لماذا يجب أن ترحل؟ - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 5:02 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لماذا يجب أن ترحل؟

نشر فى : الإثنين 24 يونيو 2013 - 9:30 ص | آخر تحديث : الإثنين 24 يونيو 2013 - 9:30 ص

هل نجرى انتخابات رئاسية مبكرة ليأتى رئيس قادر وكفء، أم نستمر مع الفشل والانهيار ثلاث سنوات أخرى حتى نهاية فترة مرسى الرئاسية؟

 

هذا هو السؤال الذى ينبغى أن يطرحه كل وطنى محب لبلده على نفسه،وإجابته تستلزم بالضرورة البحث فى إنجازات مرسى بعد عام كامل من ولايته، كما أنها تستدعى سؤالا آخر عن شرعية الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، وهل تناقض أصول الديمقراطية والاحتكام للصندوق أم لا؟

 

نبدأ بالإجابة عن السؤال الأخير.

 

لا يمنح الصندوق الفائز صلاحيات مطلقة ليعبث كيفما شاء، خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بمقدرات أمة وحياة الملايين من البشر، إنما هناك عقد يلزمه بأن يتصرف على نحو يحقق مصلحة الناس جميعا، من انتخبوه ومن لم ينتخبوه، فإذا أخل بشروط العقد وجب خلعه واختيار غيره.

 

تخيل مثلا أنك أجّرت شقة سكنية لأحد الأشخاص، فقرر أن يحيلها إلى محل تجارى، ألا يعد هذا مخالفة لبنود العقد تستوجب فسخه، ثم تخيل أن هذا الشخص قرر أن يهدم العمدان ويزيح الحوائط ويلعب فى الأساسات لتوسيع مشروعه، هل تتركه يفعل ما يشاء بحجة أن العقد لم تنته مدته، أم تسرع لفسخ العقد قبل أن ينهار البناء كله على رءوس السكان؟

 

الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة إذن إجراء ديمقراطى تماما، ينبغى ألا تخيف الرئيس بل عليه أن يسعى لها تأكيدا لشرعيته، إلا إذا كان متأكدا من عدم رضاء الناس عن أدائه،أو راغبا فى مواصلة التدليس عليهم وخداعهم ليبقى فى الحكم، تحقيقا لمآرب تخصّه وتفيد جماعته والمتحلقين حوله.

 

هذا يقودنا للحديث عن إنجازات الرئيس.

 

لن أحدثك عن طائر النهضة الذى هوى، وعن خطة المائة يوم التى تأكدنا بعد 365 يوما أنها كذبة كبيرة، لن أحدثك عن احتقاره للقانون والدستور وفكرة الدولة والمؤسسات، لن أحدثك عن انحيازه لجماعته وأهله وعشيرته الذى بات واضحا لكل ذى عينين، لن أحدثك عن حنثه بقسمه ومخالفته لوعوده، لن أحدثك عن فشله فى إدارة جميع الملفات السياسية والاقتصادية حتى صرنا بفضله مسخة بين الأمم، ونموذجا لدولة فاشلة وفق تصنيف المؤسسات الدولية المحايدة.

 

 أحدثك عن انجازه الأكبر الذى حشد له أتباعه وكتبته وإعلامييه، حين قالوا لنا إننا نوشك أن نحقق اكتفاءنا الذاتى من القمح، وإننا سنحقق 9.5 مليون طن، وقذفوا به ليلقى خطبة وسط المزارع، وبدأ على أنغام أغنية القمح الشهيرة، وهتاف «مجموعة منتقاة» من المزارعين، يبشرنا بالاستقلال عن الشرق والغرب «لأن من لا يملك غذاءه لا يملك قراره»، فإذا بالأرقام الرسمية تؤكد أن ما تم توريده من القمح لم يتجاوز حتى الآن 3.6 مليون طن!

 

هذا نموذج للأكاذيب التى تتواصل منذ سكن مرسى الاتحادية، وبركت جماعته وأتباعها على أنفاسنا.

 

 والمسألة كما ترى لا علاقة لها بالإسلام وشرع الله كما يقولون، لأنه ثبت لدينا، وبالتجربة، أننا أكثر إيمانا وصدقا وإخلاصا واستقامة، من كل هؤلاء الذين يطنطنون ليل نهار باسم الاسلام، والذين احتشدوا لنصرة مرسى فى الاستاد وفى مدينة نصر.

 

ليس عندى أمل كبير فى أن يدرك الرئيس أنه غير جدير بحكم مصر، وأن استمراره لعام آخر يعنى مزيدا من الفشل والتردى والانهيار، ولا أتصور أنه سيتخذ موقفا مسئولا ينهى به حالة الاحتقان التى تزداد يوما بعد آخر، لأنه فى الحقيقة لا يملك قراره، ولأنه كما قلت لكم من قبل، طرف أصيل فى المشكلة ولن يكون أبدا جزءا من حلها.

 

لكن ثقتى بلا حدود فى قدرات شعبنا على إزاحة الغمّة.. وتعديل المعوّج.

 

...وغدا لناظره قريب.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات