من يدفع ثمن تصريحات العريان؟ - نادر بكار - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 1:44 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من يدفع ثمن تصريحات العريان؟

نشر فى : الجمعة 21 يونيو 2013 - 9:05 ص | آخر تحديث : الجمعة 21 يونيو 2013 - 9:05 ص

وكأن هذا ما كان ينقصنا أو كأنما هو قد تخصص فى البحث عن المتاعب وافتعال المشكلات.. يتسبب د.العريان بتصريحاته فى اختلاق أزمة دبلوماسية مع دولة الإمارات للمرة الثانية على التوالى؛ فى نفس التوقيت الذى تحتبى فيه أنفاس الجميع وقلوبهم وجلة ٌاستعدادا لكارثة ٣٠ يونيو المرتقبة.

 

ويبدو أن الشعب المصرى بأسره ولعدة أجيال قادمة مضطر وحده لتحمل تكلفة معارك جماعة الإخوان المسلمين التى لا تنتهى داخليا وخارجيا.. ثمن باهظ سيتحمله هذا الوطن من دماء أبنائه التى تهراق فى اقتتال داخلى منشؤه العناد والرعونة تارة؛ وماء وجهه الذى يهراق لإصلاح ما أفسدته الرعونة تارة أخرى.

 

تصريحان للسيد عصام العريان لا يفصل بينهما سوى بضعة أشهر، كلاهما يمس صميم الأمن القومى المصرى ويعرضه لخطر داهم وينقض ثوابت فى السياسة الخارجية المصرية؛ فلم نكد نستفيق من أثر تصريحاته الصادمة التى دافع عنها باستماتة ولايزال حول عودة مزعومة لليهود حتى تفتق ذهن الرجل هذه المرة عن افتعال أزمة جديدة مع دولة الإمارات العربية ليس فقط على المستوى الدبلوماسى بل كان حريصا فى ما يبدو على استعداء المواطن الإماراتى نفسه!

 

أن تستوعب مصر الاخوان والسلفيين والليبراليين وغيرهم بعد الثورة فهذا هو الوضع الطبيعى؛ أما أن تستوعب مصر نفسها وتختزل فى الإطار الضيق لجماعة بعينها أيا كان تصنيفها فهيهات هيهات.. وإذا كان الإخوان عطشى للصراع إلى هذه الدرجة فهذا شأنهم؛ لكن عليهم خوض معاركهم بمعزل عن هذا الشعب الذى سئم الدوران فى فلك الأمزجة الشخصية لحكام كلما عَنَّ لهم شىء هرولوا لتحقيقه.. هذا زمان  قد ولى وفات.

 

لا يكفى تصريح رئيس حزب الحرية والعدالة الذى يتبرأ فيه من عدوانية السيد عصام العريان؛ بل لا بد على الحكومة المصرية أن ترتفع لمستوى مسئوليتها لتعلن بوضوح موقفها من أمثال هذه التصريحات؛ وتوضح لنا الخطوط العامة لسياستها الخارجية ــ إن كان ثمة خطوط ــ بدلا من أن تتركنا نشاهد فصولا مسرحية هزلية متكررة نفاجأ قبل اسدال الستار على مشهدها الأخير باستحقاقنا عن جدارة عداوة القاصى والدانى.