ما هى المشكلة مع تصريح ترامب بشأن القدس؟ - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:02 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما هى المشكلة مع تصريح ترامب بشأن القدس؟

نشر فى : الأربعاء 20 ديسمبر 2017 - 10:45 م | آخر تحديث : الأربعاء 20 ديسمبر 2017 - 10:45 م
يثير تصريح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن الاعتراف الأمريكى بالقدس كعاصمة إسرائيل أصداء فى العالم، وللأسف الشديد، يثير العنف أيضا فى منطقتنا. فى إسرائيل أثنوا ثناء جارفا على التصريح، وهناك مَن تذكر قول مناحم بيغن « البديهيات أيضا يجب أن تُقال أحيانا». التصريح يبعث على السرور طبعا، على الرغم من كونه تافها ولا ينطوى على نتائج عملية. إذا كان كذلك، ما هى المشكلة معه؟

فى الواقع، تكمن المشكلة أساسا فيما لم يذكره التصريح. المشكلة الأساسية ليست مكانة القدس كعاصمة لإسرائيل، بل عن أى قدس يجرى الحديث؟

عندما يجرى الحديث عن «القدس الموحدة تحت سيادة إسرائيلية» لا يكون القصد أحياء مثل كريات يوفال أو الهضبة الفرنسية، الواقعتين غربى القدس، أو مواقع تراثية مثل حائط المبكى (حائط البراق) أو الحى اليهودى فى القدس القديمة، الذى سيكون جزءا من القدس الإسرائيلية فى أى تسوية دائمة فى المستقبل.

فمصطلح «القدس الموحدة» يشير إلى توحيد القدس الغربية والقدس الشرقية التى ضُمت إلى القدس فى سنة 1967 بعد حرب الأيام الستة، وتضم هذه المساحة 28 قرية فلسطينية لم تكن جزءا من المدينة، ولم تكن أيضا ما يسميه الفلسطينيون القدس، ويقطنها اليوم نحو 300 ألف فلسطينى، يشكلون نحو 40% من سكان المدينة. هذه الأراضى التى من الواضح أنها فلسطينية وتتصرف على أنها كذلك، تسمى «القدس« على الرغم من أن بلدية القدس وسلطات الدولة فى إسرائيل امتنعت من الوصول إليها، وهى تشكل فعلا مشكلة القدس التى لم يجر حلها. 

لقد كان ترامب على حق عندما أعلن أن حدود إسرائيل فى القدس يجب أن تحدَّد فى مفاوضات مستقبلية مع الفلسطينيين، لكنه امتنع من قول ماذا سيجرى فى الجانب الثانى من الحدود، ولو أنه أشار إلى أن المنطقة التى لن تظل فى إسرائيل ستكون عاصمة فلسطين العتيدة، لكان زاد من فرص اتفاق سلام. ونظرا إلى أنه انتهج لغة أحادية فقد شجع معارضى الاتفاق لدى كلا الطرفين، وبذلك قلل من حظوظ قيام عملية سياسية جدية فى الفترة القريبة. 

إن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أمر ممكن ليس فقط من جانب الولايات المتحدة بل من جانب العالم كله، بمن فيه الفلسطينيون، وحتى الموقف الفلسطينى الرسمى لمنظمة التحرير الفلسطينية هو أن تكون القدس الغربية فى الاتفاق النهائى عاصمة لإسرائيل، إلى جانب أن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين.

يقدم نموذج مبادرة جنيف (مبادرة غير رسمية قام بها كل من ياسر عبدربه ويوسى بيلين سنة 2003)، الذى حظى بموافقة مسئولين كبار من الطرفين، صورة محتملة عن القدس تضم أحياء عاصمتين معترفا بهما لدولتين: القدس الغربية، مع الأحياء اليهودية فى القدس الشرقية والمربع اليهودى فى المدينة القديمة بما فى ذلك حائط المبكى، تحت سيادة إسرائيلية، والأحياء العربية فى القدس الشرقية، وسائر أنحاء المدينة القديمة ومنطقة المساجد فى جبل الهيكل (الحرم القدسى الشريف) تحت سيادة فلسطينية، مع إعطاء الجميع حرية التنقل داخل المدينة القديمة كلها، وإجراء ترتيبات خاصة فى الأماكن المقدسة.

بعد قول البديهيات، وبعد أن اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعبّرت عن التزامها بالسلام فى المنطقة، حان وقت القيام بخطوات شجاعة، والوفاء بوعود السلام. لقد حان الوقت للاتفاق على حدود القدس الإسرائيلية وعلى حدود دولة إسرائيل، وإلى جانبها دولة فلسطينية. إن حل الدولتين سيعزز مكانة القدس كعاصمة شرعية لإسرائيل، وسيحافظ على طابعها اليهودى الديمقراطى. وهذه مصلحة صهيونية عليا.
التعليقات