حزن المصريين - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 8:01 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حزن المصريين

نشر فى : الخميس 21 مايو 2009 - 9:21 ص | آخر تحديث : الخميس 21 مايو 2009 - 9:21 ص

 عندما علمنا بخبر عدم سفر السيدة الفاضلة سوزان مبارك إلى لندن لحضور حفل تكريمها من قبل الجمعية الملكية البريطانية للأطباء، شعرنا أن هناك شيئا جللا حال دون سفرها.

فى صباح الأحد علمنا بخبر مرض محمد علاء مبارك المفاجئ ونقله إلى مستشفى الجلاء ثم السفر إلى باريس. وكنا نعلم بالتفاصيل. إلا أن الضمير الإنسانى تغلب على المهنة. فالحزن والمرض الذى يصيب شخصية عامة له خصوصية دائما. لكننا شعرنا بالقلق على الطفل الذى نعرف أنه أجمل ما فى حياة الرئيس والسيدة قرينته، وأحلى ما فى حياة الأب والأم.

فى منتصف ليل يوم الاثنين دق جرس الهاتف، ليسألنى صديق عن خبر وفاة محمد علاء مبارك وهل هو صحيح أم لا..؟

وخلال دقائق لم يتوقف رنين الهاتف. الناس تسأل، زملاء وأصدقاء وأهل، يسألون عن محمد بقلق، وجزع، وخوف، ويختمون سؤالهم بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يتولى الطفل الجميل برحمته.. يسألون ويدعون بمشاعر صادقة وحقيقية، كأنه ابنهم أو أحد أفراد أسرتهم. كانت ليلة من الليالى الكئيبة، التى تشعر فيها بأن قلبك يعانى ضيقا وهما. كان المصريون يسألون أملا فى أن يكون الخبر شائعة من الشائعات السخيفة.. لم يحركهم الفضول. فهذا أمر لا دخل فيه للفضول. إنه فارق مهم.

وفى صباح اليوم التالى تلقيت الخبر كما تلقته مصر كلها بحزن عميق ودفين.
حزن المصريين كان عاما. نحن شعب طيب بالفعل. نتكاتف عند الأحزان وعند المحن وعند الآلام.. كثيرون أشفقوا على الرئيس من وقع الخبر. كثيرون يرونه الأب.

وهو المعروف عنه طيبته الشديدة على الرغم من حسمه وصرامته كرجل عسكرى خدم بالقوات المسلحة طويلا وخاض حروبا عديدة. وكان من الطبيعى أن يمتزج حزن الأسر المصرية بحزن أسرة الرئيس فى مصابها الفادح، الدموع كانت تلمع فى عيون الرجال أثناء مراسم الجنازة، وهم يرون الأب علاء والعم جمال وهما يحملان الجثمان إلى مثواه الأخير.. والشارع المصرى المعروف عنه صخبه وزحامه بدا ساكتا وساكنا فى تلك اللحظات، سكون لم يطلبه أحد، وسكوت لم يتوقعه أحد..

إنه احترام الحزن والألم الخاص لأسرة الرئيس، الذى أصبح حزنا عاما أصاب الجميع.. فهل هناك أفدح من أن يفقد الأب ابنه.. أو أقسى من أن يفقد الجد حفيده؟

إن حزن ملايين المصريين اليوم ممزوج بحزن أسرة الرئيس.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.