الأمل - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 8:46 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأمل

نشر فى : الإثنين 23 مايو 2011 - 10:05 ص | آخر تحديث : الإثنين 23 مايو 2011 - 10:05 ص

  لا أحد فعل بمصر ما فعله حسنى مبارك وزبانيته، لا أتحدث عن تجريف السياسة وخراب الاقتصاد وانهيار الأخلاق، إنما عن غلق أبواب الأمل.

لم يكن غالبية المصريين يوما شعبا من الأغنياء، بل عاشوا حياتهم منذ عصور الفراعنة وحتى اليوم، أقرب إلى الفقر والعوز منهم إلى الرفاهة والدعة.

وتعرضوا لموجات عاتية من النهب المنظم، فى أزمنة الاستقلال، كما فى عهود الاحتلال، وقد قابلوا ذلك بالصبر الجميل تارة، و بالسخرية وروح الدعابة تارة أخرى، واستعانوا على المعايش بموروث من ورق أصفر يبشرهم: طوبى للفقراء، ويعدهم بدخول الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام، وأعجبهم قول الغزالى إنهم كلما جاعوا زادوا قربا إلى الله، وأرضاهم ما قاله ابن الجوزى من أن الفقر مرض على من ابتلى به أن يصبر وسوف ينال ثوابه فى الآخرة.

لكنهم أفاقوا فى عصر مبارك على تناقض فاضح: أناس محشورون فى جحور بائسة مكدسين فوق بعضهم كالجرذان، وآخرون يشكون من ضيق البراح فى قصور تحيطها ملاعب الجولف وحمامات السباحة.

جامعيون يستجدون وظيفة بثلاثمائة جنيه فى الشهر، ويقرأون عن رواتب بمئات الألوف يحصل عليها من تربطهم صلة قربى بذوى السطوة والنفوذ.

ملايين من الشباب والفتيات تكسر أرواحهم العنوسة وحلم البيت والأسرة، وينفق أحدهم مائة مليون جنيه على سيدة فى أربعة أشهر.

مستورون يعيشون بالكاد على حد الكفاف، ويقرأون عن سهرات يكفى ما يلقى من فضلاتها لإطعام قرية فى الصعيد.

هنا أفاق المصريون، فألقوا بما قاله الغزالى وابن الجوزى جانبا، وانتبهوا إلى ما قاله المقريزى، الذى أرجع تردى الأحوال والمعايش، إلى سوء تدبير الحكام والزعماء، وغفلتهم عن النظر فى مصالح العباد.

كان الأمل هو الذى منح المصريين الصبر على جور الحكام وشدة الفقر، فاستكثره مبارك عليهم، وأسلمهم إلى حالات من اليأس المطبق.

اليوم، لدينا مبادرات كثيرة ومتنوعة تفتح أبوابا واسعة للمستقبل، نريد أن نتجاوب معها ونضيف إليها بالجهد والمثابرة، فما غرس فى ثلاثين عاما من الظلم والقهر، لن نقتلعه فى يوم وليلة.

نريد الآن أن نستعيد الأمل فى الله وفى المستقبل.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات