الراقصون على جثة الوطن - نادر بكار - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 4:32 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الراقصون على جثة الوطن

نشر فى : الثلاثاء 25 يونيو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 25 يونيو 2013 - 8:00 ص

الحشد والحشد المضاد؛ العنف والعنف المضاد، القتل على هويةٍ وسمتٍ إسلامى أمام تحريضٍ سبق ولايزال مستمرا ضد المخالفين ورميهم بالكفر والنفاق... كلها مقدمات ٌمنطقية لنتيجة ٍكارثية يعلم الجميع حتمية وقوعها إذا استمرت عجلة الفتنة فى الدوران لا يوقفها عاقل.

 

نعم... من حق الملايين أن تخرج للتعبير عن رأيها المعارض للنظام يوم ٣٠ يونيو طالما التزمت سلمية الأداء ومن حقها ألا يزايد أحد ٌعلى وطنيتها فضلا عن ألا يزايد على دينها أو أن يسارع فى اتهامها بالنفاق.

 

ومن حق مؤيدى الرئيس كذلك أن يختلفوا مع هؤلاء فى رأيهم ويسلكوا مسلكا مغايرا طالما التزموا بدورهم كف الأذى عمن خالفهم.

 

ومن حقنا أيضا بل من واجبنا أن نحذر هؤلاء وهؤلاء من أن يكون الهرج يوم ٣٠ يونيو هو سيد الموقف بحيث لا يدرى القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قُتل... من واجبنا أن نذكر الجميع بحرمة سفك الدماء المعصومة سواء أكانت لمسلمين أو لمسيحيين.... من واجبنا أن ندق ناقوس خطر الفوضى الشاملة التى لن تبقى ولن تذر.

 

تصريحات منصة الجمعة الماضية جمعة الحادى والعشرين من يونيو سكبت مزيدا من الوقود على نار الفتنة بدلا من أن تكتفى بالتظاهر السلمى الذى نعتبره أحد أهم مكتسبات الثورة... أتت لتستفز مشاعر العدوانية عند عموم الشعب المصرى الذى أحس بالغربة داخل وطنه.

 

وكان الأكثر إثارة للاستهجان هو استمرار ابتذال الشريعة للحد الذى تُصبح به أداة تهديدٍ وترويع للبسطاء ٍ على ألسنة من يدعون انتماء للدعوة الإسلامية.

 

التغطية على سياسات إدارية ٍفاشلة بزعم الدفاع عن الشريعة سلوكٌ يدل إمَّا على عصبيةٍ جاهلية خلقها فهم ٌمغلوط ٌ يعتبر الأشخاص والجماعات منزهين عن الخطأ نزاهة الإسلام نفسه، أو هو تعمدُ دغدغة مشاعر الملايين لاستخدامهم مطية لتثبيت نظامٍ حكم ٍلا شرعا طبق ولا فتنة وأد.

 

لا يظنن أحد ٌ أنه لو حدث اقتتال ٌبين أبناء الوطن فإن ثمة فائزا يستطيع حسم النزال لصالحه... بل الأمر المؤكد أنه ان يجد من بقايا الوطن إلا جثة هامدة ليرقص عليها ابتهاجا بنصرٍ زائف مزعوم.