كلاهما يدفع عربة الوطن إلى المنحدر - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 1:29 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كلاهما يدفع عربة الوطن إلى المنحدر

نشر فى : الجمعة 24 يناير 2014 - 1:30 م | آخر تحديث : الجمعة 24 يناير 2014 - 1:30 م

عربة الوطن على رأس منحدر شديد الخطورة، وباستماتة غير مسبوقة يدفعها لاقتحامه والانحدار معه معسكران يبدوان فى الظاهر متنافرين أشد ما يكون التنافر، لكنهما فى الحقيقة يدفعان العربة معا بنفس القوة والحماسة حتى لتكاد كل الكوابح (الفرامل) الوطنية أن تخور قواها وتُسلم العربة لقدرها المحتوم.

معسكر الإخوان ومن دار فى فلكه، وهؤلاء عرضنا لتشغيبهم ودعوتهم إلى الفوضى العارمة فى غير مناسبة، ومعسكر آخر يتجاهل كل المؤشرات على خطورة الوضع الحالى وازدياد حنق ونقمة قطاعات جديدة من الشعب على سياسات النظام الحالى وممارساته، بدءا من الملاحات الأمنية مرورا بقانون التظاهر وليس انتهاء باتهام إعلان تليفزيونى يعتمد على شخصية من العرائس المتحركة بالتشجيع على الإرهاب.

المعسكر القمعى داخل حكومة الببلاوى مصر على الوقوع فى براثن نفس الأخطاء الفادحة التى وقع فيها سابقاه لا يكاد يترك منها خطأ واحدا وربما من أعظمها فداحة اكتساب عداوات جديدة مع كل إشراقة شمس.

صناعة الأعداء كان فنَّا اتقنه نظام مرسى بصورة مذهلة، مع كل قرار وعند كل توجه كان يفتح على نفسه أبواب عداوات جديدة ليس فى الداخل فقط بل وحتى على المستوى الدولى، والغريب أن النظام وقتها لم يكتف بذلك، بل سعى باقتدار فى المرحلة التالية لصناعة الأعداء إلى إعطائهم جميعا المبرر الكافى ليحتشدوا ضده فى خانة واحدة ينسون فيها أو يتناسون خلافاتهم ولو مؤقتا لتتوحد جهودهم باتجاه إزاحة خطر يتهدد وجودهم، وهذا بالضبط هو ما تكرره حكومة الببلاوى بوتيرة أشد تسارعا.

فالعقلية الانتقامية التى يدير بها بعض الأمنيين معركتهم مع ثوار يناير ورطت النظام الحالى وعلى رأسه المؤسسة العسكرية كثيرا، وأعطت انطباعا للكثيرين أنه يسير على درب سابقه فى استعداء الجميع واستبقاء مناصريه بل والمتزلفين له وحدهم دون غيرهم.

ويُظهر عزوف قطاع لا يستهان به من الشباب عن المشاركة فى استفتاء تعديلات الدستور رد فعل مباغت غير متوقع على حملة التشويه والاغتيال المعنوى التى طالت كثيرا من الرموز الشبابية على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، ويبدو أن الفريق السيسى تحديدا باعتباره الشخصية الأبرز فى النظام الحالى ومعه رئيس الوزراء الببلاوى قد التقطا الإشارة بسرعة تليق بحجم الخطورة، حينما وجهت الحكومة الدعوة إلى كل شباب الثورة للتباحث حول ازدياد نبرة الهجوم على ثورة يناير ورموزها، بل ذهب السيسى إلى أبعد من ذلك بتصريحه أن الطريق مسدود أمام عودة رموز نظام مبارك إلى الحياة السياسية مرة أخرى.