فى انتظار أن تخيـِّب حكومة (النمنم) ظننا - نادر بكار - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 3:12 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى انتظار أن تخيـِّب حكومة (النمنم) ظننا

نشر فى : الثلاثاء 22 سبتمبر 2015 - 12:10 م | آخر تحديث : الثلاثاء 22 سبتمبر 2015 - 12:10 م

أقل من ثلاثة أشهر ستقضيها ــ نظريا ــ هذه الحكومة الجديدة القديمة، وبغض النظر عن الاحتجاج النُخبوى الذى وصل إلى التذمر أو النقد الشعبى الذى بلغ السخرية، فقد بدأت أسبوع عملها الأول بالفعل، أو بالأحرى مضى من عمرها الافتراضى أسبوع وسط ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة، وتشظ ٍ مجتمعى غير مسبوق، وتحديات أمنية هائلة.. السؤال الأبرز الذى ينبغى على هذه الحكومة من خلال وزرائها أن تترجمه إلى واقع عملى هو سؤال ترتيب الأولويات.. ويليه على الترتيب سؤال الجدول الزمنى للإنجاز .

لو كان الاعتراض ولو بأشد الحملات ضراوة على أحد وزرائها مجديا فى استبداله، فلن يكون مجديا فى استبدال اثنين بل وثلاثة وخمسة.. الأسماء الصادمة كثيرة للأسف، سواء من ناحية الخلفية التاريخية أو من ناحية معيار الاختيار، فليس أمام المراقب والمتابع ــ هذا إذا ماكان إيجابيا وعمليا ــ سوى أن يستبدل حملة الهجوم بأخرى للضغط.. ضغط مراقبة الأداء ومن ثم محاولة التصويب والتصحيح حتى ينقضى ما تبقى للحكومة من أيام وترحل بهدوء !

ما هو أفضل ما يمكننى فعله كوزير لمدة ثمانين يوما ؟ لو أجاب كل وزير عن هذا السؤال بواقعية فسيعفى نفسه ويعفينا من تبعات المعارك الإعلامية اليومية المنتظرة، والمفتعلة فى أغلبها التى تستنزف المزيد من قدرات شعبنا وتبعثر ما تبقى له من أمل .

فلنقرب الأمر بعض الشئ.. إذا ما استطعت سيدى الوزير أيا كان اسمك وموقعك أن تعد ملفا يتناول بالتشخيص الدقيق أبرز ما تعانيه وزارتك من عيوب مزمنة وما واجهته من صعوبات على مدى الفترة الماضية وقدمت ملفا كهذا متضمنا لمقترحاتك حول التصحيح والإصلاح لمن سيخلفك فى منصبك فلن يكون ساعتها فى مقدور منصف ٍأن يلومك على ما قضيت من وقت ٍفى شغل منصب الوزارة. تحسب أن هذا ضرب من المثالية؟ دعنى أؤكد لك أنها أوراق اعتمادك لوزارة جديدة إن كنت ممن يحرص على موقع كهذا !

إذا استطعت طوال هذه الفترة أن تتجنب الظهور الإعلامى وقللت من جرعة تصريحاتك اليومية وسننت بدلا من ذلك سنة حسنة باستصدار بيان إعلامى دورى أسبوعى أو حتى نصف أسبوعى يسرد فى نقاط محددة أهم نشاطات وزارتك بصورة مركزة واضحة مدعمة بالأرقام والمعلومات.. ساعتها فقط ستخيب ظن كل من راهن على فشلك .

سيدى الوزير أعلم أنه من الصعب جدا أن تنسلخ عن قناعاتك الشخصية بين يوم وليلة، بل صعب ٌعليك حتى أن تتظاهر بذلك، وقاس ٍعلى نفسك أن تغض الطرف عن معارك شخصية تتوق إلى الانتصار فيها بالغريزة الشهوانية البدائية، اتفهم ذلك كله.. لكننى أدعوك للتعقل، فقط التعقل وحساب ( تكلفة الفرصة ).. أحبب لنفسك أن يقول الناس عنك هذا رجل قد انتصر على نفسه وحفر انجازه بأظافره.. أحبب لنفسك أن تخيب ظننا!