إلى وزير التربية والتعليم - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 5:09 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إلى وزير التربية والتعليم

نشر فى : الإثنين 25 يناير 2010 - 9:20 ص | آخر تحديث : الإثنين 25 يناير 2010 - 9:20 ص

 لم تعجبنى الطريقة التى تم بها إقصاء وزير التعليم يسرى الجمل، كما لم تعجبنى الطريقة التى استقبل بها الوزير الجديد أحمد زكى بدر، فالأول نُحّى مغدورا، والثانى يحاكم على إرث والده وزير الداخلية المثير للجدل زكى بدر، حتى قبل أن يصعد إلى مكتبه بالمنيرة.

المعلومات المتوافرة عن وزير التعليم الجديد، وما يقوله من يعرفونه عن قرب، تشير إلى أنه رجل مستقيم، حازم ومنضبط، وهو بالضبط ما نفتقده فى التعليم كما فى شتى المواقع الخدمية والإنتاجية: الاستقامة والحزم والانضباط.

وأمام وزير تعليم بهذه المواصفات فرصة تاريخية ليصنع لنفسه مجدا تذكره له الأجيال التالية، إن هو نجح فى تحقيق عدد من الأمور البسيطة بالغة الأهمية:

* إعادة الاعتبار إلى العلم، رمز الوطن، الذى كانت تحيته فى طابور الصباح أمرا مقدسا، تسبقه لحظات من الصمت المبجل، ترتفع فيها راية مصر خفّاقة، نتابعها بعيوننا وقلوبنا حتى تستقر فى أعلى نقطة على السارية، ثم نهتف لوطن يجمعنا تحت سمائه أقباطا ومسلمين، والذين لديهم أبناء فى التعليم يعرفون أن كثيرا من المدارس ألغت تحية العلم، وأكثر منها ألغت الطابور نفسه.

* مطاردة من يبثون سموم التطرف والفرقة بين التلاميذ من المعلمين، واجتثاثهم من هذا القطاع الأكثر تأثيرا على عقول النشء ووجدانهم، فما نحصده بعد سنوات، هو حصيلة ما يزرعه هؤلاء، ويا لمرارة الحصاد.

* استعادة التعليم من أيدى القراصنة الذين اختطفوه: عبقرى الكيمياء وفيثاغورث الرياضيات وسقراط الفلسفة وابن سيبويه اللغة العربية، مقاولى السناتر والدروس الخصوصية والملخصات الذين حولوا العلم إلى بيزنيس، فأهانوه ودنسوا شرف مهنتهم.

* البدء فورا فى التخطيط لبناء عدد من المدارس يماثل ثلاثة أضعاف العدد الحالى،فالتكدس هو السبب الرئيسى لضعف التحصيل وتفشى وباء الدروس الخصوصية،وهذا أمر ممكن لو أحسن استثمار الموارد وجذب تبرعات رجال الأعمال إلى ما يفيد.

لا حاجة بنا إلى مطالبة الوزير بتحسين أحوال المعلمين ومضاعفة رواتبهم، فقد كان ذلك أول ما صرح به عقب توليه الوزارة، ولا حاجة بنا أيضا إلى مطالبته بتتبع الفساد والمفسدين فى وزارته، فما يشاع عنه يؤكد أنه سيفعل.

هل تريدون مشروعا قوميا نلتف حوله للسنوات الخمس المقبلة؟، هل تريدون ما يمنحنا أملا فى الغد ويأخذ بيدنا إلى المستقبل ويلحقنا بأمم سبقتنا؟، هل نحن جادون فعلا فى الخروج من النفق المظلم وحالة الركود التى طالت واستطالت؟، ليكن التعليم هو مشروع مصر القومى، نلتف حوله جميعا دون مزايدة ولا شعارات.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات