نظرة إلى الوراء حتى لا تتكرر الأخطاء - نادر بكار - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 9:22 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نظرة إلى الوراء حتى لا تتكرر الأخطاء

نشر فى : الجمعة 19 يوليه 2013 - 8:40 ص | آخر تحديث : الجمعة 19 يوليه 2013 - 8:45 ص

وفى أثناء نظرى إلى الوراء لأستخلص العبر والفوائد كنت أدون بعض الملاحظات على تعليقات قراء مقالاتى من أبناء التيار الإسلامى، فلاحظت أن تعليقات نسبة ليست بالقليلة منهم مازالت إلى اليوم تعتبر أن د. مرسى كان مُبايعا بالرئاسة - أو لا أدرى ربما يعتبرونه مبايعا بالخلافة أيضا - فهؤلاء يستنكرون أن ننفض أيادينا من بيعة د. مرسى، ويتحدث أحدهم مسقطا عليه أحكام الإمامة العظمى.

وكأن هؤلاء قد نسوا أو تناسوا أو ربما غرر بهم قادتهم فأقنعوهم بأن صناديق اقتراع صوت فيها ثلاثة عشر مليونا للدكتور مرسى فى مواجهة ملايين أخرى صوتت لمنافسه تصلح أن تكون بيعة لإمام لا يجوز نزع يد من طاعته.

وهذا الخلط تحديدا بين انتخابات رئاسية جرت وفق آليات الديمقراطية سواء اقتنعت بها أم لم تقتنع وبين مبايعة أمير المؤمنين وفق الأحكام الشرعية مثلت واحدة من أكبر العقبات التى واجهت الإسلاميين خلال العام المنصرم، بل وللأسف سقط فى براثن هذا الخلط عدد لا يستهان به من المنتسبين إلى علم شرعى والمتصدرين لإفتاء وتدريس، فما بالك بالمقلد أو العامى من الأتباع؟

والحق أن أحدا لا يملك أن يعترض على اختيار المنتسبين إلى جماعة الإخوان المسلمين مثلا إذا ما رأوا أن مبايعتهم للمرشد ركن ٌ من أركان دينهم لن يستقيم للإسلام طريق ٌ بدونه.

لا نملك الاعتراض طالما كان هذا الاعتبار محصورا فى إطار الجماعة الضيق لا يلزم به إلا أفرادها، وإن كان يتبقى لنا بالتأكيد النقاش بل والمناظرة فى مشروعية ذلك من بدعيته، لكن إذا ما أرادوا إلزام أمة بأسرها بنفس المنطق لمجرد أن مرشح الرئاسة كان منتسبا للإخوان المسلمين فهنا لابد من وقفة.

فى الحديث النبوى أن المسلمين على شروطهم، وقبل ذلك فى الآية الكريمة (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا)، وأنت إذا ما سألت مصريا بسيطا لا انتماء له إلا للإسلام ولا وفاء له إلا لهذه البلد وكان من هؤلاء الذين انتخبوا د. مرسى ربما فى الجولتين عن البيعة التى فى عنقه للرئيس لفغر فاه مندهشا من السؤال نفسه فضلا عن أن يعرف له جوابا..

فما هى طبيعة الشرط الذى بينك وبينه أو العهد الذى أخذته عليه ليعلو صوتك الآن بالبيعة ؟ بالمناسبة أنا على دين هؤلاء البسطاء وذمتى هى ذمتهم لأن الحديث يذكر أيضا أن المسلمين تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد ٌ على من سواهم.

بديهى ٌ جدا.. لأنك تعمدت أو تعمد قادتك ومن سبح فى أفلاكهم واقتات من على موائدهم أو انخدع بدعايتهم، تعمدتم خلط الاوراق والخطابات المزدوجة وتغيير الوجوه تبعا لتغير الساحات، فمع البسطاء حديث ٌ ومع المتدينين حديث ٌ آخر ومع الليبراليين حديث ٌ ثالث، وهكذا.. كان خطأ فادحا يحتاج إلى تأمل وتدبر قبل أن نقلب البصر فى خطأ آخر.