لن يكون الأخير - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 5:59 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لن يكون الأخير

نشر فى : الإثنين 21 يوليه 2014 - 9:15 ص | آخر تحديث : الإثنين 21 يوليه 2014 - 9:15 ص

لن يكون الحادث الإرهابى الذى وقع أمس الأول فى الوادى الجديد وراح ضحيته 22 شهيدا من جنود حرس الحدود هو الأخير.

قلنا من قبل، ومع كل حادث إرهابى على الحدود أو داخل المدن، إن معركة مصر مع الإرهاب طويلة وممتدة، وإنها ستستمر سنوات طوالا، فالقوى التى دعّمت الإرهاب وموّلته ورعت عناصره ودربتها داخل الحدود المصرية وخارجها، لن تستسلم بسهولة، ولن تنسى أن ثورة المصريين فى 30 يونيو والتى ساندها الجيش، لم تسقط فقط مرسى وأهله وعشيرته، وإنما أسقطت معه مشروعها لتفكيك المنطقة وإعادة ترسيمها من جديد بما يحقق مصالحها.

لن تنسى قوى الشر تلك، أن جيش مصر العظيم هو الذى أفسد مخططها حين انحاز لإرادة الشعب، وأنه بتماسكه وثباته خلف قيادته، حافظ على مصر من الوقوع فى مصير مشابه لما آل إليه حال دول عدة بالمنطقة، ولذا فإنها تعتبر استهداف عناصره هدفا بذاته، خصوصا بعد العمليات التى شهدتها شبه جزيرة سيناء، والتى صارت ملاذا آمنا للقتلة والتكفيريين، وفر إليها كثيرون من الإرهابيين الذين أطلق مرسى سراحهم، كى يكونوا سنده فى ساعة العسرة.

إياك أن تصدق ما يردده كذبة الجماعة وأبواقها فى الصحف حين يعلنون براءتها من تلك الحوادث، وأن الجماعة مسالمة لم تجنح أبدا إلى العنف، وأنها تمد يدها بالمصالحة فى الوقت الذى تصر «السلطة الانقلابية» على حصارها وإقصائها.

لن أحيلك إلى أدبيات الجماعة ورسائل الإمام، لن أحدثك عن سيطرة القطبيين بأفكارهم التكفيرية العنيفة على مكتب الإرشاد، أريدك فقط أن تستعيد مشهد خطاب منصة رابعة، كربلائيتهم الكاذبة التى كانت تنضح عنفا ودموية وتآمرا واستعلاء، كى تعرف أنه لا فرق جوهريا بين الصفوتين حجازى وعبدالغنى، ولا بين بديع والعريان والبلتاجى وعبدالمقصود وعبدالماجد والزمر،سلسال واحد بعضه من بعض، الخلاف فقط فى التكتيك والتوقيت ولحظة المكاشفة واقتناص الفرصة.

أريدك أيضا أن تستعيد فتاوى القتل وإهدار الدم التى أطلقها القرضاوى ورفاقه، ممن استحلوا دماء عناصر الجيش والشرطة، وحرّضوا ضد الإعلاميين والمخالفين من «العلمانيين الكفرة»، واعتبروا قتلهم جهادا فى سبيل الله.

بعينى رأيت الفرحة تكسو وجوه نفر ممن يخفون إخوانيتهم خلف هذه المقولة البائسة «أنا مش إخوانى بس متعاطف معاهم»، حين استشهد ستة جنود فى كمين مسطرد فى منتصف مارس الماضى، وحين استشهد العميد طارق المرجاوى فى الانفجار الذى وقع أمام جامعة القاهرة، والعقيد أحمد العشماوى والمقدم أحمد العشرى فى الانفجارات التى وقعت أمام قصر الاتحادية فى 30 يونيو الماضى، وغيرها كثير.

ومع كل حدث من هذا النوع، يبدأ العزف فورا على نغمة المصالحة، تماما كما كان البلتاجى يحذرنا من أن عمليات الإرهاب فى سيناء ستتوقف فورا، إذا تراجع السيسى عن انقلابه، وهو ما يؤكد الارتباط الوثيق بين أفكار هذه الجماعات، والعمليات الإرهابية.

بعض المتفذلكين والمتأبطين شرا بثورة 30 يونيو وما تبعها، يقدمون بوعى أو دون قصد خدمات جليلة للجماعة الإرهابية وحلفائها، حين يقللون من حجم التحديات الخارجية والداخلية التى تواجه مصر، ويصورون للناس أنها مبالغات الهدف منها إحكام قبضة النظام الأمنية على البلاد، بل إن بعضهم لا يتورع عن اتهام السيسى وحكومته بافتعالها!

قبل أيام قتلت عناصر من تنظيم القاعدة 14 جنديا من جنود الجيش التونسى، وأمس الأول قتل إرهابيون 22 جنديا مصريا، وتم تفجيرخط غاز العريش..

الإرهاب لا دين له ولا وطن، لكن مصر بعون الله ستنتصر.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات