الوجه الأوروبى البشع! - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 2:57 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الوجه الأوروبى البشع!

نشر فى : الأربعاء 24 فبراير 2010 - 10:15 ص | آخر تحديث : الأربعاء 24 فبراير 2010 - 10:15 ص

إذا دافع فلسطينى عن أرضه وقاوم المحتل وقتل أحد جنوده أو مستوطنيه فى الضفة الغربية أو قطاع غزة فهو فى نظر أوروبا وأمريكا، بل وبعض العرب إرهابى عتيد ينبغى حصاره ومطاردته وتجويعه وقتله.

لكن إذا قامت «دولة» إسرائيل عبر جهاز استخباراتها «الموساد» بانتهاك سيادة الإمارات واستخدمت شبكة اتصالات وبطاقات إئتمان وجوازات سفر أوروبية مزورة وقتلت مواطنا عربيا وتركت صور المجرمين على كاميرات الشوارع والفنادق، فإن كل ما فعلته أوروبا ــ بعد صمت مريب ــ هو بيان استنكار لم يذكر إسرائيل بالاسم.

فى أوروبا وأمريكا والغرب هناك الكثير الذى يدعو للانبهار مثل الحريات غير المحدودة خصوصا حرية التعبير والشفافية والديمقراطية والتقدم العلمى، لكن هناك وجها بشعا ومنافقا حينما يتعلق الأمر بالعرب والمسلمين وإسرائيل. فى كل مرة نحاول نسيان هذا الوجه وتذكر الوجه المضىء تصدمنا أوروبا بأن كل ما تقوله عن حقوق الإنسان مجرد هراء عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.

تخيلوا المشهد مقلوبا.. لو أن دولة عربية هى التى حاولت قتل عميل استخبارى لإسرائيل فى عاصمة دولة ثالثة ولتكن أوروبا مثلا.. ولماذا نتخيل.. وقد رأينا أمريكا ومعها أوروبا ومعظم العالم تقيم الدنيا ولا تقعدها، لأن مواطنا مسلما من نيجيريا هو عمر فاروق عبدالمطلب اتهم بمحاولة تفجير طائرة كانت متجهة من امستردام إلى ديترويت. وفورا تم تكريس الصورة الذهنية بأن كل المسلمين إرهابيون حتى لو ثبت العكس. هل تذكرون عندما سارع كثيرون لاتهام عرب ومسلمين بأنهم وراء تفجير أوكلاهوما فى عام 1995، ثم تبين أن الفاعل ينتمى إلى منظمة أمريكية يمينية متطرفة.

منظمات حقوق الإنسان الدولية تلعب دورا مهما لفضح التعذيب فى العالم، إلا إذا تعلق الأمر بإسرائيل فيصاب الجميع بالخرس، لكن يتم إقامة موالد وحفلات مستمرة لتجريس السودان على ما يحدث فى دارفور، لسنا ضد فضح المستبدين فى كل مكان، لكن إذا شهرت هذه المنظمات بالبشير فعليها ألا تنسى أن هناك مجرمين طلقاء مثل نتنياهو وباراك وليبرمان وليفنى.

حماس ورغم أى خلاف بشأن دورها الملتبس فهى فى النهاية حركة مقاومة، تدافع عن وطن محتل، أما إسرائيل وطبقا لكل المواثيق الدولية فهى دولة احتلال تصر على سرقة وطن فى وضح النهار واستباحة سيادة كل دولة جوارها، لا ألوم إسرائيل، لأنها تعتمد البلطجة منهجا.

الوجه الأوروبى الرسمى البشع وضح أثناء اصطفافه خلف الولايات المتحدة فى غزو العراق عام 2003، باستثناء بعض الاحتجاجات الشعبية، ثم تكرس فى السكوت على الجرائم الإسرائيلية، وانفضح فى عملية اغتيال كادر حماس العسكرى محمود المبحوح فى دبى الشهر الماضى.

هذا النفاق الأوروبى والتبجح الأمريكى وازدواجية المعايير فيما يتعلق بتجاهل جرائم إسرائيل مقابل دمغ كل مقاوميها بالإرهاب، هو الذى يدفع لزيادة التطرف عربيا وإسلاميا.

وفى ظل هذا المناخ المصحوب بالعجز العربى والهوان غير المسبوق، علينا ألا نتفاجأ بما حدث صباح الأحد الماضى فى شارع عدلى أمام المعبد اليهودى.  

عماد الدين حسين  كاتب صحفي