سماحة السيد..وطظ المرشد - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 5:59 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سماحة السيد..وطظ المرشد

نشر فى : الأحد 19 أبريل 2009 - 10:11 م | آخر تحديث : الأحد 19 أبريل 2009 - 10:11 م

 قفزت إلى ذهنى فجأة «طظ» المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والتى أعلنها مدوية فى وجوهنا فى حديثه الشهير لصحيفة «روز اليوسف» قبل ثلاث سنوات تقريبا، حين أعلنت السلطات المصرية اكتشاف خلية حزب الله.

ولمن لا يذكر قال المرشد: «طظ فى مصر واللى فى مصر واللى جابوا مصر»، وأجاب ردا على سؤال لزميلنا سعيد شعيب أن ما يربطه بمسلمى إندونيسيا والهند والفلبين أعمق كثيرا مما يربطه بمواطنى مصر، وهكذا جرح فضيلته إحساسى بالمواطنة أنا المسلم، فما بالك بأخى المسيحى.

لكن ما قاله المرشد فى الحقيقة جاء اتساقا مع فكرتين أساسيتين تحكمان هذه الرؤية ذات الطبيعة العقائدية، سواء كانت تحتكم إلى الوحى كما فى حالة الجماعة، أو إلى إبداع بشرى كما فى حالة الماركسية وهما «الأممية» و«الإطلاق».

فقد رفع الشيوعيون شعارهم الأثير «يا عمال العالم اتحدوا» وصدروا أفكارهم عن الثورة الحمراء وصعود البروليتاريا إلى أماكن عدة من العالم، وادعت الماركسية أن لديها إجابة عن كل سؤال، فى السياسة والاقتصاد والاجتماع والأدب والدين والميتافيزيقا.

وجرى الأمر فى حالة الحركات السياسية ذات المرجعية الدينية بالصورة ذاتها، وإن زادت على نظائرها شعورا بالقداسة بسبب استنادها إلى نص منزل، فالمنخرطون فى هذه الحركات يؤمنون بعالمية رسالتهم ويتجاوزون بها دوائر الانتماء الصغيرة، كما أنهم بسبب قداسة النص، لديهم استعداد دائم لإقصاء مخالفيهم وتكفيرهم، لأنهم برأيهم لا يعارضونهم هم وإنما يخالفون الله.

السيد حسن نصر الله الذى يحلو لأشياعه ــ حتى داخل مصر ــ أن ينادونه بسماحة السيد، ليس بعيدا عن هذا السياق، وحزبه الذى دخل إلى المعادلة اللبنانية منذ أواسط الثمانينيات بدعم وتمويل إيرانى علنى، جاء على أنقاض حركة أمل الشيعية، أو بالأحرى جاء انشقاقا عنها، ودخل فى معارك شرسة مع الحزب القومى السورى والحزب الشيوعى، بل ودخل فى صدام دامٍ مع حركة أمل ذاتها فى عام 1988 ليؤكد وجوده على الأرض وسط فسيفساء لبنانية تتشتت فيها الولاءات للطائفة والعشيرة، وتتجاذبها مطامع قوى إقليمية ودولية عدة: فرنسا وسوريا والسعودية ومنظمة التحرير وإسرائيل وأمريكا، ثم إيران أخيرا.

وسماحة السيد كفضيلة المرشد، كلاهما يسعى لأن تسود أفكاره ورؤاه، بصرف النظر عن الخلافات السنية الشيعية، التى يتوقع لها أن تتفاقم خلال السنوات المقبلة، لأسباب سياسية لادينية، وحزب الله الذى لم يطلق على إسرائيل رصاصة من مزارع شبعا أثناء حصار غزة احتراما لتعهداته معها، يدرك ذلك جيدا، ولذا فإنه على استعداد للقيام بعمليات ضد إسرائيل انطلاقا من مصر، التى ترتبط بمعاهدة سلام معها، بصرف النظر عن اختلافنا حولها، فربما أدى ذلك ــ حسب رؤيته أو رؤية الملالى فى طهران ــ إلى توتير العلاقات بينهما، أو الزج بمصر فى أتون مواجهة تنهكها إن جرت، وتؤكد قدرات إيران كلاعب إقليمى قوى فى المنطقة.

بالمناسبة: طظ المرشد يساويها اعتراف سماحة السيد بانتماء المتهم الذى ألقت السلطات المصرية القبض عليه إلى حزب الله.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات