خاب مسعى الإخوان - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 4:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خاب مسعى الإخوان

نشر فى : الإثنين 19 مايو 2014 - 7:40 ص | آخر تحديث : الإثنين 19 مايو 2014 - 7:40 ص

منذ اللحظة التى وصل فيها مرسى للحكم، انكشف مخطط الإخوان للسيطرة على القضاء والإعلام والمؤسسة الدينية.

بدأوا مع القضاء، وأعلن مرسى فى خطبته الأولى عن عزمه إعادة البرلمان الذى حكم القضاء بحله، وتصاعد الخلاف بين قضاة المحكمة الدستورية العليا ونادى القضاة من جانب، ومرسى وأهله وعشيرته من جانب آخر، حتى وصلنا إلى حصار المحكمة وإقالة النائب العام، وصولا إلى الإعلان الاستبدادى غير الدستورى، الذى رسم الطريق إلى نهاية دولة الإخوان.

الأمر ذاته جربته العشيرة مع الإعلام، وكما حاصروا المحكمة الدستورية العليا حاصروا مدينة الانتاج الإعلامى، وكما فشلوا مع القضاة فشلوا مع الإعلاميين، ومازلت أذكر كيف توغلوا بسرعة فى إذاعة القرآن الكريم، وحولوها فجأة إلى برنامج «توك شو» ممتد، ولأنى لا أسمع سواها وإذاعة البرنامج الموسيقى بالتبادل أثناء قيادة السيارة، فقد سمعت فيها العجب العجاب، حتى وصل الأمر بأحد مشايخهم إلى تشبيه مرسى بالأنبياء والرسل، وأكد آخر أن مرسى يوحى إليه!، من يومها اكتفيت بالبرنامج الموسيقى، ولم اعد إلى إذاعة القرآن الكريم إلا بعد رحيلهم.

هكذا بدأ مخطط الأهل والعشيرة ضد المؤسسة الدينية، والذى بدا لهم أنها أكثر سهولة وأقل تكلفة من معاركهم مع القضاء والإعلام، فالقائمون عليها آنذاك ــ وخصوصا الشيخ الطيب والدكتور على جمعة - طيبون لا مخالب لهم، ليسوا متمرسين على مواجهة المكائد، وربما قابلوا الإساءة بالحسنى تقربا إلى الله، فضلا على أن عناصر الخلايا النائمة فى المؤسسات الدينية أكثر من نظرائهم فى الإعلام والقضاء، وهو ما سمح للإخوان وتابعيهم باستخدام كل أنواع الأسلحة المحظورة وغير المحظورة، ضربوا فى الوجه وتحت الحزام، حاصروا شيخ الأزهر وحشدوا صبيانهم فى مسيرات تهتف ضده وتصدح بكل أنواع البذاءة والانحطاط، ودبجوا تمثيلية سخيفة كرروها مرتين أو ثلاثا، زعموا فيها إصابة المئات من طلاب الأزهر بالتسمم، وارتفعت أصواتهم الكاذبة، تطالب بإقالة شيخ الأزهر، باعتباره مسئولا عن نظافة الغذاء فى المدينة الجامعية!

كما لم يسلم العالم الجليل الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق من سفالاتهم، وتطاول عليه طلابهم فى جامعة القاهرة، وسبوه بالأب والأم، دفاعا عن «شاطرهم» الذى طالته يد العدالة وألقى به فى السجن جزاء وفاقا لما اقترفت يداه.

كان المخطط أن يجلس القرضاوى على مقعد الإمام الأكبر، ويتبوأ عبدالرحمن البر منصب الإفتاء، لكن الله خيب مسعاهم، وأفسد المصريون بخروجهم المعجز فى 30 يونيو تدبيرهم، وقضى قائد جيش مصر العظيم عبدالفتاح السيسى على حلمهم الذى عملوا لأجله طيلة ثمانين عاما.

ما الذى ذكرنى بهذا كله؟...

إنها متابعتى لبرنامج «والله أعلم» الذى يذاع على فضائية cbc2 أربع مرات فى الأسبوع، ويستضيف العالم الجليل الدكتور على جمعة، وقد غيب هو وزملاؤه من العلماء الحقيقيين عن الشاشات فى سنة حكم الإخوان التى شهدت هجوما كاسحا من فقهاء الجهامة والجهالة، فانتشروا كالجراد على قنوات الفتنة التابعة لهم، ينفثون سمومهم بلا هوادة، ويؤلبون أبناء الوطن بعضهم ضد بعض وقد دانت لهم لحظة التمكين بعد الاستكانة.

الحمد لله أن أزال عنا غمتهم، وأعاد إلينا وجه عالمنا الجليل، ببشاشته وسماحته ووسطيته، بوجهه الوضاء وصوفيته الرائقة، بوجهه الذى يشبه وجه الوطن.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات