عن التسول والمتسولين (4) - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 2:48 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن التسول والمتسولين (4)

نشر فى : الإثنين 21 سبتمبر 2009 - 10:24 ص | آخر تحديث : الإثنين 21 سبتمبر 2009 - 10:24 ص

 على مدى ثلاثة أسابيع، تناولنا ظاهرة التسول باعتبارها سبة فى جبين الوطن، وبيّنا كيف تحول التسول إلى مهنة، وكيف ساهمت سياسات الإفقار التى اتبعتها الدولة فى العقود الماضية، فى إضافة قطاعات من المستورين إلى دائرة المتسولين، والآن نطرح بعض الأفكار لمقاومة الظاهرة..

فى مصر عدد لا بأس به من المليونيرات ورجال الأعمال الذين ينتمون إلى محافظات وأقاليم مختلفة، ماذا لو نظم هؤلاء أنفسهم بحيث يقدمون خدماتهم إلى مدنهم وقراهم الأصلية تحت شعار العودة إلى الجذور.

وأظن أنه سيكون من اليسير أن يتكاتف 100 رجل أعمال للنهوض بالمحافظة التى ينتمون إليها وتنمية قراها وضخ استثمارات لتحسين الخدمات الصحية والتعليمية بها، وتشغيل العاطلين وإعانة العجزة وغير القادرين على الكسب، وفق برامج زمنية محددة وقواعد بيانات صحيحة.

تخيل لو أن 100 رجل أعمال ضخوا سنويا مليار جنيه فى محافظة واحدة، سيتغير شكل الحياة فيها بالتأكيد بعد 5 سنوات على الأكثر.

قدم البروفيسير محمد يونس تجربة فريدة لمحاربة الفقر هى بنك جرامين، قامت أساسا على إقراض الفقراء قروضا صغيرة وفق صيغة تضامنية، تضمن لهم أن يتحولوا من شحاذين أو عاملين بأجور محدودة لدى الغير إلى مستثمرين صغار، وأهم ما فى هذا التجربة التى نجحت فى تغيير حياة مئات الألوف من الأسر فى بنجلاديش، أنها تقرض المحتاجين دون ضمانات، أو بالأصح تعتمد على تضامن مجموعات المقترضين فى تسديد الدين الذى يكون عادة بفائدة محدودة للغاية.

كما أن البنك يذهب إلى المحتاجين بنفسه ولا ينتظر طرقهم لأبوابه، ويساعد المتعثرين على استكمال ما بدأوه، ولا يلاحقهم تحت أى ظرف من الظروف (هناك كتابان تناولا بالتفصيل تجربة بنك جرامين أحدهما كتبه الدكتور مجدى سعيد أحد مساعدى البروفيسير محمد يونس).

مائدة الرحمن واحدة من مظاهر التكافل الرائعة التى تتبدى فقط فى شهر رمضان الكريم، ولدى الأزهر الشريف دراسات عدة عن الكيفية التى تتحول بها مائدة الرحمن إلى مطاعم تعمل طوال العام لإطعام الفقراء والمحتاجين بمقابل زهيد أو بلا مقابل على الإطلاق وفقا للحالة، وأخص هنا دراسة قيمة للدكتور محمد شوقى الفنجرى، يمكن الرجوع إليها لمن أراد، وسيكون بالإمكان فى هذه الحالة توفير عدد كبير من المطاعم فى جميع أنحاء مصر لإطعام المحتاجين.

تنهال على الأزهر الشريف تبرعات سنوية بالملايين لهذه الأغراض وسيكون مفيدا أن يقود هذا الصرح الدينى الرائع الذى يحتل مساحة كبيرة وعميقة فى نفوس المسلمين هذه المبادرات، وسيكون أروع لو توجهت هذه الإعانات إلى جميع المصريين، أقباطا ومسلمين، فنحن جميعا أبناء وطن واحد وفرحنا ومصابنا واحد.

أن تنشط حملات لمكافحة التسول هدفها دراسة حالات المتسولين، وضبط عصابات التسول التى احترفت المهنة وقسّمت مناطق النفوذ فيما بينها، وأضاعت حقوق أصحاب الحاجات الحقيقيين.

أن ينشط الدعاة لتبصير الناس بأن التسول مما لا يرضاه الله ورسوله، وأنه ينتقص من أجر صاحبه ويعرضه هو ومن يسأل إلى امتحان جد عصيب، يقول رسولنا الكريم: «ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتى يوم القيامة ليس فى وجهه مزعة لحم».

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات