فرامنجهام: تجربة علمية حية فريدة (٢) - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 9:03 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فرامنجهام: تجربة علمية حية فريدة (٢)

نشر فى : الجمعة 19 أبريل 2024 - 7:00 م | آخر تحديث : الجمعة 19 أبريل 2024 - 7:00 م

تعد تجربة فرامنجهام أحد مآثر البحث العلمى للتجارب العلمية الحية التى اختلط فيها العلم بأبعاد تجربة اجتماعية وإنسانية بدأت فى الأربعينيات وما زالت مستمرة حتى الآن يسجل منها وفيها فريق البحث العلمى من جامعة بوسطن الشارد والوارد من المعلومات عن حالة سكانها الصحية والجسدية والنفسية وارتباط الظواهر المرضية ببعضها أو بالبيئة المحيطة بالإنسان، إلى جانب تطور وظائف أعضاء الإنسان فى مواجهة عوامل الصحة والمرض.

توالت النتائج الباهرة لتلك الدراسة الحية المستمرة فكان أن عرف العالم للمرة الأولى عوامل الخطر التى تعد مقدمة لبداية أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسب الكولستيرول ودور الجيد والردىء منه، تدنى مستوى النشاط والحركة، التدخين، مرض السكر والسمنة.

تطورت المدارك واتسعت حدود المعرفة وتنوعت وسائل التشخيص وازدادت دقة فظهرت تقنيات حديثة تم استخدامها فى متابعة الدراسة الفريدة: التصوير بالصدى الصوتى، التصوير بالرنين المغناطيسى للقلب والمخ، التصوير الطبقى للقلب والمخ ثم قياس نسبة كثافة العظام خاصة لدى السيدات، وما زالت الدراسة تضيف أبعادا جديدة للمعرفة الطبية من خلال رصد ومتابعة أمراض لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بأمراض القلب والشرايين مثل حالات أمراض المخ والسكتة الدماغية والألزهايمر وهشاشة العظام والتهاب المفاصل، أيضا أمراض التغذية وأمراض العيون ومرض السكر واضطرابات السمع وعلاقة كل تلك الأمراض بميراث الصفات على الجينوم البشرى.

أهم ما حققته تلك الدراسة الفريدة هى تدعيم نظرية ضرورة استشراف الخطر والتشخيص المبكر للأمراض فيما يعرف بـ«استراتيجيات الوقاية الأولية والوقاية المتقدمة».

من أهم التواريخ التى سيذكرها التاريخ لتجربة فرامنجهام الفريدة عام ١٩٦٠ حينما أكدت الدراسة العلاقة القوية بين التدخين والإصابة بأمراض القلب.

عام ١٩٦١ أظهرت الدراسة أهمية ارتفاع معدلات الكولستيرول وعلاقتها بتكوين الجلطة. أما فى عام ١٩٦٧ فقد شرحت النتائج أن للرياضة أثرا قويا لحماية القلب بينما السمنة تزيد من احتمالات الخطر وإصابة القلب وشرايينه.

فى عام ١٩٨٨ أكدت نتائج الدراسة أن ارتفاع نسبة الكولستيرول الحميد تقلل من احتمالات الوفاة. بينما فى عام ١٩٩٩ سجلت النتائج ملاحظة هامة للرجال تشير إلى أنه عند الأربعين فإن احتمالات الإصابة بجلطة فى شرايين القلب ١: ٢ للرجال بينما هى ١: ٣ لدى النساء.

عام ٢٠٠١ ذكرت الدراسة أن يجب علاج ارتفاع ضغط الدم  بحسم لما قد يسفر عنه من أخطار، بينما جاء عام ٢٠٠٦ ليسجل بداية الإعلان عن دراسة علاقة أمراض القلب وشرايينه بالجينات وملفات علم الوراثة.

حتى الآن تتوالى نتائج دراسة فرامنجهام الحية: المدينة الشجاعة التى لا تخفى كل ما بقلبها حتى توفر لقلوب كل البشر الحماية.

تجربة علمية فريدة أردت أن أحيطكم بها علما من زاويتى الصغيرة، أرجو أن تتابعوها فالأمر أصبح الآن سهلا، وتحول العالم إلى مجتمع فيه المعلومات دون مجهود يذكر.

التعليقات