محور المنبوذين - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الثلاثاء 14 مايو 2024 9:40 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محور المنبوذين

نشر فى : الخميس 21 سبتمبر 2023 - 10:00 م | آخر تحديث : الخميس 21 سبتمبر 2023 - 10:00 م
نشر موقع Project Syndicate مقالا للكاتب كارل بيلت، يوضح فيه أسباب استضافة بوتن لزعيم كوريا الشمالية، كيم جونج، إذ يسعى الرئيس الروسى إلى تجديد الود مع كوريا الشمالية استنادا إلى تاريخ العلاقات الجيدة بين البلدين، لتعويض الخسارة فى الحلفاء والذخائر نتيجة غزو بوتين الأراضى الأوكرانية. كما أشار الكاتب إلى خطورة هذا التحالف على أمن واستقرار النظام الدولى... نعرض من المقال ما يلى.
كانت لدى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أسباب واضحة لاستضافة الدكتاتور الكورى الشمالى كيم جونج أون هذا الشهر فى فوستوشنى، الميناء الفضائى الروسى الجديد فى شرق سيبيريا. ونظرا لحربه العدوانية غير القانونية فى أوكرانيا، أصبح بوتين يفتقر إلى الأصدقاء والذخيرة.
يتمتع ميناء فوستوشنى الفضائى بتاريخ مُضطرب. وكان الغرض من تشييده هو استبدال قاعدة بايكونور فى كازاخستان، وكان يُعانى من تأخيرات متكررة وادعاءات بالفساد وسوء الإدارة. أما الآن، فنادرًا ما يتم استخدامه ــ على الرغم من أنه أطلق مهمة المركبة «لونا 25» رفيعة المستوى التى تحطمت على سطح القمر مؤخرًا.
تتمتع العلاقات الروسية الكورية الشمالية بخلفية درامية مماثلة. فى الماضى، كانت العلاقة بين الكرملين ونظام كيم قوية ومُحكمة. ففى نهاية المطاف، كانت كوريا الشمالية الشيوعية فى الأساس من صنع السوفييت، واعتمدت بشكل كبير على الدعم السوفييتى لعقود من الزمان. ومع ذلك، فى أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتى، رأى القادة الروس أنه يمكن تحقيق المزيد من المكاسب من خلال تطوير العلاقات مع كوريا الجنوبية المزدهرة. وقد غيَّر الكرملين موقفه فعليا، وانضم إلى الجهود الدولية (غير الناجحة) لمنع مملكة الناسك من تطوير أسلحة نووية.
الآن تغير الوضع مرة أخرى. وكانت محاولة بوتين لمحو أوكرانيا من خريطة أوروبا سببا فى جعل روسيا منبوذة على المستوى الدولى ــ تماما مثل كوريا الشمالية. وقد وقّعت معظم الاقتصادات المتقدمة فى العالم على فرض عقوبات شاملة ضد روسيا، وأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عدة قرارات تدين حرب بوتين العدوانية. تُشكل الدول القليلة التى انحازت إلى جانب روسيا معرضا دوليا للمؤيدين المُحتالين: إريتريا، وسوريا، ونيكاراغوا، وبيلاروسيا، ومالى، وبطبيعة الحال كوريا الشمالية.
من ناحية أخرى، أعلنت العديد من الدول التى امتنعت عن التصويت فى الأمم المتحدة على نحو متزايد اعتراضها على حرب بوتين. وفى قمة مجموعة العشرين الأخيرة فى نيودلهى، على سبيل المثال، تضمّن الإعلان المشترك الختامى تأكيدًا واضحًا على مبدأ السلامة الإقليمية ــ فى إشارة واضحة إلى العدوان الروسى والأهداف الاستراتيجية المُشينة للكرملين.
لقد توقع بوتين تحقيق نصر سريع عندما شن حربه فى فبراير عام 2022، لكن القوات الروسية فقدت منذ ذلك الحين ما يقرب من نصف ما استولت عليه خلال الغزو الأولى. وبعد ما يقرب من 600 يوم، أصبح الروس عاجزين عن إحراز أى تقدم ويحاولون الدفاع عن أنفسهم فى مواجهة نظام سياسى أوكرانى ديمقراطى مستقل مُصمِم على الدفاع عن حريته.
فى ظل هذه الظروف، حيث يحتاج بوتين إلى أى صديق يمكنه الحصول عليه، تعود كوريا الشمالية فجأة إلى جانب الكرملين. وفى ظل مجتمعه العسكرى الكامل والمخزونات الوفيرة من ذخائر المدفعية السوفييتية القديمة، يبدو نظام كيم أساسيًا للجهود الحربية الروسية المُتعثرة.
لذلك لم يكن أمام بوتين خيار سوى منح الاحترام الكامل لديكتاتور كوريا الشمالية. وعلى الرغم من أن تفاصيل صفقة فوستوشنى ستظل غير مُعلنة، فمن الآمن افتراض أن روسيا ستحصل على الذخيرة فى مقابل العديد من الضروريات التى تحتاج إليها كوريا الشمالية بشدة، وخاصة الغذاء والطاقة. علاوة على ذلك، كان هناك أيضا حديث عن مساعدة روسيا لكوريا الشمالية فى تطوير ونشر الأقمار الصناعية، وهو المجال الذى لم تنجح فيه روسيا على الإطلاق.
أيًا كانت التفاصيل، فلا شك أن الاتفاق ينتهك العقوبات التى فرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية، والتى تم فرضها فى الأصل بدعم روسى. إن ادعاء وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف بأن نظام العقوبات على كوريا الشمالية من اختصاص الأمم المتحدة، وليس روسيا، غير صادق إلى أقصى الحدود.
نشهد الآن ظهور محور للمنبوذين: فقد توحدت البلدان فى استعدادها لانتهاك القانون الدولى من خلال شن الحروب، وتطوير الأسلحة النووية، وانتهاك العقوبات. وتشمل هذه القائمة أيضًا إيران، حيث حصلت روسيا على طائرات كاميكازى بدون طيار لمهاجمة المدن والمدنيين الأوكرانيين.
لكن يتعين علينا إدراك أن التواصل مع دولة مثل كوريا الشمالية يشكل علامة على الضعف الشديد. قد لا تدين الصين والهند العدوان الروسى علنا، لكنهما لم تؤيدا العدوان ولم تبذلا أى جهد لمساعدة جهود بوتين الحربية (باستثناء شراء الهيدروكربونات الروسية). وأيا كان الدعم الذى تستطيع بيلاروسيا، أو إريتريا، أو سوريا، أو مالى تقديمه، فإنه لن يساعد الكرملين على تحقيق أهداف «عمليته العسكرية الخاصة» فى أوكرانيا.
مع ذلك، سيعمل هؤلاء المنبوذون اليائسون على تعميق تعاونهم، وهو ما من شأنه أن يفرض مخاطر جديدة على الاستقرار الإقليمى والنظام العالمى. على سبيل المثال، إذا زودت روسيا كوريا الشمالية بالتكنولوجيات التى تحتاج إليها لتطوير برامجها الصاروخية أو النووية، فمن المحتم أن يخلف ذلك عواقب وخيمة على أمن شمال شرق آسيا.
ربما تفشل روسيا وكوريا الشمالية فى جهودهما الفضائية. لكن من المؤكد أن مخالفتهما للعقوبات وانتهاكهما للقوانين هنا على الأرض سيكون له تأثير مزعزع على استقرار النظام الدولى.
النص الأصلى

التعليقات