حسن مبارك وبيتر فرج.. الدين لله والظلم للجميع - نجاد البرعي - بوابة الشروق
الخميس 16 مايو 2024 9:16 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حسن مبارك وبيتر فرج.. الدين لله والظلم للجميع

نشر فى : الإثنين 22 يونيو 2015 - 11:05 ص | آخر تحديث : الإثنين 22 يونيو 2015 - 11:05 ص

كل عام وانتم بخير اسمعوا القصة.. حسن مبارك شيخ فى الستين، يمتلك مكتبا للتجهيزات الفنية بعض عملائه مؤسسات حقوقية مشاغبة.. نهاية مايو داهمت مباحث المصنفات الفنية مكتبه.. صادرت «زنكات» بعض الكتب التى كان يقوم بتجهيزها، تقرير للمركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية عن الشركات المتعددة الجنسيات باسم «فوق الدولة»، ديوان شعر عن الشهيدة شيماء الصباغ بعنوان «على ظهر التذكرة»؛ تقرير لمركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب حول «التعذيب فى مصر».

كانت التهمة طباعة كتب دون الحصول على موافقة مؤلفيها.. تقدم محاموه إلى النيابة بما يفيد انه يطبع تلك الكتب لحساب مؤلفيها!!. لم تأمر النيابة بالإفراج عنه، تغاضت عن موضوع الكتب ووجهت له تهمة الانضمام إلى «٦ ابريل» وحبسته ١٥ يوما.. الشيخ الستينى جرى نقله إلى قسم بولاق الدكرور.. لم تتحمل صحته التكدس الرهيب فى زنزانة القسم فأصيب باختناق، أسعفوه فى المستشفى وقبل ان يتم شفاؤه اعادوه إلى الزنزانة المتكدسة ليموت هناك.

كمان قصة!!، بيتر جلال يوسف فرج، شاب صدر الحكم بحبسه وهو فى التاسعة عشرة من عمره بتهمة خرق قانون التظاهر. بعد عامين فى السجن بدأ الضياء ينسحب من عينى «بيتر».. الشاب العشرينى اصبح «شبه كفيف» يقوده زملاء السجن ليقضى حاجته.. يقول الكاتب شريف اسعد الذى اثار قضية «بيتر» الاسبوع الماضى فى المصرى اليوم «بيتر يا ما شاء الله من الواضح انه بيتم إهماله طبيا عن قصد من أجل تحويله لأول داعشى مسيحى فى مصر على سبيل المعجزة.. الاستفزاز الذى يلاقيه فى رفض علاجه. ونور عنيه الذى ينطفئ يوما بعد يوم وسط صراخ زملائه بطلب العلاج له ولو داخل جدران السجن دون جدوى، يخلق منهم ومن كل المتابعين للقصة كارهين وناقمين!!

لم يعد احد يهتم بما يحدث داخل السجون.. لا نعرف عدد المحبوسين هناك ولا تهمهم ولا نسمع الكثير عن معاناتهم. يموت المسجونون فى صمت من التكدس والحر وسوء التغذية ونقص الرعاية الصحية.. بناء سجون جديدة ليس حلا.. على فتاة العدالة ان تعود كما كانت «عمياء» يتساوى امامها المتهمون، بعد ان رفعت عصابتها الشهيرة العامين الماضيين واصبحت «مبصرة»!!.. يجب ان تتوقف النيابة العامة عن استخدام الحبس الاحتياطى كعقاب، عليها ان تدرك ان تحريات «الأمن الوطنى» لا تصلح وحدها دليل ادانة ولا يصح بناء عليها فقط حبس المتهمين.. الكثير من القوانين الجائرة التى صدرت فى غياب البرلمان يجب إلغاؤها وعلى رأسها قانون التظاهر، بالمناسبة اصدر الرئيس ٣٠٠ قانون خلال عام واحد بمعدل قانون يوميا حتى فى الإجازات.. حسن مبارك وبيتر فرج نموذجان يؤكدان ان فى مصر «الدين لله والظلم للجميع ».

negad2@msn.com

التعليقات