أصل بنى إسرائيل فى القرآن والتوراة.. والحلف الإبراهيمى - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 8:45 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أصل بنى إسرائيل فى القرآن والتوراة.. والحلف الإبراهيمى

نشر فى : السبت 19 فبراير 2022 - 10:20 م | آخر تحديث : السبت 19 فبراير 2022 - 10:20 م

نشر موقع Eurasia Review مقالا بتاريخ 15 فبراير 2022 للحاخام ألين مالر يمكن أن يندرج ضمن حملة التبشير للحلف الإبراهيمى، إذ يزعم رجل الدين اليهودى أن أصول الحلف تعود إلى التاريخ القديم منذ آلاف السنين.. نعرض من المقال ما يلى.

القرآن هو آخر الكتب الإبراهيمية الأربعة (التوراة والزبور والإنجيل والقرآن)، ويشير غالبا إلى أحداث وشخصيات فى الماضى البعيد. بينما التوراة والزبور أشارا أكثر إلى الأحداث المستقبلية حتى ظهور العصر المسيحى الذى يدعو للسلام والعدل فى جميع أنحاء العالم.

التوراة هى خمسة أسفار أولهم سفر التكوين، يبدأ الفصل الأول من سفر التكوين بخلق الله للطبيعة المادية. لكن الفصلين الثانى والثالث يتحدثان بشكل شاعرى عن طبيعة كل مشاعر الإنسان مثل الوحدة والرغبة والإغراء والأخلاق.

مع مجىء النبى إبراهيم العبرانى، نرى بدايات الديانات الإبراهيمية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام. ويوجد اليوم مئات الملايين من الأشخاص الذين لديهم هويتان أو ثلاث هويات أو أكثر. كان هذا منطبقا أيضا حتى قبل 3600 عام؛ وإن كان بدرجة أقل بكثير مما هو عليه اليوم.

بكلمات أكثر وضوحا، يعد النبى إبراهيم العبرانى مسلما فى القرآن الكريم. كما يطلق عليه ــ فى الكتاب المقدس العبرى (التناخ) ــ المتحدث العبرى والمهاجر الذى عبر نهر الأردن.

ظهر مصطلح إيفرى والذى يترجم إلى العربية (عبرى) لأول مرة فى التوراة، عندما سمى النبى إبراهيم بالعبرية: «وقيل لأبرام العبرانى» (تكوين 14:13)، كما استخدم النبى يوسف المصطلح كموقع جغرافى وكـ «اسم للطبقة الاجتماعية»: «أَنِى قَدْ سُرِقْتُ مِنْ أَرْضِ الْعِبْرَانِيِينَ» (تكوين 40:15)، و«الْمِصْرِيِينَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَأْكُلُوا طَعَاما مَعَ الْعِبْرَانِيِينَ، لأَنَهُ رِجْسٌ عِنْدَ الْمِصْرِيِينَ» (تكوين 43:32)، على الترتيب.

الديانات الإبراهيمية الثلاث.. المسيحية والإسلام واليهودية أقرب إلى بعضهم البعض من كل واحد منهم إلى أى ديانة أخرى غير إبراهيمية. ومع ذلك، فإن كلا من الأديان الثلاثة فريد من نوعه. ويتعلق كل منهم بالاثنين الآخرين بطريقته الفريدة.

لم يكن هناك مسيحيون ومسيحيات قبل ولادة النبى عيسى. وعلى الرغم من وجود العديد من الموحدين الحنيفيين المسلمين (كالنبى إبراهيم)، إلا أنهم لم يكن من الممكن اعتبارهم أعضاء فى الأمة الإسلامية قبل نزول القرآن على النبى محمد. اليهودية كذلك فريدة من نوعها لأن الشعب العبرانى اعتنق الدين اليهودى بعد نزول التوراة على النبى موسى.

الآية 67 من سورة آل عمران تقول: «مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيا وَلَا نَصْرَانِيا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفا مُسْلِما وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ». وتفسيرها أنه لا يمكن أن يكون النبى إبراهيم العبرانى يهوديا أو مسيحيا؛ لأن التوراة والإنجيل نزلتا بعد قرون من إبراهيم. فتاريخيا، اليهودية والمسيحية هما الديانتان اللتان نزلتا على النبى موسى والنبى عيسى، على التوالى، لأتباعهما المخلصين.

تشكل المجتمع المسيحى والأمة الإسلامية من أولئك الذين أصبحوا مؤمنين مخلصين بالإنجيل والقرآن، على الترتيب. لكن بنى إسرائيل (الشعب العبراني) لم يعتنقوا التوراة إلا بعد أجيال عديدة من الاضطهاد فى مصر، عندما نزلت التوراة على النبيين موسى وهارون. هذا هو السبب فى أن تاريخ شعب إسرائيل يحتل مكانة كبيرة فى الكتاب المقدس اليهودى.

فى الواقع، تم ذكر اسم «إسرائيل» 2319 مرة فى الكتاب المقدس اليهودى؛ حيث إن التجارب التاريخية لأمة إسرائيل (أحفاد النبى يعقوب) كانت محور تركيز معظم الكتاب المقدس اليهودى.

نستنتج مما سلف، أن كلمة (العبرية) هى مصطلح هوية لغوى وجغرافى وعرقى مثل الألمانية كلغة، ألمانيا كوطن، والألمان كشعب.

وعندما تم تغيير اسم النبى يعقوب، حفيد النبى إبراهيم، إلى إسرائيل، أصبح اسم شعبه (شعب إسرائيل)، الذين تحرروا بعد ذلك من الاضطهاد المصرى. بعبارة أخرى، تلقى النبى يعقوب اسم إسرائيل الذى سيصبح اسم الأمة التى اعتنقت الديانة اليهودية لمدة 3500 عام قادمة وهذا هو الاسم المستخدم فى كل من العهد الجديد المسيحى والقرآن الإسلامى.

خلال الفترة بين بعث النبى موسى والنبى عيسى، كان شعب إسرائيل هم المجتمع التوحيدى الوحيد المستمر. صحيح لم يكن كل فرد منهم مخلصا لجميع تعاليم التوراة، ولكن كان هناك ما يكفى حتى لا تموت اليهودية أبدا؛ وظل الميثاق بين الله وشعب إسرائيل موصولا باستمرار.

كلمة أخيرة، لا يزال اليهود يعتقدون أنه يمكن تحقيق ما قاله النبى إشعياء قبل 2700 عام: «فِى ذلِكَ الْيَوْمِ تَكُونُ سِكَةٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَشُورَ، فَيَجِىءُ الأَشُورِيُونَ إِلَى مِصْرَ وَالْمِصْرِيُونَ إِلَى أَشُورَ، وَيَعْبُدُ الْمِصْرِيُونَ مَعَ الأَشُورِيِينَ». فى ذلك اليوم ستنضم إسرائيل إلى تحالف ثلاثى مع مصر وآشور. يباركهم رب الجنود فيقول: «مبارك شعبى مصر، وعمل يدى أشور، وميراثى إسرائيل».. (إشعياء 19: 23ــ5).

 

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد

النص الأصلى:

https://bit.ly/3rRIZw4

التعليقات