شهادة عمر قناوى (1) - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 12:00 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شهادة عمر قناوى (1)

نشر فى : الإثنين 20 أغسطس 2012 - 12:25 م | آخر تحديث : الإثنين 20 أغسطس 2012 - 12:25 م

عمر قناوى اسم يعرفه جيدا المثقفون المترددون على منطقة وسط البلد، كما تعرفه كل المظاهرات التى اندلعت فى مصر قبل شهور من قيام الثورة باعتباره ناشطا فى حركة كفاية، شارك فى الثورة منذ بدايتها، وإن لم يذع صيته مثل آلاف غيره، ممن أدوا دورهم حاملين أرواحهم على أكتافهم حتى خلعوا مبارك ونظامه، ثم أجبروا على الانزواء حين تصدر المشهد أرزقية وبلطجية وغوغائية وهتيفة، حتى انتهينا إلى هذه اللحظة العسيرة.

 

هذه شهادته، أقدمها للباحثين عن الحقيقة وحدها، وللجنة توثيق الثورة التى يرأسها خالد فهمى ــ إن كانت مازالت تعمل ــ لا لأصحاب الغرض والمرض، يقول عمر:

 

ما أكتبه هنا هو جزء ضئيل جدا من روايتى الشخصية لما عشته فى هذه الثورة، دورى المحدود بها تحريضا وتنفيذا وما فعلته خلال أيامها، انقله بأمانة تامة، لا يعنينى سوى قول الحق ورفع الظلم عمن نراهم مظلومين فى هذه اللحظة، وأشهد الله ان ما أذكره هنا حدث تماما، ولحسن الحظ ان هناك شهودا على بعض التفاصيل، على رأسهم صديق العمر محمد خير المحرر بصحيفة التحرير والصديق يحيى وجدى بالأخبار.

 

مع اندلاع الأحداث فى سيدى بوزيد كنت من اوائل من تنبهوا ان شيئا مختلفا يحدث فى تونس، وتبنيت دعم الثورة التونسية والوقوف بجانبها فى الفضاء الإلكترونى عبر الإنترنت والفيس بوك، وعقب نجاحها كنت طبعا من الداعين للاقتداء بما حدث فى تونس والنزول يوم 25 يناير، وكان هذا الدور الدعائى للثورة التونسية والتحريضى على الاقتداء بها فى مصر لافتا لبعض وسائل الإعلام التى أجرى بعضها لقاءات معى حول توقعات يوم 25 يناير فى مصر، وعلى رأس هؤلاء الإذاعة الألمانية الشهيرة (دويتش فيلا) التى أجرت معى لقاء عبر محررها بالقاهرة قبل الانتفاضة المصرية بعدة أيام.  وفجرنا الأحداث بالفعل فى 25 يناير، وانتهى اليوم بالفض العنيف لميدان التحرير فى تلك الليلة.

 

فى اليوم التالى مباشرة 26 يناير جاءنى اتصال من شخص قال أنه يتبع مؤسسة سيادية، قال بالحرف (استمروا ــ الجيش وقادته معكم وسيعاونكم)، أقسم بالله أن هذا حدث معى، ولاحظت ليلتها سقوط موقع رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء وبدأت أثق فى مضمون المكالمة.

 

وصلنا إلى جمعة الغضب وكانت الاتصالات مقطوعة، وفور عودة الاتصالات يوم 30 يناير وأثناء توجهى لميدان التحرير فى حدود الثانية ظهرا، كان أول ما فعلته هو الاتصال بهذا الشخص، وكان رده المتحمس ــ (مبروك الثورة نجحت، طنطاوى وعنان خلصوا الموضوع، أيام وهتتم تنحية مبارك، هما مثبتينه دلوقتى فى قيادة الأركان عشان يسلم السلطة ويخلص)، اقسم بالله ان هذا الكلام حدث يوم 30 يناير، واتصلت بالصديق محمد خير وأبلغته بهذه المعلومة، أى ان الجيش انحاز لنا منذ البداية وليس حقيقيا بالمرة أنهم انحازوا لنا بعد ان تيقنوا من نجاح الثورة، الانحياز كان من البداية.

 

نكمل الشهادة الاثنين المقبل.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات