتلاشى حين يتلفه الهوى.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات