نشرت مجلة Columbia journalism review مقالا للكاتب «كايل بوب» ــ رئيس تحرير المجلة، الذى يتناول فيه المخاطر التى تواجهها الصحافة فى ظل عالم تسوده العنصرية والكراهية ووصف الصحفيين بالكاذبين ما يصعب من المهمة التى يقوم بها الصحفى فى أداء وظيفته، بالإضافة إلى المخاطر التى تواجهها المرأة فى ممارسة عملها كصحفية.

يبدأ الكاتب حديثه عن المخاطر التى تتعرض لها الصحافة قائلا: «إن رئيس الولايات المتحدة يقوضنا ويعمل على إضعافنا، والأوتوقراطيين فى جميع أنحاء العالم يضيقون الخناق علينا، والشرطة والمحاكم تتحرك ضدنا».

وعندما قررت مؤسسة Columbia journalism review منذ شهور أن تكرس ملفا كاملا لقضية التهديدات والمخاطر التى تواجهها الصحافة، فإننى أعتقد أن التحدى الذى سوف يواجهنا هو إيجاد السبل للنظر برؤية مختلفة ومنظور مختلف إلى قضايا قد حان الوقت لنعرفها جميعا.

ويستطرد الكاتب قائلا: «لقد كانت مخاوفى فى غير محلها». فليس فقط الأخطار التى يواجهها الصحفيون تتزايد وتتغلغل يوميا ــ ما يجعل الجهود التى نبذلها لتصنيفها أكثر أهمية وحيوية ــ لكن طبيعة التهديدات التى نواجهها أيضا هى بصراحة أكثر اتساعا مما كنت أتخيل.

«صحافة دونالد ترامب» أى «تغريداته التى تنشر الكراهية» والتهديدات الهائلة الذى تفرضها لغته هى بمثابة الشظايا التى تشعل المشكلة. ماذا عن الخوف الذى يواجهه الصحفيون أثناء قيامهم بوظائفهم فى عالم يهيمن عليه المتصيدون؟ ماذا عن خسائرهم ومتاعبهم النفسية والجسدية، ولا سيما للصحفيين ممن يعملون فى وقت تهيمن فيه اللغة العنصرية على أخبارنا وصحافتنا.

ويضيف الكاتب «التهديدات الأخرى التى جلبناها نحن لأنفسنا ــ التحرش الجنسى وعدم المساواة فى صناعتنا ــ التى أصبحت تلقى مؤخرا الاهتمام الذى طال انتظاره، أتحدث هنا عن المخاطر التى تواجه المراسلات والصحفيات أثناء أداء عملهن. وعلينا أن نقرأ لـ«آن هيلين بيترسن» عن التكلفة التى تتحملها المرأة من جراء عملها كصحفية من أجل حساب الأشياء التى نحتاج إلى تغييرها».

لقد شاركنا فى هذه القضية مع لجنة حماية الصحفيين، والعديد من الخبراء حول العالم لمواجهة التهديدات الصحفية. وتفخر Columbia journalis review بأن تكون جزءا من منظمة «the US Press Freedom Tracker»، وهى تحالف من الجماعات التى تنظمها لجنة حماية الصحفيين لتوثيق الانتهاكات الصحفية فى الداخل.

ويشير كل من جويل سيمون وألكسندرا إليربيك من لجنة حماية الصحفيين إلى أن العديد من مخاوفنا فى وسائل الإعلام من ترامب لم تتحقق بعد، حيث إن معظم تهديداته المباشرة كانت «فارغة»، لكن سيمون وإليربيك يحذران أيضا من الاطمئنان إلى ذلك.

ما يمكننا قوله بشكل واضح الآن هو أن الصحفيين فى جميع أنحاء العالم يقومون بعمل مذهل فى مناخ ربما يكون أكثر صرامة من أى وقت مضى، ونحن نعمل تحت قيادة العالم الحر الذى يصفنا بأننا «كاذبون»

لقد قلت من قبل إننا كصحفيين نعيش فى واحدة من أكثر اللحظات المرهقة والمثيرة التى من الممكن أن تمر بها كصحفى.

إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسى

النص الأصلي